تحل اليوم، 22 ديسمبر، ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة سناء جميل، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2002، عن عمر يناهز 72 عامًا.
وُلدت سناء جميل في 27 أبريل 1930 في مركز ملوي بمحافظة المنيا، وأصبحت واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر بفضل موهبتها الكبيرة وشغفها بالفن.
ذكرى وفاة الفنانة سناء جميل
نشأت سناء جميل في محافظة المنيا، حيث كانت من أسرة بسيطة، لكنها واجهت تحديات كبيرة عندما قررت أن تلتحق بالمجال الفني. كان لها حلم منذ صغرها بأن تصبح فنانة، إلا أن عائلتها كانت تعارض بشدة دخولها هذا المجال. لم يكن لدى شقيقها الأكبر علم برغبتها في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لذا قررت سناء أن تلتحق بالمعهد دون إخبار أسرتها، وذهبت للإقامة مع شقيقها في القاهرة.
وهذا القرار أدي إلى قطيعة بين سناء وأفراد عائلتها استمرت حتى وفاتها، حيث لم يحضر أي من أفراد العائلة جنازتها أو عزاءها بعد وفاتها.
مسيرة سناء جميل الفنية
بدأت سناء جميل مسيرتها الفنية في فترة كان فيها المجال الفني في مصر يشهد تحولًا كبيرًا. رغم معارضة أسرتها، نجحت سناء في أن تصبح واحدة من أشهر الفنانات في السينما والمسرح والتلفزيون، وصل رصيدها الفني إلى 65 عملاً، قدمت خلالها مجموعة من الأدوار التي أظهرت موهبتها الفائقة وقدرتها على تقديم الشخصيات المتنوعة بمهارة وإبداع.
كانت بداية انطلاقتها الحقيقية في السينما من خلال فيلم "بداية ونهاية" الذي كانت فيه بديلة للفنانة فاتن حمامة. ورغم صغر حجم الدور، إلا أن الفيلم شكل نقطة تحول هامة في مسيرتها وأدى إلى مزيد من الفرص في السينما المصرية.
زواج سناء جميل من الكاتب لويس جريس
التقت سناء جميل بالكاتب الصحفي لويس جريس في فترة من حياتها، وبدأت بينهما قصة حب قصيرة لكنها مكثفة انتهت بالزواج في عام 1961، ولكن كان هناك شيء غير متوقع في قصة حبهما، فقد كان لويس جريس يعتقد أن سناء جميل مسلمة نظرًا لأن لها عادة دائمة في حياتها كانت تتمثل في حلفها بكلمة "والله العظيم".
كان لويس مترددًا في الارتباط بها خوفًا من اختلاف الدين بينهما، حتى إنه كان يخطط لإعلان إسلامه قبل إتمام الزواج. ولكن سناء جميل فاجأته عندما أخبرته أنها مسيحية وأنها تفضل أن يتم الزواج في الكنيسة.
كشف لويس جريس في لقاء له مع الإعلامي معتز الدمرداش أنه اكتشف لاحقًا أن سناء جميل تنتمي إلى نفس الطائفة الأرثوذكسية التي ينتمي إليها، وهو ما جعلهم يتزوجان في الكنيسة دون الحاجة لتغيير ديانات أي منهما. هذا الزواج المثالي بينهما استمر حتى وفاتها، ورغم كونهما لم ينجبا أطفالًا، إلا أن سناء جميل فضلت التركيز على حياتها الفنية وتطوير مسيرتها المهنية.
وفاة الفنانة سناء جميل
عانت سناء جميل في آخر أيامها من مرض سرطان الرئة، حيث أمضت عدة أشهر في المستشفى في محاولة لمكافحة المرض. رغم معاناتها، ظلت تتمتع بروح مرحة وقوة إرادة حتى لحظاتها الأخيرة. وحكى زوجها لويس جريس أن بعد وفاتها، رفض دفنها فورًا، بل أمهل نفسه ثلاثة أيام لنشر إعلان وفاتها في الصحف المصرية والأجنبية على أمل أن يظهر أي من أقاربها للمشاركة في جنازتها. لكن دون جدوى، حيث لم يظهر أي شخص من أسرتها. ودفنت سناء جميل في اليوم الرابع من وفاتها، وكان ذلك في 22 ديسمبر 2002، حيث خرجت جنازتها من كنيسة العباسية.
رحلت سناء جميل عن عالمنا، ولكنها تركت خلفها إرثًا فنيًا حافلًا يعكس موهبتها الكبيرة وقدرتها على تجسيد أدوار مختلفة بعمق وإبداع. ورغم ما عانته من قطيعة مع أسرتها بسبب اختياراتها الشخصية والمهنية، إلا أن حياتها كانت مثالًا على الشجاعة والإصرار في سبيل تحقيق حلمها. إن وفاتها كانت خسارة كبيرة للفن المصري، لكن أعمالها تظل حية في ذاكرة الجمهور ومحبي الفن في مصر والعالم العربي.
0 تعليق