عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم شرايين الصحراء.. أسرار الدروب التي ربطت الواحات بوادي النيل -صور - في المدرج
12:28 م الأحد 22 ديسمبر 2024
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تلعب الدروب الصحراوية التي تربط الواحات المصرية بوادي النيل دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الجغرافية والاقتصادية للمنطقة. تلك الطرق لم تكن مجرد ممرات، بل كانت شرايين الحياة التي حملت التجارة والثقافة منذ القدم.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه الدروب وتطورها من مسارات وعرة إلى طرق معبدة تربط الحاضر بالماضي.
أهم الدروب الصحراوية:
يؤكد الخبير الأثري بهجت أحمد إبراهيم، مدير عام الآثار المصرية السابق بالوادي الجديد، لـ"مصراوي"، أن الواحات بها 12 دربا يصل بينها وبين محافظات وادي النيل أبرزهم واكثرهم استخداما وشهرة في الماضي هو 10 دروب تمثلت في :
1. درب الأربعين (الخارجة – أسيوط): يمتد لمسافة 230 كيلومترًا ويعد من أقدم الدروب التي تحولت إلى طريق أسفلتي، مما ساهم في تحسين التنقل بين الواحات ووادي النيل.
2. درب الطويل (تنيدة – منفلوط): يبلغ طوله 300 كيلومتر وتم رصفه لاحقًا ليصبح أحد الشرايين الرئيسية الحديثة.
3. درب اليابسة (الخارجة – جنوب أسيوط): يمتد بطول 180 كيلومترًا ويمثل أحد أهم الدروب التاريخية.
4. درب الرفوف (الخارجة – الكوامل بسوهاج): شهد تقاطعًا مع خطوط السكك الحديدية حتى عام 1960.
5. درب أبو سروال (الخارجة – أبو تشت بقنا): يمتد بطول 198 كيلومترًا وكان مسارًا لخط سكة حديد أنشأه الإنجليز عام 1908 واستُخدم حتى 1960.
6. درب بولاق (الخارجة – الرزيقات): استخدمه الرحالة جورج ألكسندر هوسكينز للوصول إلى الخارجة عام 1835، ويمتد بطول 203 كيلومتر.
7. درب الجاجا (فرشوط – الجاجا باريس الخارجة): يمتد بطول 224 كيلومترًا، وكان جزءًا هامًا من طرق التجارة.
8. درب دوش (إسنا – دوش): يمتد بطول 220 كيلومترًا، ويعد أحد المسارات المهمة التي تربط جنوب مصر بالواحات.
9. درب الفرافرة: يربط واحة الفرافرة بديروط على امتداد 310 كيلومترًا ويُعرف حاليًا بمحور الفرافرة.
10. درب الغباري (الخارجة – الداخلة): طريق أسفلتي يمتد بطول 190 كيلومترًا.
نقوب الواحات السبعة
يقول محمود عبد ربه، متخصص التراص الواحاتي وصاحب كتاب تراث الوادي، إنه تمثل الحافة الشرقية لمنخفض الخارجة ممرًا طبيعيًا يضم سبعة نقوب، كانت تاريخيًا ممرات حيوية للتجارة أبرزها:
•نقب اليابسة: يمتد من الخارجة إلى أسيوط بطول 230 كيلومترًا.
•نقب الرفوف ونقب أبو سروال: مر بهما خط السكة الحديد الإنجليزي الذي أنشئ عام 1908.
•نقب المدورة: يربط الخارجة بالأقصر عبر طريق حديث.
•نقب دوش: ممر تاريخي استخدمته القوافل التجارية.
الدروب والسكة الحديد
يؤكد عبد ربه، أنه قبل عام 1908، كان سكان الواحات يعتمدون على درب الأربعين للوصول إلى أسيوط، حيث كانوا يضطرون لعبور هضبة النقب الوعرة، مع إنشاء خط السكة الحديد بين الخارجة وأبو تشت، تغيّر مسار القوافل إلى منطقة جبل الرفوف، لكن التحديات كانت جسيمة، إذ تعرض القطار لحوادث متكررة بسبب وعورة المنطقة وقلة وسائل الإنقاذ.
ويستطرد عبد ربه، قائلا: في عام 1959، بدأت مؤسسة تعمير الصحاري في تنفيذ خطة رصف الطرق الصحراوية، وكان أولها طريق الخارجة – أسيوط الذي مر عبر درب الأربعين، وجرى توسيع وتمهيد منطقة النقب لتسهيل التنقل، وشهدت المنطقة تعديلات إضافية في السنوات الأخيرة لتقليل المسافة والانحدار.
التحولات المعاصرة:
يقول الأثري محمد إبراهيم، مدير عام الآثار المصرية بالوادي الجديد حاليا، أنه بعد مرور أكثر من 60 عامًا على إنشاء طريق الخارجة – أسيوط، أصبح الحلم الأكبر لسكان الواحات هو ازدواجية الطريق لتقليل الحوادث التي تحصد أرواح العشرات سنويًا، يُعد هذا المشروع من أبرز التحديات التنموية الحالية للمنطقة.
ختاما، الدروب الصحراوية التي ربطت الواحات بوادي النيل ليست مجرد مسارات عابرة، بل تمثل قصة صمود وتطور، من ممرات وعرة عبرها سكان الواحات قبل مئات السنين، إلى طرق معبدة تربط الحاضر بالماضي، تظل هذه الدروب شاهدة على تاريخ وثقافة مصر العريقة، وفي ظل التحديات الحالية، يبقى تطوير هذه الطرق خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
0 تعليق