عاش هانز فليك ما يمكن وصفه بـ"البداية الحالمة" في نادي برشلونة الإسباني؛ حيث تمكن المدرب الألماني من قيادة الفريق الكتالوني لتحقيق سلسلة من النتائج المميزة، خاصة ببطولة الدوري المحلي "لا ليغا".

وحقق البرسا 7 انتصارات في الجولات السبعة الأولى من الليغا، قبل أن يتعرض الفريق لهزيمة محرجة (2-4) أمام أوساسونا، لكن ذلك لم يؤثر بالسلب في كتيبة "البلوغرانا"، التي عادت سريعًا، لتحقق 7 انتصارات متتالية بمختلف البطولات.

وتضمنت سلسلة الانتصارات المتتالية لبرشلونة، تحقيق فوز كبير (4-0) على ريال مدريد في مباراة "الكلاسيكو" بالدوري الإسباني، وانتصار آخر (4-1) على بايرن ميونخ الألماني في دوري أبطال أوروبا، ليفرض الفريق نفسه "مُرشحًا بارزًا للمنافسة على كل الألقاب الممكنة هذا الموسم".

لكن ما حدث في الأسابيع الأخيرة، أثار شكوكًا كبيرة حول استمرارية العمل الذي يقدمه فليك داخل قلعة "اللوس كوليز"؛ حيث تعرض الفريق لمجموعة من خيبات الأمل، في سلسلة سلبية تضمنت 4 خسائر وتعادلَين وفوز وحيد، خلال 7 مباريات خاضها البرسا بالدوري الإسباني منذ 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وخسر برشلونة صدارته للدوري الإسباني، بعدما تراجع للمركز الثاني في ترتيب البطولة المحلية، بفارق 3 نقاط عن ريادة أتلتيكو مدريد، علمًا أن "الأتلتي" خاض مباريات أقل. وسيتراجع البرسا للمركز الثالث بترتيب الليغا، في حالة فوز ريال مدريد على إشبييلة، اليوم الأحد.

أسباب أزمة النتائج في برشلونة

يعتقد مراقبون أن أزمة النتائج الحالية لبرشلونة، ترجع إلى وجود نقص كبير في قائمة اللاعبين المتاحين لدى هانز فليك، خاصةً في مركزَي لاعب الوسط المدافع والمهاجم الصريح.

وتعرض لاعبون مهمون ببرشلونة للإصابة خلال الفترة الماضية، على شاكلة الجناح المهاري لامين يامال، ولاعب الوسط الصاعد مارك بيرنال، وحارس المرمى المُخضرم مارك أندريه تير شتيغن. وبعد إخفاق النادي في إبرام صفقات كبيرة خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية (باستثناء ضم داني أولمو)، لدواعٍ اقتصادية، وجد فليك نفسه أمام قائمة محدودة من الأسماء المميزة.

وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن أفكار فليك الفنية باتت مقروءة للمنافسين، خاصةً ما يتعلق بكيفية كسر "مصيدة التسلل" التي يعتمد عليها البرسا بصورة واضحة هذا الموسم، من خلال الدفاع بصورة متقدمة.

وفي ظل روزنامة مباريات مزدحمة للغاية، محليًا وقاريًا، لم يكن فليك قادرًا على حل مشكلات الفريق "البدنية والفنية". ومن المُنتظر أن يقوم المدرب الألماني بهذا الأمر خلال فترة الراحة الحالية.

وخاض برشلونة مباراته الأخيرة هذا العام (2024)، أمس السبت؛ حيث مُني الفريق بهزيمة جديدة (1-2 أمام أتلتيكو مدريد). ومن المُقرر أن يعود فليك ولاعبوه لخوض المواجهات، يوم 4 يناير/ كانون الثاني المقبل، أمام بارباسترو، في دور الـ32 لبطولة كأس ملك إسبانيا.

ما بعد البداية المذهلة

يخشى مشجعو برشلونة أن تستمر نتائج فريقهم المتذبذبة بعد العودة من فترة التوقف، خاصة أن نصف الموسم الثاني سيعرف حسم التتويج بالألقاب، وأولها في كأس السوبر الإسباني بالسعودية، خلال الفترة بين 8 و12 يناير المقبل.

وسبق لفليك أن عاش بداية مذهلة مماثلة، في تجربته التدريبية لمنتخب ألمانيا، مُحققًا 8 انتصارات متتالية، قبل أن يدخل الفريق في نفق مظلم من النتائج السلبية.

ودع المنتخب الألماني نهائيات كأس العالم قطر 2022 من مرحلة المجموعات. وخلال الفترة بين 28 مارس/ آذار و9 سبتمبر/ أيلول 2023، خاض المنتخب المُلقب بـ"المانشافت" 5 مباريات تحت قيادة فليك، من دون أن يحقق أي فوز (تعادل واحد، 4 هزائم).

واضطر الاتحاد الألماني لإقالة فليك، والتعاقد مع يوليان ناغلسمان، من أجل قيادة المنتخب في نهائيات كأس أمم أوروبا (يورو 2024)، وقيادته إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وحتى الآن، يبدو أن مشهد "الإخفاقات بعد البداية المذهلة" مُكرر في تجربتَي فليك مع برشلونة ومنتخب ألمانيا، رغم أن الرجل نفسه بدا واثقًا من قدرته على قلب المعطيات، داخل قلعة "لويس كومبانيس".