الاحد 22 ديسمبر 2024 | 03:01 مساءً
تواترت حملات النيل من الجيوش العربية، الرامية إلى زعزعة استقرار الأمن الإقليمي، وحرمان دول المنطقة من تماسك مؤسساتها الوطنية، والسطو على مقدرات الشعوب.
في هذا الخصوص، نفى مراقبون ما أشيع حول الجيش الوطني السوداني، بما في ذلك محاولات توريط رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مخالفات حقوقية، استهدفت المدنيين في مدينة «نيالا» غرب البلاد، وغيرها من المدن والولايات السودانية.
وتعتمد الحملة المُغرضة على مصادر مجهَّلة من بينها مقطع فيديو، تعارضت مشاهده مع عبارات شارحة، أعدها رعاة المشروع، لتسويق اتهامات خالية المضمون تناهض مفاهيم الجيوش الوطنية وقادتها في دول أرهقها التفكك والتناحر والصراعات الداخلية المسلحة.
ويوضح مقطع الفيديو مدى انتماء معدِّيه إلى مليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا بلقب «حميدتي»؛ فبدلًا من إطلاق لفظة مليشيات على القوات شبه العسكرية المشكَّلة والمكوَّنة من عناصر «الجنجويد»، عرَّف مقطع الفيديو الجيش الوطني السوداني بـ«المليشيات»، وادعى أنه يتبنى «نهجًا عسكريًا قمعيًا، لا يفرق بين جندي ومدني، ولا يعير أي اعتبار للحياة البشرية».
وخلطت الحملة الممنهجة بين مرحلة هيمنة الإخوان على السلطة في السودان، وبين عهد البرهان، ووصفتها بـ«الفترة العصيبة المفعمة بالآلام والمعاناة». وزعم معدو الحملة أن الحرب التي تأكل الأخضر واليابس في السودان، أحالت مدنه وقراه إلى ساحات للدمار والخراب، لم تستثنِ أحدًا أو شيئًا؛ ونالت من الأحياء السكنية، والأسواق، والمدارس، والمستشفيات، وحتى دور العبادة.
وفيما وُصِف بمشهد جديد في المأساة، قال معدو التقرير إن مدينة «نيالا» استحالت ليل الأربعاء الفائت إلى عنوان جديد لمعاناة السودانيين، إذ تعرضت المدينة لقصف جوي استهدف مدرسة كانت ملجأً للنازحين الفارين من أهوال الحرب، فحصد أرواح العشرات وترك المئات بين قتيل وجريح.
ودون استناد إلى أدلة أو مصادر موثوقة، ادعى التقرير إن النازحين الذين فروا بحثًا عن قدر ضئيل من الأمن والأمان، «وجدوا أنفسهم في مرمى وابل من النيران. واستشهد التقرير بشخصية مجهولة أطلق عليها اسم «الخالة نوال»، وقال على لسانها: «السودانيون يحبون الحياة». واعتبر التقرير أن صوت المصدر مجهول الهوية «كان مفعمًا بالألم والأمل معًا، ويعكس صمود شعب يرفض الاستسلام، رغم كل ما يواجهه من قصف ودمار».
وخلص التقرير إلى أنه رغم المآسي التي تثقل كاهل السودان، لا يزال السودانيون يحلمون بغد أفضل، وإلى وطن يسوده السلام، وخالٍ من الاستبداد والقمع، يعيد لهم كرامتهم وأمنهم المسلوبين، ففي حين تعرضت مدينة «نيالا» لمأساة إنسانية، حسب تعبير التقرير، إلا أنها تبقى رمزًا لصمود السودانيين وإصرارهم على مواجهة الطغيان مهما كانت التحديا؛ فالسودان بلد يتأرجح بين الألم والأمل، وينتظر من يعيد إليه بريقه المفقود وسط الظلام الدامس.
0 تعليق