يتوقّع كثير من المحللين أن يصل الطلب العالمي على النفط في 2025 إلى ذروته، بناء على عدد من الرؤى أو المعلومات، التي قد لا تكون دقيقة في معظم الأحيان؛ ما يجعل هذه التوقعات تخيب.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن هؤلاء هم أنفسهم من توقعوا وصول الطلب إلى ذروته في عام 2019، ثم في عام 2022، وفشلت توقعاتهم.
وأضاف: "توقع هؤلاء أيضًا أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته في عام 2024 وفشلوا، ثم الآن يتوقعون بلوغ هذه الذروة خلال العام المقبل (2025)، لذلك لا يؤخذ بكلامهم على الإطلاق بسبب هذا الماضي المشين من ناحية التوقعات".
ولكن، كل الدلائل الآن تشير إلى أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته في عام 2025، أو خلال السنوات القليلة المقبلة؛ وذلك لأسباب كثيرة؛ منها أن هناك نموًا في الطلب في كل أنحاء العالم، رغم انخفاض معدلات النمو، حتى في أوروبا رغم انتشار السيارات الكهربائية.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدمها الدكتور أنس الحجي على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "15 سؤالًا وجوابًا عن أسواق النفط والغاز".
الصين والطلب العالمي على النفط في 2025
ربط الدكتور أنس الحجي بين الصين والطلب العالمي على النفط، قائلًا: "بالحديث عن بكين، أحد الأمور المجهولة هناك الآن أن النمو الاقتصادي الذي حققته، حتى في السيارات الكهربائية، موجود في منطقة معينة".
وأضاف: "بلغ عدد السيارات الكهربائية الآن في الصين نحو 30 مليون سيارة تقريبًا، وكل هذه السيارات في منطقة معينة وليست في كل الدولة، وأما باقي البلاد فلا تزال متخلفة جدًا ومتأخرة بشكل كبير، وليس الحال كما هو في الشمال الشرقي".
ولفت أنس الحجي إلى أنه في غرب الصين -خاصة المناطق الإسلامية وغيرها- وفي الجنوب الغربي، هناك تخلف شديد وهجرة من الريف إلى المدن، لذلك هناك أسئلة كثيرة حول النمو الاقتصادي الصيني، من ناحية أنه لا تزال هناك عوامل تدفع إلى النمو وعوامل تدفع إلى زيادة الطلب العالمي على النفط.
لذلك، وفق الحجي، فإنه بالنسبة إلى الإجابة عن سؤال: هل سيصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته في عام 2025؟ فإن الجواب هو "لا"، وهو كذلك لن يبلغ ذروته حتى في السنوات القليلة المقبلة.
هل يزيد ترمب إنتاج النفط الأميركي؟
علّق الدكتور أنس الحجي على سؤال: هل يزيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنتاج النفط الأميركي بكميات كبيرة؟ بالقول إن هذا السؤال يتكرر بشكل شبه يومي، وسبق الإجابة عنه أكثر من مرة.
وأضاف: "الإجابة هي: لا، ترمب لا يمكنه زيادة الإنتاج بالشكل الذي حدث في عهده السابق، خلال ولايته الأولى بين عامي 2016 و2018، عندما رفع الإنتاج بحدود 3 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا".
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هناك توقعات بأن يزيد الرئيس دونالد ترمب إنتاج النفط في الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة بنحو 3 ملايين برميل يوميًا مرة أخرى، ولكن هذا لن يحدث؛ لأسباب كثيرة.
من أهم هذه الأسباب أن النمو الذي حدث بين عامي 2016 و2018، جاء في مدة كانت أسعار الفائدة منخفضة جدًا، ومن ثم كانت تكاليف رأس المال منخفضة، واستطاعوا تمويل هذه العمليات بشكل رخيص جدًا.
لكن، وفق الحجي، هذا الأمر مختلف تمامًا الآن؛ لأن أسعار الفائدة حاليًا بحدود 3 أو 4 أضعاف ما كانت عليه في 2017، وهذا لا يحفز على الزيادة، ومن ضمن الأسباب -أيضًا- أنه في أعوام 2015 و2016 و2017، كان هناك عدد كبير من الشركات الصغيرة.
وتابع: "أسلوب الشركات الصغيرة بشكل عام -خاصة المملوكة للعائلات- هو أنها تحاول زيادة عمليات الحفر وزيادة الإنتاج في محاولة لإظهار أن هناك زيادة في الاحتياطيات، وذلك بهدف بيع الشركة لشركة أكبر".
لذلك، بحسب الدكتور أنس الحجي، كان هناك حافز لزيادة الإنتاج، ولكن الآن هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة تم شراؤها ودمجها من قبل شركات الكبيرة مثل إكسون موبيل وشيفرون، ومن ثم لا تعمل هذه الشركات لكي تباع، لأنه ليس هناك أكبر منها.
ومن ثَم، فإن الحافز الذي كان موجودًا في السابق لم يعد موجودًا الآن؛ فقد صرحت شركة شيفرون بأنها ستقلص عملياتها، وهذا يؤكد فكرة أن ترمب لا يستطيع توسعة الإنتاج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق