حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، يوم الإثنين من عواقب وخيمة قد تنتج عن استمرار التوترات في شمال شرق سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية والجماعات المدعومة من تركيا. وفي تصريحات صحفية، شدد بيدرسون على ضرورة إيجاد حل سياسي عاجل لتجنب نزوح جديد قد يؤثر سلبًا على سوريا بأكملها.
وقال بيدرسون: إذا لم يتسن التعامل مع الوضع في الشمال الشرقي تعاملاً صحيحًا، فقد يكون ذلك نذير سوء كبير بالنسبة لسوريا كلها". وأضاف أن الفشل في تهدئة الأوضاع "سيكون له عواقب وخيمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بموجات نزوح جديدة.
تصاعد القتال في الشمال الشرقي
شهد شمال شرق سوريا تصعيدًا كبيرًا في القتال بين جماعات سورية مدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. في التاسع من ديسمبر، تمكنت الجماعات المسلحة المدعومة من أنقرة من السيطرة على مدينة منبج بعد معارك عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية. وتتصاعد المخاوف من استعداد هذه الجماعات لمهاجمة مدينة كوباني (عين العرب) الواقعة على الحدود التركية.
مقترحات لوقف التصعيد
قدمت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، اقتراحًا بسحب قواتها من المنطقة مقابل هدنة شاملة. لكن تركيا أكدت عبر وزير خارجيتها، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي بدمشق، أن وحدات حماية الشعب يجب أن تُحل بالكامل.
وأشار فيدان إلى أن بلاده ناقشت مع الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، خطوات لضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كجماعة إرهابية من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
تعقيدات المرحلة الانتقالية في سوريا
أكد بيدرسون أن التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا يتطلب "تنازلات جادة للغاية" من جميع الأطراف، مشددًا على ضرورة أن يكون الحل جزءًا من مرحلة انتقالية شاملة تقودها السلطات السورية الجديدة في دمشق.
وأوضح أن أحمد الشرع، خلال اجتماعات سابقة في دمشق، أعرب عن التزام الإدارة الجديدة بترتيبات انتقالية شاملة، لكنه أشار إلى أن تحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة القيادة الجديدة على إدارة سوريا في حقبة ما بعد حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من خمسة عقود.
الجماعات الكردية تواجه تحديات متزايدة
تتمتع الجماعات الكردية بحكم ذاتي في شمال شرق سوريا منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، لكنها الآن تواجه تهديدات متزايدة من القيادة السورية الجديدة التي قد تسعى إلى تقويض حكمها الذاتي.
0 تعليق