بمناسبة ذكرى ميلاده..
في مثل هذا اليوم وتحديدا 24 ديسمبر لعام 1881 ولد الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينيث، في بلدة مغير جنوب إسبانيا، بدأ دراسته في بلدته ثم انتقل إلى قادس ليدرس في المدرسة اليسوعية، حيث تعرف على مجموعة من الأدباء الناشئين مثله، وكتب في تلك الفترة أولى قصائده رغم أنه لم ينشر منها شيئًا.
تأثر في هذه السنوات بأعمال عدد من الأدباء الإسبان مثل أدولفو بيكر وجونجورا، بالإضافة إلى الشاعر النيكاراغوي روبين داريو، الذي كان له تأثير كبير في مسيرته الشعرية واعتبره خيمينيث أحد معلميه، بل تطورت العلاقة بينهما إلى صداقة حقيقية، ونتيجة لهذا التأثير، انتقل خيمينيث إلى مدريد، حيث بدأ بالتواصل مع شعراء العاصمة، ونشر أول أعماله الشعرية المتأثرة بالحركة الشعرية التحديثية، خلال تلك الفترة، مرّ بحالة نفسية صعبة أجبرته على العودة إلى قريته مغير، وفي نفس العام، توفي والده، ما فاقم من معاناته النفسية وعمّق شعوره بالعزلة.
سافر بعدها إلى فرنسا للعلاج والنقاهة، حيث قرأ أعمال شعراء الحركة الرمزية مثل بودلير ومالارميه، ما كان له أثر كبير على شعره، وسافر لاحقًا إلى إيطاليا حيث بدأ في كتابة ديوانه الثالث "قصائد"، الذي نشره بعد عودته إلى مدريد.
الكتابة في حياة خوان رامون خيمينيث
المرض والكتابة أصبحا جزءًا لا يتجزأ من حياة "خيمينيث"، حتى أن معظم الدراسات النقدية حوله تناولت تأثير المرض على إبداعه وحياته، وفي عام 1905، وبعد فترة طويلة من العلاج في مصحة نفسية، عاد خيمينيث إلى قريته مغير حيث استقرت حالته الصحية جزئيًا وكتب خلالها عمله النثري الشهير "بلاتيرو وأنا" وكان هذا الكتاب بمثابة انعكاس لفكر خيمينيث الناضج في تلك الفترة.
عاد "خيمينيث" إلى مدريد في 1911، حيث استقر في نزل للطلاب، والذي أصبح لاحقًا مكانًا لتجمع العديد من الأدباء والفنانين الإسبان البارزين في القرن العشرين، مثل جارثيا لوركا وسلفادور دالي ولويس بونويل.
بين عامي 1911 و1936، أصدر "خيمينيث" العديد من الكتب الشعرية، من بينها "حجارة وسماء، أشعار، جمال، والمحطة الشاملة"، وفي 1922، جمع نتاجه الشعري في "المجموعة الشعرية الثانية"، التي أصبحت واحدة من أهم الأعمال الشعرية الإسبانية في القرن العشرين إلى جانب أعمال مثل "الرومانث الغجري" لـ جارثيا لوركا و"عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" لبابلو نيرودا.
أصدر خيمينيث أكثر من 40 ديوانًا شعريًا، بالإضافة إلى كتبه النقدية والنصوص النثرية، ومن أبرز أعماله "حدائق بعيدة، مظهر الحزن، والأغنية التائهة".
خوان رامون خيمينيث وجائزة نوبل
وفي عام 1956، حصل خوان رامون خيمينيث على جائزة نوبل في الأدب تقديرًا لشعره الغنائي الذي يمثل في اللغة الإسبانية نموذجًا للروح العالية والنقاء الفني. كما حصل على إشادة خاصة من لجنة نوبل عن روايته "أنا وحماري"، التي تعتبر واحدة من روائع الأدب الإسباني، حيث تقدم الرواية صورة حية لقرية الشاعر وتتناول علاقته بها ككائن حي يتغير مع مرور الوقت والفصول.
0 تعليق