في أحد الأحياء الهادئة بمنطقة الهرم، كانت هناك أسرة بسيطة تعيش حياة هادئة، كانت مكونة من الأب سامي، والأم فاطمة، وابنهما محمد الذي كان على وشك أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، كان يحلم منذ سنوات باليوم الذي سيبدأ فيه حياته الزوجية، وكان يستعد ليوم زفافه بفارغ الصبر.
قبل أيام من زفافه.. ضبط متهم بقتل نجله بسبب خلافات مالية بالجيزة
كانت العائلة تمر بظروف مالية صعبة، سامي، الأب الذي كان يعمل في وظيفة بسيطة، كان يعاني من ضغوط الحياة اليومية، وكان يواجه صعوبة في تأمين احتياجات أسرته. ورغم هذه الأعباء، كان يخطط بجدية ليجعل حفل زفاف ابنه محمد يومًا لا يُنسى. لكن، في لحظة ما، قرر محمد تقديم موعد الزفاف بشكل مفاجئ، دون أن يستشير والده، الذي كان يرهقه التفكير في التكاليف الباهظة لهذا اليوم المنتظر.
اقرأ أيضا
في أحد الأيام، دخل محمد إلى غرفة والده ليخبره بقراره. تحدث الشاب بحماس عن رغبته في أن يكون الزفاف قريبًا، لكنه لم يدرك حجم الضغوط التي كان والده يواجهها. سامي، الذي كان يعاني من أزمة مالية خانقة، لم يتحمل القرار المفاجئ لابنه، بدأ النقاش بينهما، وتحولت الكلمات إلى مشادات حادة، إذ طالب الأب ابنه بتأجيل الزفاف إلى وقت لاحق، ولكنه لم يتوقع رد فعل محمد الغاضب، الذي أصر على قراره، مما أدى إلى اشتعال الموقف.
عندما زاد التوتر بينهما، شعر سامي بضغوط لا تُطاق، وكان الغضب يسيطر عليه، وفي لحظة فقد فيها أعصابه، توجه إلى المطبخ وأمسك بسكين حاد، في تلك اللحظة، اقترب من ابنه، وأمام صدمتهما جميعًا، طعنه في رقبته.
انقضت لحظات مريرة سريعة، حيث سقط محمد أرضًا، وامتلأت الغرفة بصراخ والدته فاطمة، التي لم تصدق ما يحدث أمامها. كانت عيون الجيران تتسمر في صدمة، فهم لم يتخيلوا أبدًا أن الأب الذي لطالما كانوا يرونه هادئًا، سيصل إلى هذه اللحظة المأساوية.
فور وقوع الحادث، هرعت الشرطة إلى المكان بعد تلقي البلاغ. تم نقل محمد إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته البالغة. وفي تلك اللحظة، كان سامي يجلس على الأرض بجانب ابنه، يبكي بحرقة ويصرخ نادمًا على ما فعله.
وصلت الأجهزة الأمنية، وتم القبض على الأب. وفي التحقيقات، اعترف سامي بجريمته، موضحًا أن الضغوط المالية والنفسية التي كان يواجهها هي التي دفعته إلى ارتكاب هذا الفعل المروع. وقد أقر أمام النيابة أن لحظة الغضب التي انتابته جعلته يفقد السيطرة على نفسه، في حين أن ابنه كان هو ضحيته.
0 تعليق