رفض حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اتهامات عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، بـ”قبول حضور وفد إسرائيلي في اجتماع المجلس العالمي للأممية الاشتراكية بالمغرب”.
وكان بووانو صرّح في كلمة افتتح بها اجتماع المجموعة، أول امس الإثنين، بأنه استغرب “سماح مكون سياسي مغربي بحضور هذا الوفد في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة”.
حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أوضحت أن “رئاسة الأممية الاشتراكية في شخص بيدرو سانشيز هي التي وجهت الدعوات، والوفد الإسرائيلي الذي ضم شخصين فقط حضر بناء على تلك الدعوة، أحدهما نائب لرئيس الأممية الاشتراكية، وهما ينتميان إلى حزب معارض لحكومة نتنياهو”.
وأضافت رحاب، في تصريحات لهسبريس، أنه بجانب حضور هذا الوفد الإسرائيلي “حضر أيضًا وفد فلسطيني من أراضي 48 ومن الضفة الغربية كذلك، من بينهم نائب لرئيس الأممية الاشتراكية أيضًا، وقد تكلم مباشرة بعد مداخلة الوفد الإسرائيلي”، وزادت: “لم يكن هناك أي دفاع عما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة، وكانت هناك دعوة صريحة من الجميع إلى إيقاف العدوان، والعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس حل الدولتين”.
وتابعت عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأن “الوفد الفلسطيني كان جد مرتاح لمخرجات الاجتماع من حيث التأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في منتدى عالمي بحجم الأممية الاشتراكية”، مستغربة ما سمتها “الشعبوية التي دفعت السيد بووانو إلى الزعم بأن إسبانيا لم تكن لتسمح بدخول الوفد الإسرائيلي إلى أراضيها، وهذا ليس استهدافًا للاتحاد الاشتراكي فقط، بل للدولة المغربية أيضًا، إذ إن الدولة هي التي تسمح بدخول الأجانب أو لا تسمح”.
وأوردت المتحدثة نفسها أن “المثير للاستغراب أن بووانو يعرف أن الدولة الإسبانية لا تمنع دخول الإسرائيليين إلى أراضيها، وأن المنع مرتبط بما له علاقة بالصناعات والأنشطة العسكرية”، مردفة: “إذا لم يكن بووانو يعرف هذا فعليه أن يتثبت قبل أن يطلق الكلام على عواهنه، ويصور المغرب بلداً يحمي مجرمي الحرب، وحزبا وطنيا مثل الاتحاد الاشتراكي الذي رافع خلال هذا الاجتماع الدولي وبقوة عن حقوق الشعب الفلسطيني بأنه متواطئ”.
وزادت رحاب: “هذا اجتماع دولي لأحزاب منظمة الأممية الاشتراكية، وجه الدعوات إليه رئيس الأممية الاشتراكية، بيدرو سانشيز، وأعطيت فيه الكلمة التي كانت موجزة لنائبي الرئيس، أحدهما إسرائيلي من حزب معارض لحكومة نتنياهو، والآخر فلسطيني”، متسائلة: “أين أجرم الاتحاد الاشتراكي، الذي من خلال احتضانه هذا اللقاء دافع بقوة عن الوحدة الترابية للمغرب وعن القضية الفلسطينية، وانعكس ذلك في مخرجات الاجتماع دون أن يتدخل في لائحة الحضور التي من مهام رئاسة الأممية الاشتراكية وليس الحزب المحتضن؟”.
وواصلت الفاعلة السياسية ذاتها: “الاتحاد الاشتراكي تعرض لحملة تشهير وتضليل ممنهجة، وللأسف من طرف حزب العدالة والتنمية، الذي في عهده تم توقيع اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، وبتوقيع أمينه العام آنذاك. وبووانو كنا نعتقد أنه أكبر من السقوط في هذه الشعبوية”، لافتة إلى أنه “يعرف جيدًا أن الاستدعاءات لحضور اجتماع الأممية الاشتراكية توجهها رئاسة الأممية الاشتراكية وليس الحزب الذي يحتضن الاجتماع، وله علم أيضا بأن المؤتمرات الدولية، سواء كانت خاصة بالحكومات أو بالأحزاب أو بالمجتمع المدني، لا يمكن منع أي وفد إسرائيلي عضو من المشاركة في أشغالها”.
واسترسلت حنان رحاب: “لقد سبق أن نظم مؤتمر دولي للبرلمانات قبل أن يتم توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، وشارك وفد برلماني إسرائيلي في أعماله، وتحت قبة البرلمان المغربي، وكان بنكيران رئيسًا للحكومة، والعثماني وزيرًا للخارجية، أي مسؤولًا عن منح التأشيرات آنذاك للوفد الإسرائيلي؛ لذلك فلا معنى لهذه المزايدات”، خاتمة بأن “الاتحاد الاشتراكي اقترح تنظيم اجتماع الأممية الاشتراكية بالمغرب، وحظي اقتراحه بالقبول، وهذا انتصار دبلوماسي، واحتضن اللقاء الذي عرف مشاركة وفود دولية هامة، من بينها رؤساء حكومات حاليون وسابقون، وكانت مباحثات إيجابية حول القضية الوطنية الأولى؛ إلا أن هناك من يسعون إلى حجب هذه المكاسب الوطنية عبر ممارسة التضليل”، وفق تعبيرها.
0 تعليق