عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم متى يكون التيمم صحيحًا؟.. شروط وأركان وفتاوى مهمة عن التيمم يجب أن تعرفها - في المدرج
06:37 م الأربعاء 25 ديسمبر 2024
كـتب- علي شبل:
شرع الله تعالى التيمم من باب التخفيف على المسلمين في حالة فقد الماء، وذلك كي لا يجعل على الناس حرجاً في أداء العبادات، حيث قال تعالى: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج : 78]. ودليل التيمم قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [النساء : 43]. والدليل على أن هذا الصعيد يتطهر به قوله ﷺ: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» [أخرجه البخاري].
(1) شروط التيمم
شروط التيمم، فحتى يصح للمسلم التيمم بدلاً من الوضوء أو الغسل فلابد من توافر خمسة شروط، أوضحها الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في فتوى سابقة، وهي:
1- التأكد من العجز عن استعمال الماء: وهذا يعني أن يتأكد المسلم أنه لا يجد الماء سواء كان مسافراً أم مقيماً، أو وجده والطبيب قد منعه من استعماله خوفاً على حصول مرض أو زيادته أو تأخر شفائه، أو وجد ولكن احتاجه للشرب أو احتاجه لشرب حيوان محترم.
2- دخول وقت الصلاة: فلابد للمسلم أن يتيقن أن وقت الصلاة قد دخل بالفعل، فإن فقد الماء ولم يتيقن بدخول الوقت لا يجوز له التيمم إلا بعد التيقن بدخول وقت الآذان بسماع الآذان، رؤية الشمس، أو العلم من ساعته.
3- طلب الماء: يعني بعد دخول الوقت، فينبغي للمسلم أن يطلب الماء بنفسه أو بمن يأذن له في ذلك، فيبحث عنه في مسكنه ومتاعه ويطلبه، ويطلبه من زملائه، وينظر يمينه ويساره وخلفه وأمامه بحثاً عن الماء تعبداً لله، وأخذاً بالأسباب المتاحة.
4- بُعد مكان الماء: أي في حالة وجود الماء أن يكون بعيداً، فإن وجد الماء قريباً منه لا يصح التيمم، فلو تيقن وصول الماء في آخر الوقت كان انتظاره له أفضل من التعجيل بالتيمم، ولكنه إن ظن وصول الماء في آخر الوقت فتعجيل التيمم أفضل.
5- التراب الطهور له غبار: فينبغي أن يكون التراب الذي يتمم منه طاهر مطهر، طاهر في نفسه، مطهر لغيره، ويكون تراب خالص من أي خليط كالجبس مثلاً، وذلك لأن الجبس سوف يمنع وصول الغبار منه، فلا يصح التيمم بتراب متنجس أو مستعمل في تيمم قبل ذلك، فإن التراب المستعمل حكمه كحكم الماء المستعمل، أي أنه طاهر في نفسه غير مطهر لغيره.
(2) أركان التيمم
وللتيمم أركان يجب أن يشتمل عليها حتى يكون صحيحاً، فإن اشتمل عليها صح الغسل وهذه الأركان خمسة، أوضحها الدكتور علي جمعة، في فتوى سابقة، وهي:
1- نقل التراب إلى العضو الممسوح: فيجب أن ينقل التراب بيده إلى العضو الممسوح عليه، فلا يكفي أن يصيبه التراب بغير نقل منه.
2- النية: وهي أساس في صحة الأعمال، ومراد الفقهاء بالنية: أنها قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن تراخى الفعل سمي عزماً. والنية واجبة في كل عبادة؛ والمتيمم إذا نوى استباحة فرض الصلاة أو الطواف أو خطبة الجمعة كانت نيته لواحدة فقط من هذه لأن التيمم خلاف الأصل فلا يتعدى لغيره، فمن نوى صلاة الفرض، لا يجوز له أن يطوف بنفس التيمم، أو يخطب الجمعة بنفس هذه النية، وينبغي عليه تيمم آخر لهذا، ولكن يجوز له أن يصلي النافلة أو يصلي الجنازة أو مس المصحف أو قراءته وسجدة الشكر. أما من نوى النافلة فإنه لا يجوز له أداء الفريضة والخطبة بهذا التيمم، ولكن يجوز له باقي ما ذكر، أما إذا نوى قراءة القرآن وسجدة الشكر جاز له قراءة القرآن ومسه وسجدة التلاوة والشكر، ولكن لا يجوز له صلاة النافلة أو صلاة الفريضة أو الجنازة أو الطواف وباقي ما ذكر فهذه هي مراتب النية.
3- مسح الوجه: فيضرب باطن يده في التراب الطاهر ثم يمسح به وجهه ولو وضع يده بغير ضرب للتراب وعلق بها تراب فمسح وجه صح، ولكن الأفضل ضرب يده.
4- مسح اليدين: ومسح اليدين إلى المرفقين (وهما ما يسميه الناس بالكوعين) تماماً كالوضوء، ويكون مسح اليدين إلى المرفقين بضربة غير ضربة مسح الوجه، فيمسح بباطن اليد اليسرى ظاهر اليد اليمنى، وبباطن اليد اليمنى ظاهر اليد اليسرى. ودليل مسح قول النبي ﷺ : «التيمم ضربتان : ضربة للوجه، وضربة لليدين » [أخرجه الحاكم والبيهقي والدراقطني]
5- الترتيب: في مسح الأعضاء فيجب تقديم مسح الوجه على مسح اليدين سواء تيمم عن حدث أصغر أو أكبر.
فإذا أتى المسلم بالأركان الخمسة مذكورة، كان تيممه صحيحاً بعد مراعاة الشروط السابق ذكرها.
(3) حكم التيمم عند البرد الشديد
أكد مركز الأزهر للفتوى، في فتوى سابقة، أنه لا يجوز التيمم مع القدرة على استعمال الماء؛ وإن كان باردًا، إلا إذا خيف وقوع الضرر عند استخدامه، وتعذر تسخينه، فيباح التيمم للضرورة التي تُقدَّر بقدرها، كما فعل سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأقره سيدنا النبي ﷺ على ذلك.
(4) كيفية التيمم من الجنابة
أوضح علماء الفقه أن التيمم في الجنابة مثله مثل التيمم للوضوء حال عدم وجود الماء وكذلك تيمم رفع الحيض كلها طريقة واحدة وهي أن تضرب بيدك على التراب وتمسح بها وجهك وضربة أخرى وتمسح بها كفيك، مع الالتزام بشروط التيمم السابق ذكرها.
(5) حكم التيمم لعذر يمنع من استعمال الماء وكيفيته
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم التيمم لعذر يمنع من استعمال الماء، حيث أكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالدار أنه يجوز للمريض الذي لا يقدر على استعمال الماء، أن يتيمم في الأوقات التي لا يستطيع فيها استعمال الماء ويصلي حتى يعود إليه الشفاء ولا إعادة عليه؛ فالخوف من زيادة المرض أو تأخر الشفاء من الأسباب المبيحة للتيمم.
وأضافت اللجنة، في بيان سابق فتواها، أنه يجوزُ له التيمّم بالتراب الطاهر، وكل ما كان من جنس الأرض؛ كالرمل أو الحجر والجص؛ لقوله تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 6].
وعن كيفية التيمم، أوضحت لجنة الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء: أن يضرب المُحدِث بباطن كفيه على الصعيد الطاهر ضربتين: ضربة يمسح بها وجهه، وضربة لليدين ويمسحهما إلى المرفقين؛ اليمنى باليسرى، واليسرى باليمنى، مع استحضار النية.
(6) حكم التيمم مخافة فوات وقت الصلاة
ما حكم من تيمم مخافة خروج وقت الصلاة؟.. سؤال كان قد تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والذي أوضح في رده أن الذي عليه الأكثرية من أهل العلم أن الشخص إذا وجد الماء وخشي باستعماله خروج وقت الصلاة أنه يتوضأ، حتى لو خرج وقت الصلاة، ورجح بعض المالكية أنه يتيمم، وبه قال زفر من الحنفية.
(7) هل يجوز التيمم من الجنابة في البرد الشديد
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الطهارة من الجنابة واجبة قبل القيام إلى الصلاة، ولكن قد يحدث عذر للإنسان يجعله غير قادر على القيام بهذا الشرط؛ كأن يكون مريضًا لا يقوى على الطهارة، أو يكون مسافرًا ولا يمكنه الطهارة.
وأضافت الإفتاء، في فتواها السابقة، أنه في هذه الحالة وهي وجود العذر المانع للطهارة أباحت الشريعة الإسلامية التيمم بدلًا من استعمال الماء، فإذا كان السائل صاحب عذر بأن كان لا يستطيع استعمال الماء في الطهارة، وتأكد تمامًا أن استعمال الماء سيضره أو أخبره أهل الخبرة بذلك، فإنه يصح له التيمم بدلًا من استعمال الماء، وتعد هذه طهارة حكمية وتجوز له الصلاة؛ وذلك لما ثبت من أن سيدنا عمرو بن العاص حينما خاف على نفسه الهلاك من استعمال الماء تيمم وصلى وأقره الرسول على ذلك.
اقرأ أيضًا:
كيف تختار الرأي الشرعي عند تعدد الفتاوى؟.. علماء يشرحون قاعدة "استفتِ قلبك"
0 تعليق