فريد الأطرش.. قيصر الموسيقى الذي خلدته الألحان في ذكرى ميلاده

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 26 ديسمبر 2024 | 02:35 صباحاً

كتب : علام عشري

في مثل هذا اليوم، 26 ديسمبر عام 1917، وُلد أحد أعظم أعلام الفن العربي، الفنان والموسيقار الراحل فريد الأطرش، الذي وُصف بـ"ملك العود"، وترك إرثًا موسيقيًا خالداً في قلوب عشاقه من المحيط إلى الخليج.

النشأة والبدايات

وُلد فريد الأطرش في منطقة جبل العرب بسوريا لعائلة درزية عريقة، وانتقل مع أسرته إلى مصر في طفولته هربًا من الاضطرابات السياسية، كان انتماؤه الفني بديهيًا؛ فهو شقيق الفنانة أسمهان، التي أسهمت أيضًا في إثراء الفن العربي. 

ورغم الصعوبات المادية التي واجهتها الأسرة في بداياتها، تمكن فريد من صقل موهبته الموسيقية من خلال الدراسة في معهد الموسيقى العربية.

صعود نجم "ملك العود"

بدأت مسيرة فريد المهنية بالغناء والعزف على العود، حيث أظهر منذ صغره مهارة استثنائية جعلت منه أحد أبرز عازفي العود في العالم العربي، قدم أولى أغنياته "يارتني طير" عام 1930، التي لاقت نجاحًا كبيرًا وفتحت أمامه أبواب الشهرة. 

لاحقًا، بدأ التعاون مع عمالقة الشعر والتلحين، مما أسهم في تقديم أعمال خالدة مثل "حبيب العمر"، و"عش أنت"، و"الربيع".

بصماته الموسيقية

تميز فريد الأطرش بقدرته على مزج الألحان الشرقية الأصيلة مع الأنغام الحديثة، مما جعل موسيقاه تناسب كافة الأذواق. بلغ إنتاجه الفني أكثر من 500 أغنية و31 فيلمًا سينمائيًا، حيث جمع بين التمثيل والغناء، تاركًا بصمة استثنائية في كلا المجالين، ومن أبرز أفلامه:

"حبيب العمر" (1947)

"لحن الخلود" (1952)

"رسالة من امرأة مجهولة" (1962)

حياته الشخصية وأثرها على فنه

كانت حياة فريد مليئة بالصراعات الداخلية والحب غير المكتمل، وهو ما انعكس بوضوح في ألحانه التي اتسمت بالشجن والرومانسية، ورغم شهرته الواسعة، ظل متواضعًا قريبًا من جمهوره، ما جعله محبوبًا بين كافة الطبقات الاجتماعية.

التكريم والإرث

حصل فريد الأطرش على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها قلادة النيل العظمى التي تُمنح للشخصيات الأكثر تأثيرًا، حتى بعد وفاته عام 1974، بقيت موسيقاه حية، تُعزف في الحفلات وتُدرّس في معاهد الموسيقى.

ما وراء الألحان

لم يكن فريد مجرد موسيقار ومطرب؛ بل كان مدرسة في العطاء الفني، حمل على عاتقه نشر التراث الموسيقي العربي عالميًا، وفي ذكرى ميلاده، نحتفي برجل عاش ومات ليُبقي الموسيقى لغة تجمع الشعوب.

تظل ألحان فريد الأطرش شهادة حية على عبقريته، وصوته نداءً مستمرًا يدعو إلى الجمال والحب، تاركًا وراءه إرثًا لا يقدر بثمن في ذاكرة الفن العربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق