عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم مناقشات حول المشهد الثقافي وتجلياته الأدبية في مؤتمر الثقافة بالإسماعيلية - في المدرج
نشر في: الخميس 26 ديسمبر 2024 - 12:42 م | آخر تحديث: الخميس 26 ديسمبر 2024 - 12:42 م
توصيات بزيادة عدد كتب النشر الإقليمي ومشروع للكتاب المعاصرين.. وتفعيل اتفاقيات "الثقافة" مع جامعة قناة السويس
شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، الأربعاء، فعاليات مؤتمر اليوم الواحد المقام في إطار برامج وزارة الثقافة، تحت عنوان "المشهد الثقافي وتجلياته الأدبية بالإسماعيلية"، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وعقد برئاسة الأديب جمال حراجي، وتولى أمانته الأديب أحمد نجم.
قدم فعاليات المؤتمر الصحفية عبير العربي، وشهد حضور د.شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، شيرين عبد الرحمن، مدير عام فرع ثقافة الإسماعيلية، د. حسن سلطان، رئيس نادي أدب الإسماعيلية، والشعراء ممدوح عبد الهادي، رئيس نادى أدب التل الكبير، عبد الله نظير، رئيس نادى أدب القنطرة شرق، وأحمد عليوة، ولفيف من الأدباء والمثقفين.
في كلمته أكد رئيس المؤتمر، على دور الثقافة الجماهيرية كأحد أعمدة بناء الدولة، وأن الحفاظ عليها واجب وطني، مشيرا إلى اهتمام الدولة بالتنمية الثقافية، واعتبارها محورا أساسيا ضمن خطط التنمية، من خلال تخصيص جلسات ضمن الحوار الوطني لمناقشة المعوقات التي تحول دون انتشار الثقافة، والتعرف على سبل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة من خلال هيئات وزارة الثقافة، كالهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب، وغيرها من الجهات الفاعلة في المجال الثقافي.
وأوضح أمين المؤتمر، أن المشهد الثقافي بالإسماعيلية، لا ينفصل عن المشهد الثقافي العام بباقي أنحاء جمهورية مصر العربية، مشيرا إلى وجود حالة من الانفصال بين المبدع والمتلقي.
وأكد أن المشكلة تنقسم إلى شقين: شق مباشر وآخر غير مباشر، ويتمثل الشق المباشر في أربعة محاور، اثنان منها يتعلقان بالمبدع، واثنان بالمتلقي، أما الشق غير المباشر، فيتجسد في دور المؤسسات الثقافية التابعة للدولة، إلى جانب الجمعيات والصالونات الثقافية، سواء كانت تابعة لأفراد أو مؤسسات خاصة.
وتابع قائلا: "يعد الشق المباشر الركيزة الأساسية، وينقسم إلى أربعة أقسام، يتعلق القسم الأول بالمبدع، الذي يجب أن يكون متمكنا من أدواته، فعند تقديم الرسالة الإبداعية للمتلقي، سواء كانت مكتوبة أو منطوقة، يجب أن تكون الألفاظ دقيقة ومعبرة تصل إلى عقل وقلب المتلقي".
وأضاف أن القسم الثاني يمثل جوهر الإبداع والرسالة التي يقدمها المبدع في تواصله مع المتلقي، موضحا أن هذه الرسالة تعكس تأثير البيئة المحلية التي نشأ فيها المبدع، بالإضافة إلى ما اكتسبه من تجارب واحتكاكات مع ثقافات أخرى، سواء من خلال السفر والترحال أو من خلال القراءة والاستماع لإبداعات الآخرين.
وأشار أن القسمين الأخيرين يتعلقان بالمتلقي، الذي يمثل التحدي الأكبر، يتمثل الأول في مدى ثقافة المتلقي واستعداده للتفاعل مع الرسالة الإبداعية، أما الثاني فهو ما يعرف بالرسالة الراجعة، أو قياس تأثير الإبداع على المتلقي، ومدى تفاعله معه، وتأثيره على تغيير أو تعزيز القيم التي يؤمن بها.
وعن الشق غير المباشر، قال: "لا يقل أهمية، ويتمثل في دور المؤسسات في دعم العملية الإبداعية"، مشيرا إلى ضرورة توفير الوسائل التي تمكّن المبدع من تحسين إبداعه وتحقيق هدفه الأسمى، وهو تفاعل الجمهور مع رسالته الإبداعية، وذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي، فالجوانب المادية تلعب دورا حاسما، حيث أن اللوائح المالية الحالية باتت غير ملائمة، ما يضع عبء تكاليف إنتاج الإبداع على كاهل المبدع، الذي يعاني بالفعل من أعباء الحياة، خاصة المادية منها، الأمر الذي يتسبب في اندثار العديد من الأعمال الإبداعية نتيجة عن القدرة على تحمل تكاليف الإصدار، مما يحرم المجتمع من رؤية إبداعاتهم.
واختتم حديثه بدعوة المؤسسات المعنية إلى تشكيل لجان تضم الخبراء في الشأن الثقافي والإبداعي، بهدف مراجعة تلك اللوائح المتقادمة، وإتاحة فرص أكبر للمبدعين للتعبير عن أنفسهم بحرية، وضمان وصول أعمالهم إلى الجمهور.
وأكد مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، في كلمته، أهمية مؤتمر اليوم الواحد في تحفيز الحراك الثقافي، مشيرا إلى أن الإسماعيلية تُعد موطنا للثقافة والمثقفين، وقدم شكره لرئيس المؤتمر وأمينه على الجهود الكبيرة التي بُذلت لإنجاح هذا الحدث.
كما قدمت مدير عام ثقافة الإسماعيلية، الشكر لجميع المساهمين والمشاركين في هذا الحدث الثقافي البارز الذي نجح في المزج بين الأصالة والمعاصرة.
وأشار سكرتير نادي الأدب المركزي، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا في الأنشطة الثقافية، التي احتضنت الكتّاب والمواهب من مختلف الأعمار، في جميع المجالات الأدبية، بما في ذلك شعر العامية والفصحى، السرد القصصي، الروايات، والدراما المسرحية، هذا بالإضافة إلى تنظيم حلقات نقدية تناولت هذه المجالات في نوادي الأدب كما في نادي أدب قصر ثقافة الإسماعيلية، ونادي أدب التل الكبير، والقنطرة شرق، وذلك بحضور نخبة من رواد الأدب، والمبدعين والأكاديميين المتخصصين.
وأوضح أن هذه الندوات لم تقتصر على الأدب فقط، بل امتدت لتشمل قضايا الثقافة العامة، والتوعية الفكرية، بهدف تعزيز الحس الوطني، والارتقاء بالذوق العام، وتأكيد الهوية المصرية، هذا بجانب تنظيم مسابقة النشر الإقليمي، واختيار عدد من الكتب للطباعة، مع الاحتفاء بالفائزين في الدورة السابقة ومناقشة أعمالهم، إلى جانب الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية على مستوى المحافظة والجمهورية.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بعرض فيلم تسجيلي عن أنشطة أندية الأدب بفرع ثقافة الإسماعيلية، ثم تكريم نخبة من الأدباء والشعراء، تقديرا لعطائهم واسهاماتهم الأدبية، وهم اسم الشاعر الراحل عبد الله عبد الهادي، والشعراء والكتاب : د. صفية فرجاني، علي نظير، علي منوفي، عبد الحميد بسيوني، عبد الحليم سالم، سمير قاعود، هشام الحلو، محمد الوكيل، شوقي عبد الوهاب، نجاة عبد القادر، شادية الملاح، فهمي عبد الله، وشعبان التوني.
الجلسات البحثية للمؤتمر
وتوالت الجلسات البحثية، وترأس الجلسة الأولى للمؤتمر، الكاتب عبد الحميد البسيوني، وتضمنت بحثين، الأول بعنوان "دور فرع ثقافة الإسماعيلية في إثراء الحركة الأدبية والفنية في التربية والتعليم والجامعة" للباحث مجدي مرعي، أما البحث الثاني فجاء بعنوان "الأدب والفن والذائقة الشعبوية الجماهيرية"، قدمه د. حمدى سليمان، وأوضح خلاله أن الشعبوية قد تجاوزت الحدود السياسية لتنتشر في العديد من المجالات الثقافية والفكرية، حيث تؤثر في مختلف جوانب الحياة.
وأضاف أن من يراقب المشهد الشعبوي العام يمكنه أن يدرك ارتباطه بالسهولة في معالجة القضايا، وبقصر النظر تجاه المسائل الجادة، فالظاهرة الشعبوية تعتمد على تبسيط الخطاب الموجه للجماهير، وجعله أكثر انفعالية وحساسية، بدلا من الخطاب العقلاني الذي يعتمد على التفكير النقدي.
وعن سمات الأدب الشعبوي، أوضح أنه يستهدف بشكل أساسي الجماهير العامة التي تبحث عن المتعة أولا، هروبا من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الصعبة، وهي ظروف لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها.
وأكد أن الأدب الشعبوي لم يظهر في المشهد الأدبي من فراغ، بل أصبح سائدا ويلقى رواجا كبيرا في السوق، حيث يتهافت عليه الكثير من الشباب والمراهقين وبعض المبتدئين في عالم القراءة. هؤلاء يتوجهون إلى الكتابات الاستهلاكية التي تفتقر إلى القيمة الفكرية والجمالية.
وعن الفرق بين الشعبوية والشعبية، قال: يجب تجنب الخلط بين الأدب الشعبوي والأدب الشعبي، فالأدب الشعبوي، هو الأدب الاستهلاكي الذي يتملق غرائز الجماهير، وحاجاتهم النفسية السطحية، ولا يأخذهم إلى الأعمق من ذلك، أو يرتقي بعقولهم ووعيهم، هو أدب منوم للوعي وليس موقظا له، أما الأدب الشعبي فهو نوع آخر مختلف، فهو ذاكرة حضارية لروح وتراث الشعوب، ونوع خاص من أنواع الأدب يتميز بمصادره الشفاهية.
وجاءت الجلسة البحثية الثانية بعنوان "المحور التطبيقي عن شعر العامية والفصحى والرواية"، ترأسها الشاعر مدحت منير.، وضمت مناقشة للدكتور حسن سلطان حول شعر الفصحى، وحديثا حول شعر العامية للشاعر فتحي نجم، فيما تناول الباحث خالد صالح موضوع "أبعاد النص السردي في واقع القصة والرواية بالإسماعيلية".
وتضمنت الجلسة الثالثة، أمسية شعرية أدارها الشاعر سمير قاعود، وشارك بها الشعراء: سارة هاشم، أحمد رمضان، عزت المتبولي، يسرا العجمي، خالد حجاج، فهمي عبد الله، أحمد عليوة، فوزي سعد، عبود حداد، والطفل ياسين فرج.
واختتمت فعاليات المؤتمر المقام بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والمنفذ بالتعاون بين فرع ثقافة الإسماعيلية، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع، بإعلان التوصيات التي جاءت كالتالي:
التوصيات العامة: دعم الدولة في الدفاع عن الأراضي المصرية والهوية الثقافية، ونبذ الإرهاب والتصدى للشائعات، والتأكيد على دور الدولة المصرية، في مساندة ودعم القضية الفلسطينية، وكذا دورها في دعم الشعوب العربية في تقرير مصيرها والحفاظ على أراضيها.
ومن التوصيات الخاصة: زيادة عدد كتب النشر الإقليمي، بما يتماثل مع حجم العضوية العاملة لنوادى الأدب، تفعيل البروتوكول المنعقد بين وزارة الثقافة، وجامعة قناة السويس، اشتراك الأدباء المبدعين في الفعاليات الأدبية التي تنظمها الجامعة، تنظيم مشروع للكتاب المعاصرين وإصدار كتب بأعمالهم، من خلال فرع ثقافة الإسماعيلية، زيادة عدد أندية الأدب بما يتناسب مع إمكانيات ولوائح الهيئة العامة لقصور الثقافة، عودة برنامج تكريم المبدعين والأدباء في المحافظات بحضور قامات من الأدباء والشعراء والكتاب والمهتمين بالعمل العام، وأخيرا زيادة مكافآت المبدعين من ضيوف نوادي الأدب، مع توفير تكاليف الانتقالات والإعاشة والاستضافة، وذلك من ميزانيات نوادي الأدب.
0 تعليق