صور | كنوز الضباشية.. أسرار حضارة دفينة في قلب الوادي الجديد - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم صور | كنوز الضباشية.. أسرار حضارة دفينة في قلب الوادي الجديد - في المدرج

01:59 م الخميس 26 ديسمبر 2024

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تُعد منطقة قصر الضباشية الواقعة شمال واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، واحدة من أبرز المواقع الأثرية التي تكشف عن أسرار وكنوز تاريخية تمتد إلى العصور الرومانية واليونانية القديمة، بل وحتى ما قبلها.

وتظهر المكتشفات الأثرية التي تمت في المنطقة على مدار العقود الماضية كيف كانت هذه المنطقة مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي لسكانها.

الجذور التاريخية

يعود تاريخ قصر الضباشية إلى العصر اليوناني الروماني، وهناك دلائل تشير إلى جذور أقدم، حيث توجد بعض المقابر التي تعود للعصر البطلمي والقرن الأول قبل الميلاد، وقد حمل القصر اسمه نسبة إلى عائلة "ضباشة"، إحدى العائلات التي سكنت واحة الخارجة.

ويُشير الدكتور محمد عبد التواب سنوسي، الباحث الأثري بالوادي، إلى أن عائلة ضباشة تنتمي إلى طائفة مملوكية تُعرف بـ"العزبان"، والذين كانوا يتفرغون لحماية الدولة.

الرحلة الأثرية

بدأت أعمال التنقيب في المنطقة عام 1993 بقيادة بعثة أثرية محلية، هذا ما أكده الأثري بهجت أبو صديرة، مدير الآثار المصرية بالوادي الجديد السابق، وابن واحة الخارجة، لمصراوي، قائلا: أسفرت الحفريات عن اكتشاف جبانة تضم 67 مقبرة أثرية تعود لمراحل زمنية مختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأدوات والمقتنيات التي كانت جزءًا من الحياة اليومية للسكان القدماء.

أضاف بهجت، أنه في عام 1996، جرى اكتشاف المقبرة رقم 22، وهي واحدة من أبرز المكتشفات، وتضمنت هذه المقبرة مومياء محفوظة بشكل ممتاز داخل تابوت خشبي مزين بنقوش زاهية الألوان وكتابات من كتاب "الموتى"، كما احتوت على تماثيل فريدة وأدوات معيشة تجسد حياة المتوفى وزوجته.

أبرز الاكتشافات

1. المومياء والتابوت الخشبي: يُعد التابوت الخشبي الملون الذي يحتوي على مومياء محفوظة من أبرز المكتشفات. ويمثل هذا التابوت الأول من نوعه المكتشف في الواحات، يحتوي التابوت على كتابات ونقوش تروي حكايات عن العالم الآخر وفقًا لعقيدة المصري القديم.

2. التمثال النادر: جرى العثور على تمثال فريد يمثل الإله "بتاح سوكر أوزير"، وهو تمثال خشبي بارتفاع 55 سنتيمترًا، يجسد المتوفى في وضع مشابه للإله أوزوريس، يتضمن التمثال مجسمًا لمقبرته محاطًا بأربعة صقور تمثل الإله حورس، بالإضافة إلى خرطوشة تحتوي على قلب المتوفى.

3. الأدوات والمقتنيات: كميات كبيرة من الحُلي والأساور التي كانت تستخدمها النساء في تلك الحقبة الزمنية، أدوات معيشة وصناديق خشبية تحتوي على الأحشاء المحنطة للمتوفى.

4. برج الحمام: يُعد برج الحمام الموجود بعين الضباشية الوحيد الباقي بتفاصيله المعمارية منذ العصر اليوناني الروماني، ويبلغ ارتفاعه 12 مترًا، ويُعتقد أنه كان يسع نحو ألفي طائر، مما وفر مصدرًا مستدامًا للغذاء والسماد.

معرض متحف الخارجة

قال الأثري طارق القلعي، مدير متحف آثار الوادي الجديد، أنه في خطوة تهدف إلى عرض كنوز منطقة الضباشية، أقامت وزارة الآثار معرضًا متخصصًا في متحف آثار الخارجة، ويضم المعرض مجموعة مميزة من المقتنيات المكتشفة، منها:

•الحلي والأساور التي تعود لزوجة صاحب المقبرة رقم 22.

•تمثال زوجة المتوفى، الذي يُظهرها في وضع القرفصاء وهي تدعو الآلهة.

•مجسمات تجسد وجوه سكان المنطقة وأصدقائهم.

•أدوات وزن وحجم مخروطية الشكل كانت تُستخدم كوحدات قياس.

كشف جديد في أم المواجير

قال الُآثري محمد إبراهيم، مدير الآثار بالوادي الجديد، إنه في 22 أغسطس 2010، أعلنت بعثة أثرية مصرية أمريكية عن اكتشاف أقدم منطقة سكنية وإدارية متكاملة تعود إلى عصر الانتقال الثاني في منطقة أم المواجير، الواقعة في منطقة الضباشية ، وقد تميزت هذه المنطقة ببقايا مبانٍ ضخمة ومخابز تشير إلى حركة إنتاج خبز تكفي لتغذية جيش كامل.

هذه المنطقة السكنية ظهرت منذ عصور الدولة الوسطى (2134-1569 ق.م) واستمرت حتى الدولة الحديثة (1569-1081 ق.م) ولكنها ازدهرت وتوسعت خلال أواخر عصر الأسرة الوسطي ما بين فترة الأسرة الثالثة عشر (1786-1665 ق.م) والفترة الانتقالية الثانية (1664-1569 ق.م) والأسرة السابعة عشر (1600- 1569 ق.م)، وأن اكتشاف هذه المنطقة السكنية سوف يضيف ويثري التاريخ القديم لواحة الخارجة.

تمثل منطقة الضباشية نموذجًا حيًا للتحولات الثقافية والدينية التي شهدتها واحة الخارجة على مر العصور. فالمكتشفات الأثرية لم تكن مجرد كنوز مادية، بل قصصًا إنسانية تعكس حياة سكان المنطقة وطموحاتهم وطقوسهم.

ويؤكد الأثري بهجت أبو صديرة أن هذه المنطقة كانت مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا، حيث استُخدمت الزراعة والموارد الطبيعية منذ بداية القرن الماضي وحتى منتصفه. كما أن البعثات الأثرية مستمرة في الكشف عن المزيد من أسرار الضباشية، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التاريخ والآثار.

وتظل منطقة قصر الضباشية رمزًا للأصالة والتاريخ المصري القديم، حيث تحمل بين أطلالها قصصًا عن ماضٍ عريقٍ يُلهم الأجيال القادمة. ولعل استمرار الجهود الأثرية سيكشف المزيد من الكنوز التي تُثري فهمنا للتاريخ المصري وتراثه الغني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق