اعتاد جمهور كرة القدم المصرية على أن نادي الزمالك لا يعرف الهدوء والاستقرار، فسرعان ما تنتهي أزمة حتى تظهر أخرى، سواء كانت هذه الأزمات تتعلق بمستحقات مالية متأخرة للاعبين، أو قضايا قانونية أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تؤدي إلى منع النادي من قيد لاعبين جدد وتعيق تدعيم صفوف الفريق.
حتى أزمات تتعلق بتجديد عقود النجوم البارزين مثل قضية أحمد سيد "زيزو" الأخيرة، هذه الأزمات المستمرة في القلعة البيضاء غالبًا ما تُلقي بظلالها على أداء الفريق وتُثير قلق جماهيره.
المثير للاهتمام أن هذه الأزمات في الزمالك غالبًا ما تُعتبر بمثابة "طوق نجاة" للنادي الأهلي، الغريم التقليدي، الذي قد يمر هو الآخر بفترات من عدم الاستقرار، فبعد خسارة الأهلي أمام باتشوكا المكسيكي في قبل نهائي كأس الإنتركونتننتال.
وما تبعها من خلافات مع الجماهير عقب مباراة شباب بلوزداد الجزائري في دوري أبطال أفريقيا، وجدت جماهير الأهلي في أزمات الزمالك مادة للحديث وتخفيف الضغط على فريقها، وكأن أزمات الزمالك تُحوّل الأنظار وتبعد التركيز عن المشاكل الداخلية للأهلي.
من بين الوقائع التي تُثبت كيف أن أزمات الزمالك تُفيد الأهلي، نذكر ثلاثة أمثلة بارزة، أولها فوز الأهلي بلقب كأس السوبر المصري للمرة الخامسة عشرة في تاريخه على حساب الزمالك بركلات الترجيح بنتيجة 7-6.
وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في المباراة التي أقيمت على استاد محمد بن زايد في أبوظبي، هذا الفوز جاء كـ "رد دين" من الأهلي بعد خسارته أمام الزمالك في السوبر الأفريقي بركلات الترجيح في الرياض، ما خفف من وطأة الخسارة السابقة على جماهير الأهلي.
الواقعة الثانية تتعلق بمباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري المحلي، والتي انتهت بفوز الزمالك بنتيجة 3-2، وشهدت احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل في الوقت الضائع لصالح الزمالك.
حيث تم تسريب تسجيل صوتي لحكم المباراة محمد عادل مع حكام الفيديو (الفار) يُشير فيه إلى صعوبة احتساب الركلة بسبب ارتداد الكرة من الأرض إلى يد اللاعب، ورغم ذلك تم احتساب الركلة، ما أثار جدلاً واسعاً وصل إلى المحاكم وأدى في النهاية إلى إقالة لجنة الحكام.
هذه الأزمة شغلت الرأي العام الرياضي وأبعدت التركيز عن أي مشاكل قد تكون موجودة في النادي الأهلي في ذلك الوقت.
0 تعليق