عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم شر السياسة
- في المدرج بقلم سعيد زريوح
اتهم توفيق بوعشرين حزب العدالة والتنمية بالتخلي عنه في محنة اعتقاله ومحاكمته وسجنه، رغم الخدمات الجليلة التي قدمها له في مواجهة ما سمي بالتحكم.
والأخطر من ذلك قوله بأن قيادة هذا الحزب ضغطت على بعض المحامين من أجل التوقف عن مؤازرته. ولأن هذه الاتهامات الثقيلة تضع مصداقية (إن وجدت) بنكيران وإخوانه على المحك، فقد سارع عبد الصمد الإدريسي إلى نفي ما جاء على لسان بوعشرين وشاركه سعد الدين العثماني نفس الرأي. وعكس التيار بادر محام آخر من نفس التيار ، يسمى عبد المولى المروري، إلى تأكيد رواية بوعشرين !!!
تصفية حسابات بوعشرين امتدت إلى حزب الاتحاد الاشتراكي الذي اتهمه هو الٱخر بتسخير جيش من المحامين للترافع ضده والمساهمة في إدانته. وحتى صديقه الحميم ، حسن طارق، الذي ينتمي لنفس الحزب لم يسلم من نيرانه حينما تحدث عن رفضه تقديم شهادته بالمحكمة وتعيينه بعد ذلك سفيرا للمملكة بتونس. وعكس العدالة والتنمية، يبدو أن لا حزب القوات الشعبية ولا سفيره السابق يمتلكون ما بوسعه تكذيب أو محاججة ما جاء على لسان الصحافي المعفى عنه.
ما المهم في كل هذا ؟؟؟ السياسية التي تمارس من طرف من يعتبرون الثبات على المبادئ والوفاء للقناعات ضربا من العدمية والمثالية هي نفسها التي تنتج الخيانة والانتهازية والارتزاق. فحينما لا يتحالف السياسيون على أرضية الوضوح الفكري والغايات الكبرى فهم بالضرورة مجتمعون على منافع ومصالح ذاتية لا علاقة لها بشعارات مصلحة الوطن وحماية الديموقراطية……
رافق حزب العدالة والتنمية وحسن طارق وغيرهم توفيق بوعشرين، ومن اتبع عقيدته الصحفية، في رحلة استثمار غنائم “عشرين فبراير”، ولما قرر المخزن العودة لعادته القديمة وفتح أبواب سجنه من جديد، تمنى الجميع إقامة سعيدة لبوعشرين في سجن العرجات تو !!! وبعد العفو وفترة من النقاهة، قرر بوعشرين العودة إلى الساحة بمسلسل جديد عنوانه الانتقام من أصدقاء (ذئاب) الأمس.
سياسة المبادئ مكلفة ومنهكة واحتمالات الخروج من معاركها بأرباح ذاتية قد تكون منعدمة، لكنها تمنحك صداقات دائمة ودفئا إنسانيا ليس متاحا للجميع،. أما سياسة المصالح فأرباحها المادية قد تكون ضخمة، لكن الشر الذي يحيط بها غالبا ما يكون قاتلا رمزيا ومعنويا لمن يمارسها.
وفي الأخير، كلكم نظر .
0 تعليق