كشفت تقارير عبرية عن تنامى القلق داخل دولة الاحتلال من تعاظم قوة الجيش المصرى خلال السنوات القليلة الماضية.
وقالت القناة الـ١٤ الإخبارية الإسرائيلية إن السبب الرئيسى وراء هذا القلق هو أن مصر، الجارة الجنوبية لإسرائيل، لديها أكبر عدد من القوات البشرية فى قارة إفريقيا بالكامل.
وأشارت القناة العبرية، فى تقرير أعدته الخبيرة فى الشأن الاستراتيجى والباحثة نعومى رحاليس، إلى أن مصر تتصدر القوى العسكرية فى قارة إفريقيا بجيش يزيد تعداده على مليون جندى، موضحة أن البيانات تؤكد أن هذا الجيش يمتلك قوة بشرية جبارة، بالإضافة لعدد قوات الاحتياط التى يمتلكها.
وطرحت الباحثة الإسرائيلية سؤالًا: «هل لدى إسرائيل ما تخشاه فى ظل نتائج العام الماضى بعد الهجوم المباغت لحركة حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟.. فماذا كان سيحدث لو كان هذا الهجوم المباغت من جيش بقوة وتعداد الجيش المصرى؟».
وأوضحت أنه، وعلى خلفية الوضع المتوتر فى العالم والخوف من حرب عالمية، تمتلك مصر أكبر قوة دفاع خاصة فى إفريقيا، وفقًا لإحصاءات السكان فى العالم، وتتصدر القائمة بجيش «مثير للإعجاب والرعب»- وفق تعبير الباحثة الإسرائيلية- إذ يبلغ تعداده ١.٣ مليون جندى، منهم ٤٣٨.٥٠٠ فى الخدمة الفعلية، بالإضافة لقوة احتياطية تبلغ حوالى ٤٧٩ ألف جندى، وقوات شبه عسكرية، وهى تلك التى لا يرتدى رجالها الزى الرسمى وتعمل تحت غطاء الدولة، تتكون من ٣٩٧ ألف جندى.
ونوهت بأنه جاء بعد مصر فى ترتيب أكبر الجيوش عددًا فى القارة السمراء كل من الجزائر والمغرب، بإجمالى ٤٦٧.٢ ألف و٣٩٥.٨ ألف جندى على الترتيب، ثم إريتريا فى المركز الرابع بـ٣٢١.٨ ألف جندى، وتليها نيجيريا بـ٢٢٣ ألف جندى، فيما يمتلك السودان وجنوب السودان معًا قوة عسكرية كبيرة تبلغ حوالى ٣٩٤.٣٠٠ ألف جندى، ثم تكمل إثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنجولا المراكز العشرة الأولى، بقوات عسكرية تتراوح بين ١١٧ ألفًا و١٣٨ ألف جندى.
وفى نفس الإطار، تحدث تقرير إسرائيلى آخر، أعده موقع «Nziv» الإخبارى الإسرائيلى، عن الدول العشر الأكبر فى عدد قواتها بإفريقيا.
وقال الموقع- وهو الأكثر اهتمامًا بالشأن المصرى من بين وسائل الإعلام العبرية المختلفة- إنه وسط تكهنات حول احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة فى أعقاب اندلاع صراعات جديدة فى العالم، يتساءل كثيرون عن الدولة الإفريقية التى تمتلك أكبر عدد من القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن مصر هى صاحبة أكبر قوة عسكرية فى القارة السمراء.
واستند الموقع العبرى فى تقريره إلى إحصائيات وبيانات من موقع «World Population Review» العالمى، وموقع «أرابيتش ديفينس».
وأوضح أنه تم الأخذ فى الاعتبار الفئات الثلاث التى يتم قياسها بشكل شائع من الأفراد العسكريين للوصول لنتيجة أهم وأكبر الدول العسكرية فى إفريقيا، وهى الجيش النظامى، ويضم الجنود الذين يعملون بدوام كامل فى الجيش، وجنود الاحتياط، وهم الأشخاص الذين ليسوا فى الجيش بدوام كامل ولكن لديهم تدريب عسكرى ويمكن تعبئتهم ونشرهم فى أى لحظة، بالإضافة إلى القوات شبه العسكرية، وهى مجموعات ليست عسكرية رسميًا ولكنها تعمل بطريقة مماثلة، على غرار فرق وكالة الاستخبارات المركزية أو فرق التدخل السريع «SWAT» فى الولايات المتحدة.
ونشر الموقع قائمة أكبر ١٠ دول فى إفريقيا من حيث إجمالى عدد الأفراد العسكريين، والتى تصدرتها مصر بإجمالى عدد الجنود ١.٣ مليون جندى، منهم الأفراد العسكريون العاملون بعدد ٤٣٨.٥ ألف، والقوات شبه العسكرية بعدد ٣٩٧ ألفًا، والاحتياطى بعدد ٤٧٩ ألفًا.
وفى المركز الثانى لقائمة الأكبر إفريقيًا، حلت الجزائر بإجمالى عدد جنود ٤٦٧.٢ ألف، منهم الجيش النظامى بقوة ١٣٠ ألفًا، وما قبل الخدمة العسكرية بـ١٨٧.٢ ألف، والاحتياطى بقوة ١٥٠ ألفًا، فيما حلت المغرب فى المركز الثالث، بإجمالى عدد جنود ٣٩٥.٨ ألف، منهم القوات النظامية بقوة ١٩٥.٨ ألف، والقوات شبه العسكرية بـ٥٠ ألفًا، والاحتياطى بقوة ١٥٠ ألفًا.
فيما حلت إريتريا فى المركز الرابع بإجمالى جنود ٣٢١.٨ ألف، منهم العسكريون العاملون بقوة ٢٠١.٨ ألف، واحتياطى ١٢٠ ألفًا، ودون قوات شبه العسكرية، وتلتها فى المركز الخامس نيجيريا، بإجمالى جنود ٢٢٣ ألفًا، منهم الجيش النظامى بقوة ١٤٣ ألفًا، والقوات شبه العسكرية بقوة ٨٠ ألفًا، وبدون أى قوات احتياط.
وفى المركز السادس حل السودان بإجمالى عدد جنود ٢٠٩.٣ ألف، منهم الجيش النظامى بقوة ١٠٤.٣ ألف، والقوات شبه العسكرية بعدد ١٠٥ آلاف، وبدون أى قوات احتياط، ثم جنوب السودان فى المركز السابع، بإجمالى جنود ١٨٥ ألفًا، كلهم من العسكريين العاملين، ودون أى قوات شبه عسكرية أو احتياط.
وفى المركز الثامن حلت إثيوبيا، بإجمالى عدد جنود ١٣٨ ألفًا، كلهم من العسكريين العاملين، ودون قوات شبه عسكرية أو احتياط، ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية فى المركز التاسع بإجمالى جنود ١٣٤.٣ ألف، كلهم من العسكريين العاملين، وأخيرًا فى المركز العاشر حلت أنجولا، بإجمالى ١١٧ ألفًا، كلهم من العسكريين العاملين.
وأكد الموقع العبرى أنه فيما يتعلق بمصر، التى تتسلح- وفقًا للتقرير- بـ«طريقة غير عادية للغاية»، فإن ذلك يتم بسبب كثرة الأعداء المحيطين بها.
وقال إنه وبنظرة سريعة على جدول القوام الإجمالى للقوات يتبين أن إثيوبيا، التى اعتبرها الموقع العبرى عدوًا لمصر، يقل مجموع قوتها الإجمالية عن عُشر القوام المصرى، مع أنظمة أسلحة لا تصل إلى جزء صغير من تلك التى يمتلكها المصريون، مضيفًا أن هذا «يثير الشكوك فى تل أبيب من أن أديس أبابا ليست السبب الرئيسى بالضبط وراء التسلح المصرى الضخم».
واختتم الموقع العبرى تقريره بالقول: «على إسرائيل أن تنظر إلى القوة الهائلة التى تتنامى أمامها داخل مصر، وألا تحسن النوايا تجاه جارتها الجنوبية التى تربطها معها اتفاقية سلام».
0 تعليق