عاش نادي ريال مدريد الإسباني عاماً مليئاً بالتناقضات في 2024، حيث غاب عدد كبير من نجومه بسبب الإصابات على مدار 12 شهرا.

وفي الوقت الذي ضرب فيه الرباط الصليبي وإصابات أخرى مجموعة من أهم نجوم الميرينغي، ظل ريال مدريد يصول ويجول ويحقق الألقاب محلياً وقارياً ودولياً.

وبينما غاب غريمه برشلونة عن منصات التتويج في 2024، حقق ريال مدريد من جانبه 5 ألقاب دفعة واحدة، وهو إنجاز يتحقق للمرة الثانية في تاريخ نادي القرن الأوروبي على مدار تاريخه الممتد إلى 115 عاماً.

وفاز ريال مدريد في يناير/ كانون الثاني بكأس السوبر الإسباني، ثم حقق في مايو/ أيار لقب الدوري، وفي يونيو/ حزيران دوري أبطال أوروبا.

وبحلول أغسطس/ آب، كان ريال مدريد بقيادة نجمه الجديد الفرنسي كيليان مبابي، يفوز بلقب كأس السوبر الأوروبي، قبل أن تكتمل الخماسية في ديسمبر/ كانون الأول الجاري بكأس القارات للأندية "إنتركونتيننتال".

ازدواجية الإصابات والألقاب

وتشير صحيفة "ماركا" الإسبانية في تقرير لها إلى أن نجاحات ريال مدريد ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي واجهت عاصفة عنيفة من الإصابات، منها 5 إصابات طويلة في الركبة على مدار 15 شهراً ما بين نهاية 2023 وعام 2024 بالكامل.

وبدأت القصة مع الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة في 10 أغسطس 2023، قبل بداية الدوري الإسباني، ليغيب حتى مشارف نهاية الموسم، وعاد قبل نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بروسيا دورتموند الألماني.

وبعد ذلك، غاب البرازيلي إيدير ميليتاو إثر تعرضه لإصابة في لقاء أتلتيك بلباو في افتتاح منافسات ريال مدريد بالدوري في الموسم الماضي 2023-2024، ثم لحق به النمساوي ديفيد ألابا بنفس الإصابة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ولم يؤثر غياب الثلاثي على تتويج ريال مدريد بالسوبر الإسباني مطلع العام بعد الإجهاز على أقوى منافسين له، أتلتيكو مدريد في نصف النهائي 5-3، ثم برشلونة في الكلاسيكو 4-1.

الغريب أن الموسم الحالي شهد أيضاً إصابة تيبو كورتوا وإيدير ميليتاو، لكن بعد شهرين من انطلاق الموسم للأول و3 أشهر للثاني، مع استمرار غياب ألابا.

وتعرض الحارس البلجيكي لإصابة في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في العضلة الضامة للساق اليسرى، بينما ضرب الرباط الصليبي ميليتاو مجددا في نوفمبر.

وما زاد الأمور سوءاً أن ناتشو فيرنانديز قائد ريال مدريد السابق الذي اعتمد عليه أنشيلوتي في الموسم الحالي لحل أزمة غياب ميليتاو، قد رحل صوب القادسية السعودية.

واختار أنشيلوتي هذه المرة الاعتماد على خوان مارتينيز من فريق الشباب، لكن اللعنة لم تتوقف وتعرض الفتى الصاعد لقطع في الرباط الصليبي للركبة في أغسطس الماضي.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، انضم داني كارفخال الذي قدم أحد أفضل أعوامه الكروية في 2024 وحل في الترتيب الرابع لجوائز الكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، خلف مواطنه رودري من مانشستر سيتي الإنجليزي وثنائي الريال فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام، إلى قائمة المصابين وبقطع في الرباط الصليبي للركبة أيضاً.

ورغم ذلك، نجح ريال مدريد في إنهاء عام 2024 بشكل جيد، حيث يحل ثانياً في ترتيب الدوري بفارق نقطة عن المتصدر أتلتيكو مدريد مع تبقي لقاء مؤجل للفريقين، وبفارق نقطتين عن برشلونة الثالث، وهي فجوة قد تصل إلى 5 نقاط حال تفوق الميرينغي على فالنسيا في مباراته المؤجلة التي ستلعب في 3 يناير/ كانون الثاني المقبل.