أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس - في المدرج

في البيت الرحباني الصغير، أي عائلة منصور الرحباني، وفي البيت الرحباني الكبير، أي لبنان، لا يحل عام 2025 مثل غيره من الأعوام. تشهد السنة المقبلة على مئوية ذاك الرجل الآتي من زمن العباقرة، الذي صنع مع توأم فكره وفنه وروحه، شقيقه الأكبر عاصي الرحباني، أجمل ما في إرث لبنان الفني.

تحت عينَي منصور المعلقتَين في زاوية مسرح «الأخوَين رحباني» بأنطلياس، التأم شمل أولاده مروان، وغَدي، وأسامة. من المكان ذاته الذي شهد على أولى خطوات والدهما الفنية، أعلنَ الورثة الثلاثة عن أنشطة المئوية وفعالياتها الممتدة على أشهر السنة، والمنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية وحتى خارج لبنان، بما في ذلك الخليج العربي، وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

تمتد الاحتفالات بمئوية منصور الرحباني طيلة 2025 داخل لبنان وخارجه (الشرق الأوسط)

بحضور حشدٍ من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية ومُحبي الأخوين رحباني، الذين قَدِمَ بعضُهم من سوريا، أطلق أبناء منصور مئوية والدهم. ستتخلل احتفالية المئوية ندوات ثقافية تتناول إرثه الموسيقي والمسرحي والأدبي، وعروض لمسرحياته المصورة لا سيما تلك التي لم تُبث سابقاً، مثل: «زنوبيا»، و«حكم الرعيان»، و«عودة الفينيق»، بالإضافة إلى إعادة إصدار لدواوينه الشعرية.

وانطلاقاً من ضرورة انتقال فكر منصور الرحباني الثمين إلى الأجيال الصاعدة، أعلن ممثل وزير التربية من على منبر الاحتفالية، أن الوزارة على أتم الجهوزية للتعاون مع العائلة، من أجل إحياء فن الأخوَين رحباني عموماً، ومنصور الرحباني خصوصاً. بناءً على ذلك، سيجري التعميم على مدارس لبنان بوجوب تخصيص جزءٍ من حصص التربية الفنية، لترسيخ فكر الأخوَين ومنصور في نفوس الطلاب ومخيلاتهم.

أما العمل الأكبر المرتقب الذي سيكون بمثابة تتويج لمئوية منصور الرحباني، فمقتبَسٌ من ديوانه «أسافر وحدي ملكاً»، وهو عبارة عن قصيدة من 34 جزءاً مخصصة لبيروت.

ومشبهاً ذلك الديوان بالكنز، أعلن ابن منصور الأصغر، أسامة الرحباني، أنه قرر التعامل معه موسيقياً، وتحويله إلى «أوراتوريو»، أي عمل سيمفوني متكامل بما يحوي من نص شعري، وأوركسترا، وغناءٍ منفرد، وكورَس.

يحيي أسامة الرحباني مئوية والده بعمل سيمفوني مقتبس من ديوان «أسافر وحدي ملكاً» (الشرق الأوسط)

أوراتوريو «أسافر وحدي ملكاً» قيد التحضير، وفق ما أكد أسامة الرحباني، «على أن يُسجل ويُصوّر في وقتٍ لاحقٍ من هذه السنة، كي يتسنّى للجمهور أن يتابعه على نطاقٍ واسع». وسيشكل هذا العمل تحديداً فرصة بالنسبة إلى المتلقين لإعادة اكتشاف الشاعر الذي سكنَ منصور منذ الصِغَر، وحتى النفس الأخير. فإلى جانب «أسافر وحدي ملكاً»، أصدر الرحباني 4 دواوين، أُضيفت إلى الأغاني التي لا تُحصى، والتي ألفها ضمن شراكته الفنية مع عاصي وفيروز.

منصور وعاصي الرحباني تتوسطهما فيروز (أرشيف غدي الرحباني)

عاش منصور الرحباني 84 سنة أمضاها كلها بين النوتات الموسيقية، وأبيات الشعر، ومؤلفات الفلسفة والتاريخ، وأوراقه التي سكب فوقها قصائد، وأغنيات، ومسرحيات. يقول ابنُه مروان إنه ظلّ يقرأ حتى آخر أيامه على سرير المستشفى: «لم يترك شيئا إلا وقرأه. تأثر خصوصاً بالفلسفة اليونانية والفلاسفة الألمان، أمثال نيتشه، وهيغل، وشوبنهاور. قرأ تيار ده شاردان وجان بول سارتر بالفرنسية، رغم عدم تمكنه من تلك اللغة».

تنهال الأسئلة على الأشقاء الثلاثة؛ عن منصور، وعاصي، وفيروز؛ عن الماضي الذهبي الذي صنعوه معاً، وعن مصير الإرث الذي يصفه غدي الرحباني بـ«الموضوع الشائك». وكأن حاضري اللقاء كانوا في عطشٍ إلى كل ما يخص الأخوين رحباني، فشكل إطلاق المئوية مناسبة لاستحضار روحَيهما وأخبارهما.

عندما تسأل إحدى الحاضرات عن احتمال تصوير مسلسل أو وثائقي يتناول سيرة الأخوين، يكشف أسامة الرحباني عن مخطوطة بقلَم منصور، هي عبارة عن مذكراته مع عاصي منذ الولادة وحتى مطلع الحرب العالمية الثانية، أي بداية عملهما في الشرطة وانطلاقتهما الفنية. وفق أسامة «تتخذ هذه المذكرات شكل حوار مسرحي. هي موجودة في أدراج منصور، لكنها لم تُنفذ. فالإنتاج موضوع شائك كذلك. صحيح أن حياة الأخوين مادة دسمة، وتستحق أن تتحول إلى دراما تلفزيونية أو إلى فيلم سينمائي، إلا أن الأمر يقتضي إنتاجاً ضخماً، وهذا خارجٌ عن إرادة الورثة. حتى سائر النصوص التي تركها منصور الرحباني خلفه، والتي تصلح لمسرحيات، هي رهنُ إنتاجٍ يليق بها».

في مئويته، يعود منصور الرحباني من سفره البعيد عبر مبادراتٍ لا تأخذ بُعداً رسمياً وطنياً، بقَدر ما هي أنشطة عائلية وفردية ومؤسساتية خاصة. يأخذ أولاده التكريم على عاتقهم، فهُم يستوعبون الأحمال الملقاة على عاتق البلد. لا يلومون حكومة مُثقلة بما يكفيها، ولا يعاتبون رئيساً غائباً؛ ففي الجمهورية الرحبانية لا مكان سوى للشعر والموسيقى والحلم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق