عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم دخل محدود واحتياجات متزايدة.. هكذا استنزف التضخم جيوب الأسر في البحيرة - في المدرج
07:08 م الجمعة 27 ديسمبر 2024
البحيرة - أحمد نصرة:
فرض التضخم وغلاء الأسعار أنماطًا معيشية جديدة على معظم الأسر بمحافظة البحيرة، حاولت من خلالها التكيف مع الواقع الجديد من خلال سياسات تعتمد على الترشيد والاستغناء، والبحث عن الفرص المتاحة لزيادة الدخل وسد العجز بينه وبين المصروفات والاحتياجات.
ولم يفرق التضخم بين طبقات المجتمع بعد أن تأثر به الجميع، مع التفاوت النسبي في شكل وطبيعة التأثير، فبينما اضطرت أسر إلى التخلي عن بعض الرفاهيات أو ترشيدها، اضطرت أسر أخرى إلى فعل ذلك مع احتياجات أساسية.
يقول أيمن صديق - فني لحام: "حاجات كتير استغنينا عنها وحاجات قللنا كمياتها، يعني اللحمة بعد ما كنا بناكلها يومين أو 3 في الأسبوع بقت يوم واحد بس، الحلويات والفاكهة مكانتش بتتقطع من بيتنا، بقى كل فين وفين لما بنجيبها، بنحاول نغطي الأساسيات بقدر الإمكان".
ويتفق عبد العزيز - موظف : " بالتأكيد مش هنبطل نأكل ونشرب لكننا قللنا الكميات اللي بنجيبها وفي نوعياتها، يعني بدل ما نجيب كيلو لحمة بقينا نجيب نص كيلو، وأحيانا نجيبها مجمدة، الطبخة بقينا نعملها ليومين أوفر ما كل يوم نطبخ، لو معملناش كده مش هقدر نعيش".
وترى مرفت أن ربة المنزل عليها دور كبير في التعامل مع الظروف المعيشية الحالية للتكيف معها، وتقول: "الوضع الحالي لازم الست تكون ذكية ومدبرة، وتعرف القرش بيروح فين، ما تهدرش حاجة، لأن كل حاجة دلوقتي بثمن، لازم تقتصد وتجيب الحاجة الموفرة من غير ما تحرم بيتها، يعني لو هتجيب فاكهة مثلا تجيبها في موسمها بتكون أحلى وأرخص، مش في أول الموسم ولا آخره، برضه تنتهز الأوقات إللي الخضروات فيها بتكون رخيصة وتخزنها للأوقات اللى بتغلى فيها، لازم تحاول تصلح كل حاجة بدل ما ترميها وتجيب جديدة، هدوم الأولاد الصغيرين تتجاب مقاس أكبر شوية عشان تقضيهم أطول فترة ممكنة،".
ومؤخرًا اضطرت عدد من أسر الطبقة المتوسطة إلى اللجوء للجمعيات الخيرية لسد بعض من احتياجاتها، بعد أن كان هذا الأمر يقتصر في الماضي على الطبقات الدنيا وحدها، ويقول يوسف - موظف ويعول أسرة مكونة من 5 أفراد: "سجلت نفسي على جمعية في الأول كنت محرج جدا لكن واحد زميلي شجعني، أهو حاجة بتسند، في المواسم والأعياد بيدونا إعانات مواد غذائية وقبل المدارس بيساعدونا في اللبس وأدوات الدراسة، هنعمل إيه بس مش ملاحقين على المصاريف".
عدد آخر من الأسر لجأ أربابها إلى البحث عن عمل ثان ليستطيع مقاومة الغلاء وسد الاحتياجات يقول محمد - موظف: " كنت الأول مكتفي بوظيفتي، دلوقتي معادش ينفع، مع زيادة المصروفات ومتطلبات الحياة، دورت على شغل تاني بعد الظهر واشتغلت كاشير في مطعم تيك أواي، صحيح كله على حساب راحتي وصحتي بس هعمل إيه".
أما نادية فلجأت إلى العمل من منزلها في التسويق الإلكتروني لمساعدة زوجها: " لقيت إن عندي وقت فاضي بدل ما أضيعه في حاجة مش مفيدة قررت أبيع ملابس وطرح واكسسوارات أونلاين، البيت بقى محتاج كل قرش زيادة".
وتقول آيات التي لجأت إلى حل مشابه من خلال العمل في الأكل البيتي: " الحمد لله عندي موهبة في الطبخ ليه ما استغلهاش، أنا في كل الأحوال بطبخ لأسرتي، بعمل من نفس الأكل إللي بطبخه وجبات وببيعها، ولو حد طلب أكل معين بعملهوله، الموضوع ده لولاه ماكنتش هعرف أصرف على أولادي لأني مطلقة والنفقة مبتكفيش حاجة".
ولم تقتصر سياسة الترشيد على الطبقتين المتوسطة والدنيا فحسب، ولكنها امتدت إلى شرائح أخرى من الطبقة " العليا - الدنيا" يقول منصور - صاحب شركة " زوجتي كانت بتوصل الأولاد لمدارسهم وبتروح شغلها بعربيتها الخاصة، على أساس إني بنزل متأخر شوية عنهم، وبروح شغلي بعربيتي، دلوقتي بقيت أصحى بدري وكلنا بنركب عربية واحدة أوصل أولادي المدارس، وبعدين أوصل زوجتي لشغلها وأطلع على شغلي، زيادة أسعار البنزين، أجبرتني على كده".
أما إبراهيم عبده فيقول: " كنت مدخل أولادي الاتنين مدرسة خاصة، كانت المصاريف في الأول معقولة وأقدر عليها، لكنها زادت جدًا ومصاريف الحياة هي كمان زادت فحولتهم مدارس حكومية".
ويقول سامح - مدير بشركة بترول " أقيم بالبحيرة وعملي بالإسكندرية، كنت متعود بروح الشغل يوميًا بعربيتي الخاصة لوحدي، مع زيادة أسعار البنزين اتفقت أنا وزمايلي، نروح الشغل مع بعض كل يوم بعربية واحد فينا".
وتؤكد مروة: " كل الأسر اتأثرت بالتضخم سواء غنية أو فقيرة مع الاختلاف النسبي طبعا، هتكلم عن أسرتي، كنا كل أسبوع لازم نخرج أنا وزوجي والأولاد نتغدى أو نتعشى بره دلوقتي ممكن كل شهر وأحيانًا أكتر، السفر والفسح كمان قلت جدا وميزانيتها اتوجهت لنفقات تانية من الحاجات الأساسية".
0 تعليق