مهرجان الرياض للمسرح.. عوالم درامية وسيناريوهات فلسفية تأسر الجمهور

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قدم مهرجان الرياض للمسرح العرضين «إمبراطورية منخوليا» و«هذيان»، اللتين عكستا براعة فنية وإبداعا بصريا نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

إمبراطورية منخوليا.. صراع الحلم والواقع

تناولت مسرحية «إمبراطورية منخوليا» قصة غانم، الحاكم الحالم الذي يسعى لتأسيس إمبراطورية قائمة على العدل والمساواة، إلا أن طموحاته المثالية تصطدم بالعديد من العقبات والمخاطر التي تضعه في مواجهة مباشرة مع أعدائه، فعلى الرغم من سيطرته الظاهرية على كل شيء، يبقى غانم غارقا في قلق داخلي لا ينتهي، ما يثير تساؤلا جوهريا: هل يمكن تحقيق الكمال في عالم مليء بالنقائص؟
جسد العمل فكرة الوهم الذي يسيطر على الإنسان عندما يطارد أحلاما مثالية، لينتهي به المطاف في متاهات من التعاسة، فقدم العرض هذا الصراع الأزلي بين الحلم والواقع من خلال رؤية بصرية مذهلة، وسينوغرافيا مستوحاة من العوالم الخيالية، مما أضفى أبعادا فلسفية عميقة على النص المسرحي.

c2bc51b32f.jpg

هذيان.. رحلة نفسية تعري الذات

أما مسرحية «هذيان» فقد أخذت الحضور في رحلة نفسية عميقة، حيث تدور أحداثها حول نحات يعيش صراعا مع ذاته، وتبدأ القصة بظهور زوجته من إحدى لوحاته، لينخرط في مشاهد مليئة بالعاطفة والتوتر تنتهي بمأساتها.
يلعب المحقق في العرض دور ضمير النحات من خلال محاولة لكشف ألغاز حياته المضطربة، ليجد الجمهور أنفسهم في مواجهة أسئلة وجودية حول الذنب، والحقيقة، والخلاص.
تميز العرض بطابع فلسفي بديع، حيث تداخلت فيه مشاهد الواقع مع الهذيان، مع تقديم استعراض بصري وحركي متقن أضاف إلى ثراء النص المسرحي وعمقه.

وعقد المهرجان ندوتين نقديتين خصصتا لمناقشة المسرحيتين «إمبراطورية منخوليا» و«هذيان»، حيث قدم النقاد تحليلات عميقة للأعمال الفنية، فتناولت الناقدة اللبنانية رشا الدبيسي مسرحية «إمبراطورية منخوليا»، مشيدة بالنص المليء بالإسقاطات الفكرية واستخدام السينوغرافيا، وخاصة المرايا، التي جسدت فلسفة العمل. 
وأشادت أيضا بالدور الإنساني الذي قدمه الممثل محمد لادان، رغم فقدانه للبصر، معتبرة أداءه إلهاما حقيقيا.
ومن جهته أثنى الكاتب العماني علي المعمري على مسرحية «هذيان»، مبرزا جماليات النص وتماسك العلاقات بين الشخصيات، كما أشاد بالاستعراض البصري الساحر الذي جذب الجمهور منذ اللحظة الأولى، وبأداء النحات الذي نقل مشاعر الصراع الداخلي بصدق وإبداع.

5b95acd7ff.jpg

وقد انطلق مهرجان الرياض للمسرح في 15 ديسمبر الجاري، واستمر حتى 26 من الشهر نفسه، ليكون منصة تحتفي بالمسرح كفن عريق يجمع بين الإبداع والرسالة، ويثبت المهرجان في كل يوم مكانته كأحد أهم التظاهرات الثقافية في المملكة العربية السعودية، حيث يجمع بين عروض مسرحية مميزة وفعاليات نقدية وفكرية تثري الحركة المسرحية، ومع استمرار الفعاليات يتحول المهرجان إلى احتفاء متكامل بفن المسرح وقيمته في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية بأسلوب إبداعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق