فلما صعدتُ على ربوة ما مترددًا، -يرى ذلك من القدمين اللتين تغرسان بشدة في الرمال؛ راغبتين أن تنبت منهما جذورًا تشدهما للأرض. يمكن أن يرى، رغم ذلك، تحفز أعضاء الجسد الغاضبة وكأنها تريد أن تنقض على جميع المارة والواقفين والمتأملين الذين يمكن رؤيتهم، إذا اتسعت نافذة رؤيتك قليلًا، وهم يسيرون على حبال تحتها وحل وآخرها هوة- نظرتُ إلى أسفل ثم رفعت وجهي وكأني سلمت بالأمر الذي لا أعرف ما هو ولكني أكرههم لكونهم هم.
يمكنني أن أبعد ناظري وأراهم أجمعين وهم واقفون بغضاء، سيئون، كريهون، متعالون. أنظر إليهم في الأسفل، وأقول بصوت يتملكه الرثاء والألم: "إنه لمن المريع أن تتخلى عن لاشيء من أجل لاشيء. الفارق أن اللاشيء الأول تملك أن تحدث فيه، ولكن اللاشيء الآخر ليس ملكك. يمكننا أن نتفق في البداية على أن كل العالم لاشيء إذ أنه من اتساع تواجده يستحيل أن يكون حقيقيًا. يمكنك أن تلاعب الوهم الكبير، أن تقطع عن ظهرك خيوط ماريونيت انتماءات معينة والذهاب إلى خيوط أخرى. يجعلك هذا تشعر ببعض التحكم، لكن الشعور هو ذلك الذي لا يمكن التحكم به. عندما تتبني شعورًا، عندما تسعى لتصبح مثاليًا، عندما تحاول فهم كونك مربوطًا بخيوط.. تلك خطيئة. أحب ذاتك، والعن كونك بشرًا"
أولئك الذين يملكون الكثير من الحبال أسفلهم أعطوا البعض للساقطين في الوحل تحت الحبال. كنت قد أعددت للأمر وجهزت صليبًا. عندما صعدوا ورأوا الصليب فرحوا وأحسوا بأن هذا مجدهم الشخصي. كان يمكنني أن أرى هذا في عيونهم -التي لمعت- رغم حال لسانهم الذي كان يرثى حالي وطيبتي.
قلت لهم: "كونوا بشرًا"
قالوا: "نحن هم"
كانت عيونهم تبكي وأياديهم -المليئة بالحبال- تنطلق في أنحاء جسدي بسرعة ودقة للتأكد من أن وثاقي شد على الصليب جيدًا.. كانت أياديهم مرتعشة -رغم سرعة أقدامهم المهرولة للذهاب بي إلى الوحل. أنا أمكث تحت حبالكم، أرى سيركم؛ مذهولين على الحبال. أنا أزعق وأنتم تضحكون -مكملين سيركم. أنا هناك في الوحل، تحت الحبال، شاخصًا ببصري لأعلى ودائمًا لأعلى داعيًا.. أن أصل إلى الهوة سريعًا.
0 تعليق