فضل الأذكار والتسابيح في حياة المسلم .. تكفير الذنوب والآثام

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعتبر الذكر من أعظم الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله، وقد حثَّ الإسلام على الإكثار منه في مختلف الأوقات، ففي سؤال وجهه أحد الأشخاص إلى الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن ثواب الأذكار والتسابيح وهل تكفر الذنوب؟ كان الجواب في غاية الأهمية.

ثواب الأذكار والتسابيح

أجاب الدكتور العوضي أن الذكر هو من أفضل العبادات وأحب الأعمال إلى الله. وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الأحزاب: 35)، ما يدل على عظم الأجر الذي يحصل عليه المسلم جراء ذكره لله. كما أكد الدكتور العوضي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت"، مما يُظهر الفارق الكبير بين المؤمن الذي يكثر من ذكر الله ومن لا يفعل.

وأضاف الدكتور العوضي أن "الباقيات الصالحات" التي وردت في القرآن الكريم تعني الأذكار والتسابيح، وذلك في قوله تعالى: "وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" (الكهف: 46). وبذلك يكون الذكر من أبرز العبادات التي تعين المسلم على محو الذنوب، وتحقيق البركة في الرزق، وتُسهم في مغفرة السيئات.

فضل الذكر عقب الصلاة

من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذكر بعد الصلاة. فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الذكر بعد الصلاة، سواء كان جهرًا أو سرًا، جائز ولا حرج فيه. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" (النساء: 103). هذا يشير إلى أنه لا يوجد صيغة محددة للذكر بعد الصلاة، وأنه يمكن للمسلم أن يذكر الله في أي وقت بعد أداء الصلاة.

وقد استدلَّ العلماء بما ورد في الحديث الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال: "رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم". الجهر بالذكر له فوائد عديدة، منها إيقاظ الغافلين، واستحضار القلوب، وزيادة البركة في المحيطين بالمصلين.

اقرأ أيضا

فضل الأذكار في تكفير الذنوب

الأذكار لا تقتصر على تحسين العلاقة مع الله فحسب، بل هي أيضًا وسيلة لتكفير الذنوب ومحو السيئات. فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا يتعلق بفضل الأذكار بعد الصلاة، حيث قال: "من سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". هذا الحديث يوضح أن الأذكار الكثيرة بعد الصلاة تعمل على محو الذنوب مهما كانت كثيرة.

فضل ختام الصلاة

أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية السابق، أن الأذكار التي تقال بعد الصلاة يجب أن تؤدى مباشرة عقب الصلاة المكتوبة كما ورد في الأحاديث النبوية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ثلاث مرات بعد الصلاة ويقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام". أما بالنسبة للصلوات الفائتة، فيجب على المسلم قضاؤها أولًا، ثم يمكنه أداء الأذكار التي تليها.

أهمية الأذكار في حياة المسلم

في الختام، يُظهر الإسلام أهمية الذكر في حياة المسلم، حيث يعتبر من أفضل الوسائل التي تقوي الصلة بين العبد وربه. من خلال الإكثار من الأذكار والتسابيح، يمكن للمسلم أن يطهر قلبه ويزيل همومه، ويسعى دومًا إلى التقرب إلى الله بالحسنات التي ترفع من درجاته في الدنيا والآخرة.

google news
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق