تدفق مئات الآلاف من الكوريين الجنوبيين إلى وسط سيول مساء أمس السبت في أحدث موجة من الاحتجاجات المطالبة بإقالة رئيس البلاد الموقوف يون سوك يول، بعد يوم من تصويت البرلمان على عزل بديله بالإنابة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وزعم المنظمون أن أكثر من 500 ألف شخص شاركوا في المسيرة، التي جرت وسط حضور كبير للشرطة.

وقالت الصحيفة إن المظاهرات، التي نمت بشكل مطرد منذ إعلان يون الفاشل للأحكام العرفية في 3 ديسمبر ، حولت منطقة جوانج هوامون التاريخية إلى عرض مذهل للمشاركة المدنية، حيث حمل المواطنون بما في ذلك المحتجون الشباب عصي الكيبوب الضوئية إلى جانب مجموعات المجتمع المدني.

وهتف المتظاهرون "اسجنوا يون سوك يول" أثناء مسيرتهم من قصر جيونج بوكجونج نحو منطقة التسوق في ميونج دونج، حيث غنى العديد منهم على أنغام موسيقى الكيبوب التي تنطلق من شاحنات مكبرات الصوت في ما أصبح مزيجًا مميزًا من الاحتفال والرسائل السياسية الجادة.

وصوت المشرعون يوم الجمعة على عزل الرئيس المؤقت هان دوك سو، مما يشير إلى تعميق الأزمة السياسية والدستورية في كوريا الجنوبية، والتي نشأت عن رفض هان تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة الدستورية - وهي الهيئة ذاتها التي يجب أن تقرر مصير يون.

واعتبر البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة هذا الأمر بمثابة عرقلة متعمدة لعملية عزل يون، في حين حذر حزب قوة الشعب الحاكم من أن إقالة هان من شأنها أن تؤدي إلى إشعال "أزمة مالية ثانية" واتهم المعارضة بشل وظائف الدولة.

وأصبح وزير المالية تشوي سانج موك، الذي يعمل أيضًا نائبًا لرئيس الوزراء، زعيمًا مؤقتًا في ترتيب غير مسبوق حيث يشغل ثلاثة مناصب عليا.

وتتطلب المحكمة الدستورية، التي تعمل الآن بستة مقاعد فقط من أصل تسعة مقاعد، ستة أصوات على الأقل لتأييد عزل يون من منصبه، مما يعني أن صوتًا معارضًا واحدًا يمكن أن ينقذ رئاسته.

,تم تطويق مبنى المحكمة نفسه بحافلات الشرطة وحراسة مشددة. اصطف مئات أكاليل الزهور التي أرسلها أنصار يون على الحواجز، تحمل رسائل دعم للرئيس الموقوف.

على بعد كيلومتر واحد من المظاهرة الرئيسية، تجمع احتجاج مضاد كبير ولكن صاخب بقيادة مجموعات مسيحية إنجيلية يمينية متطرفة لمعارضة العزل.

واستنكر المتظاهرون، الذين كانوا في الغالب من كبار السن ومعادين في لهجتهم، تصويتات العزل البرلمانية باعتبارها غير صالحة ودعوا إلى إعادة تعيين يون.