كيف يمكن الاستفادة من التغيرات المناخية في زيادة الصادرات المصرية؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتمتع مصر بمناخ فريد يوفر فرصًا مميزة لتطوير القطاع الزراعي، رغم التحديات العالمية الناتجة عن التغيرات المناخية، حيث تتيح التغيرات المناخية في مصر مزايا متعددة بفضل ظاهرة التداخل في فصول العام، ما يفتح المجال أمام زراعة محاصيل تعتمد على فروق درجات الحرارة. هذا الأمر يعزز تنوع المحاصيل الزراعية، خاصة تلك الموجهة للتصدير.

مصر تتصدر قائمة مصدري الموالح 

نجحت  مصر في تصدر قائمة الدول المصدرة للموالح عالميًا، مستفيدة من تأثير الظروف المناخية القاسية على الدول المنافسة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمصر تقديم مواعيد الزراعة لمحاصيل تصديرية بما يتماشى مع مواعيد الأسواق العالمية، ما يمنحها ميزة تنافسية، كما أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون قد يؤدي إلى تحسين إنتاجية بعض المحاصيل مثل الأرز وقصب السكر.

ويوفر المناخ في مصر إمكانيات واسعة لزراعة محاصيل استراتيجية لإنتاج الزيوت، مثل دوار الشمس، الذي يُمكن زراعته على مدار العام في المناطق الدافئة مثل صعيد مصر. هذا التوسع يمكن أن يغطي مليون فدان، مما يُسهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي،  يُعتبر زيت دوار الشمس المصري من أجود أنواع الزيوت عالميًا، مما يعزز فرص مصر التصديرية.

مصر بعيدة عن التأثيرات المناخية الكارثية

وقال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز المناخ لدى وزارة الزراعة، إن الطبيعة الجغرافية لمصر تجعلها بعيدة عن التأثيرات الكارثية لبعض التغيرات المناخية، مثل السيول والحرائق والزلازل، لكنها تتأثر بظاهرة التداخل في فصول العام، وهو ما يمكن أن يحمل في طياته فرصًا واعدة إذا تم استغلاله بالشكل الصحيح.

وأوضح فهيم في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن هذا التداخل في الفصول يمكن الاستفادة منه عن طريق التوسع في زراعة المحاصيل التي تعتمد على فروق درجات الحرارة، مما يعزز من تنوع المحاصيل ويزيد من الإنتاج الزراعي الموجه للتصدير.

وأشار إلى أن مصر نجحت في تصدر قائمة الدول المصدرة للموالح عالميًا بإجمالي صادرات بلغ 2 مليون طن، مستفيدة من تأثر الدول المنافسة بظروف مناخية قاسية، مشددا على ضرورة دراسة الأسواق المستهدفة قبل التصدير لتجنب الإغراق أو فقدان الجودة المطلوبة.

وأضاف أن التغيرات المناخية يمكن أن تتيح فرصًا أخرى، منها تقديم مواعيد الزراعة بما يتناسب مع مواعيد حصاد المحاصيل المنافسة عالميًا، ما يمنح المنتجات الزراعية المصرية ميزة تنافسية في الأسواق العالمية.

التغييرات المناخية تفتح أبواب زراعة محاصيل جديدة

وفيما يتعلق بالتأثيرات الإيجابية المحتملة، أوضح الدكتور فهيم، أن تغير المناخ قد يسمح بزراعة محاصيل جديدة، خاصة تلك التي تحتاج إلى ظروف مناخية أكثر دفئًا، مثل بعض الفواكه الاستوائية التي بدأت مصر بالفعل بزراعتها بنجاح، كما أشار إلى أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو قد يؤدي إلى تحسين إنتاجية بعض المحاصيل مثل الأرز وقصب السكر، إلى جانب زيادة فرص الزراعة المبكرة لمحاصيل تصديرية، ما يعزز من حجم الصادرات.

وقدم فهيم، عددا من التوصيات لمواجهة التحديات وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة،  وشدد على أهمية تبني سياسات زراعية مرنة تتكيف مع التغيرات المناخية، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مثل أنظمة الري الموفرة للمياه والزراعة الذكية، بالإضافة إلى تعزيز البحث العلمي لتطوير أصناف زراعية مقاومة للظروف المناخية القاسية، كما أكد على أهمية التعاون الدولي والاستفادة من الاتفاقيات الدولية لدعم القطاع الزراعي المصري، بما يضمن استدامة الإنتاج الزراعي وتعزيز مكانة مصر كمصدر رئيسي للمحاصيل الزراعية في العالم.

ومن  جانبه قال الدكتور الحسين النني، أستاذ المحاصيل الزيتية بوزارة الزراعة، تُعد التغيرات المناخية واحدة من القضايا العالمية التي تؤثر على القطاع الزراعي، ولكن مصر تتميز بمناخها الذي يجعلها أقل عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية مقارنة بدول أخرى، مشيرًا إلى أن المناخ المصري يوفر فرصًا واعدة للاستفادة من هذه التغيرات لدعم زراعة المحاصيل الزيتية، مثل دوار الشمس، الذي يُعتبر من المحاصيل الاستراتيجية في إنتاج الزيوت.

تنمح مصر ميزة تنافسية 

أوضح النني في تصريحات خاصة لـ" الدستور"، أن التغيرات المناخية في مصر ليست شديدة التأثير، ما يمنح البلاد ميزة تنافسية لاستغلال الظروف المناخية لزراعة المحاصيل الزيتية على مدار العام،  وأشار إلى أن دوار الشمس الخاص بإنتاج الزيوت يمكن زراعته بشكل متواصل طوال العام، خصوصًا في المناطق الدافئة مثل صعيد مصر.

وأضاف أن هناك إمكانيات واسعة لزراعة ما يقرب من مليون فدان من دوار الشمس في مناطق مثل الوجه القبلي ومنها قنا وسوهاج وأسوان، والأقصر مما قد يُسهم في تقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والواردات من الزيوت.

ويُعتبر زيت دوار الشمس المصري من أجود أنواع الزيوت عالميًا، وهو ما يعزز من فرص مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير، إلى جانب دوار الشمس، ذكر الدكتور الحسين أن هناك محاصيل زيتية أخرى مثل السمسم، التي تحتاج أيضًا إلى أجواء دافئة، وهو ما يجعل التغيرات المناخية في صالح زراعتها.

وأشار إلى أن المناخ المصري يبرز مرونة كبيرة في مواجهة تحديات التغيرات المناخية، مما يُتيح فرصة ذهبية لدعم الإنتاج المحلي للمحاصيل الزيتية،  وهذا بدوره يعزز من جهود الدولة في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى زيادة العائدات من التصدير، ما يُساهم في دعم الاقتصاد الوطني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق