حماس: منفتحون على إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن قبل تنصيب ترامب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتواصل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك، في وقت نفى فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقريرا عن احتمالية إبرام "صفقة جزئية محدودة" كبادرة حسن نية قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

نفي إسرائيلي
كانت القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت في تقرير لها، أمس السبت، أن إسرائيل وحركة حماس قد أبديتا اهتمامهما بالتوصل إلى "اتفاق محدود، تزامنا مع تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل"، ولكن وفقًا لقناة "i24" الإسرائيلية، فإن مكتب نتانياهو أوضح في وقت لاحق السبت، بادر بنفي ما ورد في التقرير، وقال إنه غير صحيح.

وفي قطر، استقبل رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفد حركة حماس لمفاوضات وقف إطلاق النار، برئاسة القيادي بالحركة، خليل الحية، واستعرض الجانبان مستجدات المفاوضات الحالية، وسبل دفعها إلى الأمام بما يضمن الوصول إلى اتفاق واضح وشامل، يضع حدا للحرب المستمرة في غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية، مساء أمس السبت.

كما أعلنت الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث آخر المستجدات بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع وفد من حركة حماس برئاسة القيادي البارز خليل الحية في الدوحة.

وفي ظل تعثر المفاوضات، اتهم تقرير لقناة " i24NEWS"، حركة حماس بـ"عرقلة المفاوضات"، بسبب "رفضها الاعتراف بالرهائن المصابين كحالات إنسانية، ومطالبتها بالحصول على مكاسب مقابل إطلاق سراحهم".

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل من جانبها "تصر على الحصول على قائمة كاملة بأسماء الرهائن، وهو أمر لم تستجب له حماس بعد"، وصرّح مصدر مطلع: "نأمل بأن تقرر حماس وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. القرار متروك لها بالكامل".

وأشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلا عن مصادر شاركت في المحادثات التي عقدت على مدار الأسبوع الماضي"، إلى أن الطرفين لم يحققا بعد "اختراقا" من شأنه تمهيد الطريق للوصول إلى اتفاق، لكنهم أكدوا أن المفاوضات "مستمرة ولم تنهار".

تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة
وفي الأثناء، تتصاعد المعاناة الإنسانية في غزة مع تسجيل وفيات جديدة بسبب البرد القارس واستمرار العمليات العسكرية بالقطاع المحاصر ويظل مطلب حماس بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة حجر عثرة أمام إتمام الاتفاق على الهدنة، بجانب مطلب إسرائيل بقائمة مفصلة بالرهائن المحتجزين الأحياء والأموات، لإعداد قائمة بمن سيتم إطلاق سراحهم خلال ما يطلق عليها "المرحلة الإنسانية" من الصفقة المحتملة.

استمرار استهداف المنشآت الطبية
ميدانيًا، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في القطاع الفلسطيني المدمر بسبب الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث نفذ عملية عسكرية في مستشفى "كمال عدوان" شمالي القطاع، ليخرج بذلك آخر مرفق صحي كبير في الشمال من الخدمة.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 240 فلسطينيا، بينهم العشرات من العاملين في القطاع الطبي، ومدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية.

كما أكدت الوزارة قلقها بشأن سلامة أبو صفية، وذلك بعد أن ذكر بعض العاملين الذين أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراحهم في وقت متأخر، الجمعة، أنه "تعرض للضرب من جنود إسرائيليين".

مع خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل أدت إلى خروج آخر مرفق صحي رئيسي شمالي القطاع عن الخدمة.

واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان السبت، حماس بـ"استخدام المستشفى مركزا للقيادة في عملياتها العسكرية"، قائلا إن المعتقلين يشتبه في أنهم مسلحون.

وأضاف أن أبو صفية "اقتيد للاستجواب للاشتباه بأنه عضو في حماس"، إلا أن حماس رفضت ما زعمته إسرائيل بشأن تنفيذ مقاتلين تابعين للحركة عمليات من المستشفى طوال حرب غزة المستمرة منذ 15 شهرا، ونفت وجود مقاتلين لها داخل المستشفى، ووصفت الاتهامات الإسرائيلية بأنها "أكاذيب".

وبدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية في منشور عبر منصة "إكس"، إن اقتحام المستشفى، أحد المرافق الطبية الثلاثة في الجزء الشمالي من القطاع، أدى إلى خروج آخر مرفق صحي كبير في الشمال من الخدمة وأكدت أنها "شعرت بالصدمة جراء الاقتحام الذي وقع أمس. 

وقالت إن التدمير الممنهج للنظام الصحي والحصار المفروض على شمالي غزة منذ أكثر من 80 يوما، يعرضان حياة 75 ألف فلسطيني ما زالوا في المنطقة للخطر".

مظاهرات إسرائيلية تطالب بصفقة لإطلاق الرهائن   
وشارك آلاف الأشخاص في مسيرات مؤيدة لصفقة الرهائن واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد مساء السبت، الليلة الرابعة من عيد الحانوكا، بعد أيام من اتهام إسرائيل وحماس لبعضهما البعض مرة أخرى بعرقلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس وجماعات فلسطينية أخرى في غزة، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وقالت الصحيفة: "أدلى عائلات العديد من الرهائن بتصريحات في مؤتمر صحفي في تل أبيب قبل انطلاق المسيرات"، وزعم يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود كوهين، أن نتنياهو حاول "خداع" الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليصدق أنه مهتم حقًا بالتوصل إلى اتفاق مع حماس.

وتابع كوهين: "عزيزي الرئيس ترامب، نتنياهو يحاول خداعك. إن إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن يصب في مصلحة دولة إسرائيل. قد تكون آخر شخص قادر على الضغط على نتنياهو. لا تتنازل عن صفقة جزئية ستصبح حكمًا بالإعدام على الرهائن المتبقين ولن تؤدي إلى إنهاء الحرب".

وأضاف أن "حديث نتنياهو ووزير الدفاع عن استمرار الحرب والحفاظ على السيطرة العسكرية على غزة يخدم المتطرفين في الحكومة ويتعارض مع المصالح الإسرائيلية".

وتحدثت عيناف زانغاوكر والدة الرهينة ماتان زانغاوكر إلى نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي، متهمة إياه بـ"التسرع في إفشال" الجهود الأخيرة للتوصل إلى صفقة رهائن.

وأضافت زانغاوكر: "نتنياهو يخاف من وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ويرفض إنهاء الحرب، في تناقض تام مع المصالح الإسرائيلية". 

وتابعت: “نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس يجلسان في غرف ساخنة ويتفاخران باستمرار الحرب، بينما يتجمد ماتان والرهائن الآخرون ويتعفنون في الأنفاق”.

وأضافت: "الدماء على أيديكم. أنهوا هذه الحرب وأخرجوا ماتان وكل الرهائن من هذا الجحيم" وقادت زانغاوكر الحشود في الهتاف صارخةً: "نتنياهو لا تنس، التاريخ لن يغفر".

كما شهد مساء أمس السبت نفي مكتب رئيس الوزراء لتقرير بثته القناة 12 مفاده أن إسرائيل وحماس قد تتفقان على صفقة رهائن "محدودة" كبادرة حسن نية قبل بدء ولاية ترامب الثانية في منصبه.

وزعم التقرير أن كلا الجانبين مهتمان بالتوصل إلى صفقة أصغر في الوقت المناسب لتنصيب ترامب في 20 يناير.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق