في خطوة تنظيمية جديدة تهدف إلى تعزيز المحتوى الإذاعي والتركيز على الطابع المميز لإذاعة القرآن الكريم، وافق مجلس الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلماني على توصية لجنة الإهداءات والسياسات الإعلانية بإيقاف بث الإعلانات التجارية عبر إذاعة القرآن الكريم، والقرار ينص على نقل هذه الإعلانات إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة الوطنية للإعلام اعتبارًا من 1 يناير 2025.

استجابة لمطالب جمهور إذاعة القرآن الكريم 

وأشار أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إلى أن هذا القرار جاء استجابة لمطالب جمهور إذاعة القرآن الكريم وقيادات المؤسسات الدينية الرسمية الذين أعربوا عن انزعاجهم من بث الإعلانات على الإذاعة. وأضاف أن هذه الخطوة تساهم في الحفاظ على هوية الإذاعة التي تأسست عام 1964، وتعد إحدى أكثر الإذاعات متابعة في مصر والعالم الإسلامي بأكثر من 60 مليون مستمع.

التركيز على الطابع المميز لإذاعة القرآن الكريم 

كما وجه المسلماني الشكر للمهندس خالد عبد العزيز على جهوده الكبيرة بالتعاون مع وزارة المالية لتوفير دعم مالي يعوض أي تراجع محتمل في عوائد الإعلانات الناتجة عن نقلها.

يذكر أن هذا القرار يأتي في إطار خطة شاملة لتطوير الإذاعات الحكومية، وإعادة توزيع الموارد بما يحقق الاستفادة المثلى من إمكاناتها، مع الحرص على تقديم محتوى يتماشى مع تطلعات الجمهور والقيم التي تمثلها الإذاعات المختلفة.

إلغاء الإعلانات في إذاعة القرآن الكريم يمثل خطوة هامة تسعى من خلالها الهيئة الوطنية للإعلام إلى الحفاظ على الطابع الروحي والثقافي لهذه الإذاعة التي تعد من أقدم وأهم المنابر الإعلامية في العالم الإسلامي. يأتي هذا القرار استجابةً لشكاوى الجمهور والمؤسسات الدينية، مع التأكيد على أهمية مراعاة القيم الدينية والثقافية في محتوى الوسائل الإعلامية.

ونقل الإعلانات إلى إذاعات أخرى يعكس التزام الهيئة بموازنة الجانب الاقتصادي مع القيم الاجتماعية، وهو ما يتطلب رؤية استراتيجية لتوفير البدائل المالية التي تضمن استمرار الدعم اللازم لتطوير الإذاعة وخدماتها.

تبقى إذاعة القرآن الكريم رمزًا للهوية الدينية والثقافية، وتعكس هذه الخطوة إيمان الدولة بضرورة حماية التراث الإعلامي وتعزيزه، بما يتماشى مع تطلعات المستمعين في مصر والعالم الإسلامي، من هنا، فإن نجاح هذا القرار يعتمد على حسن تنفيذه واستمرارية الاهتمام بتطوير محتوى الإذاعة دون المساس برسالتها النبيلة.