الخوارج الجدد بالمغرب العربي… من التشدد الى زرع الفتن

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الخوارج الجدد بالمغرب العربي… من التشدد الى زرع الفتن

- في المدرج هبة بريس- عبد اللطيف بركة 

أصدرت ما يُسمى “رابطة علماء المغرب العربي” بيانا ضد التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة المغربية ، حيث اعتبرت الرابطة أن هذه التعديلات تتناقض مع الشريعة الإسلامية. وحذرت في بيانها من التحاكم إلى هذه القوانين في حال تطبيقها،، مما يستدعي رفض تطبيقها من قبل الشعب المغربي.

و تأسست “رابطة علماء المغرب العربي” في تركيا، وهي تضم أفرادًا من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا. لكن هذه الرابطة، التي تُتهم بالتطرف، لم تُؤسس في دولها الأصلية، مما يثير تساؤلات حول دوافع تأسيسها في تركيا. يُشار إلى أن أغلب أعضاء الرابطة يُعرفون بانتمائهم إلى التيار السلفي الحركي المعروف بالسرورية، الذي يسعى إلى الوصول إلى الحكم، وقد تم ربط بعضهم في الماضي بارتباطات مع جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة.

تعمل الرابطة على نشر أفكارها، ويعتبرها علماء آخرون أنها تسعى إلى زرع الفتنة والتشكيك في المؤسسات الدينية التقليدية، يرى العديد أن هذه الرابطة لا تسعى لخدمة الإسلام والمسلمين، بل تُستخدم كأداة لتحقيق أهداف سياسية متطرفة.

1. التشدد الديني والابتعاد عن مرونة الفقه

تسعى ما يطلق عليها برابطة علماء المغرب العربي او ما يسمى ” رابطة الخوارج الجدد” أحيانًا إلى تبني مواقف دينية متشددة، تتجاوز السياق الاجتماعي والثقافي لكل دولة من دول منطقة شمال أفريقيا . هذا التشدد قد يؤدي إلى ابتعاد العلماء عن الفقه المرن الذي يتناسب مع الواقع المعاش، ويضعهم في مواجهة مع تيارات إصلاحية تدعو إلى تجديد الفكر الديني. في سياق متغير مثل المغرب العربي، حيث تشهد المجتمعات تغيرات سريعة، يصبح من الضروري أن تكون الفتاوى والاجتهادات الدينية مرنة ومتجددة. لكن مع الأسف، بعض مواقف الرابطة تُظهر رفضًا لأي محاولة لتحديث الفقه بما يتماشى مع التحولات الحديثة، وهو ما يؤدي إلى تشدد غير مبرر وخلق بيئة من القلق والاحتقان.

2. الفتن بين شعوب المنطقة

رابطة علماء المغرب العربي ليست بعيدة عن تأجيج الفتن بين شعوب المنطقة، خاصة في وقت يعاني فيه العالم الإسلامي من تهديدات خارجية ومحلية. بعض مواقف الرابطة قد تؤدي إلى تضخيم الخلافات المذهبية والطائفية بين المسلمين، مما يزيد من شرخ الوحدة الإسلامية في المنطقة. بدلاً من العمل على تعزيز الوحدة ونشر التسامح، قد تساهم الرابطة في إذكاء نار الخلافات، سواء بين السنة والشيعة أو بين الاتجاهات الإسلامية المختلفة، وهو ما يجعلها جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل.

3. المواقف من القضايا الاجتماعية الحديثة

مواقف الرابطة من القضايا الاجتماعية الحديثة مثل حقوق المرأة، الزواج المدني، وتعديل القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، قد تظهر متصلبة ومؤيدة للأوضاع التقليدية. في المغرب، على سبيل المثال، تواجه مدونة الأسرة المغربية انتقادات من بعض الأوساط الدينية التي ترى فيها تنازلات للغرب ومساومة على القيم الإسلامية. هذه المواقف، التي ترفض إصلاحات قانونية تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية، قد تؤدي إلى إثارة الجدل والفتن داخل المجتمعات المسلمة، في حين أن هذه القوانين قد تمثل خطوة نحو التقدم الاجتماعي والعدالة.

4. التغاضي عن الواقع العلماني لبعض الدول

من الواضح أن بعض الدول في المنطقة او في القارة الاروبية ، مثل تونس وتركيا حيت يتواجد مقر الرابطة ، تبنت سياسات علمانية أو على الأقل مارست فصل الدين عن الدولة إلى حد كبير. رغم ذلك، يبدو أن بعض أعضاء الرابطة يتجاهلون هذا الواقع ويدعمون بعض الأنظمة العلمانية وهو ما يثير الشكوك حول مصادر التموين .في هذا السياق، فإن تأييددالزواج المدني في تركيا ، ورفض تعديلات في مدونة الأسرة المغربية قد تؤدي بعد تصريحات أعضاء من الرابطة ومواقف متصلبة إلى توتير العلاقة بين مختلف التيارات السياسية والدينية، مما يزيد من الانقسام بين التيارات الإسلاموية من جهة، والتيارات العلمانية أو الحداثية من جهة أخرى.

5. التأثير السلبي على الإصلاحات الدينية

في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تشهدها دول المغرب العربي، هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات دينية حقيقية من أجل تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع احتياجات العصر. ولكن المواقف المتشددة لرابطة علماء المغرب العربي قد تعيق هذا التجديد، مما ينعكس سلبًا على تطور الفكر الديني في المنطقة. هذه المواقف التي تعتمد على الفهم التقليدي للدين قد تحد من قدرة العلماء والمفكرين على تقديم حلول عملية للمشاكل المعاصرة التي يواجهها المجتمع المسلم.

6. التأثير على دور المؤسسات الدينية

رابطة علماء المغرب العربي، بما أنها تمثل جهة دينية ذات تأثير في بعض الأوساط، قد تساهم في تهميش دور المؤسسات الدينية المحلية المستقلة. فعوضًا عن دعم دور علماء الدين المحليين في تبني خطابات دينية معتدلة وموجهة نحو المصالح العامة، تقوم الرابطة بفرض آراء موحدة قد لا تعكس واقع المجتمعات المختلفة. هذا التفرد في الرأي قد يضر بمصداقية المؤسسات الدينية الوطنية ويقلل من قدرتها على التعامل مع القضايا المحلية بمرونة وواقعية.

7. إثارة الانقسامات السياسية والإيديولوجية

من خلال مواقفها وتصريحاتها، قد تساهم الرابطة في تأجيج الانقسامات السياسية والإيديولوجية بين الأحزاب والتيارات المختلفة في الدول المغاربية. هذا يمكن أن يؤثر سلبًا على الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة، مما يزيد من التوترات ويجعل من الصعب الوصول إلى توافقات وطنية حول القضايا الحيوية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

رابطة علماء المغرب العربي، رغم كونها مؤسسة دينية تهدف إلى تعزيز التعاون بين علماء المنطقة، قد تصبح في بعض الأحيان مصدرًا للتشدد وزرع الفتن بين الشعوب. يجب أن تسعى هذه الرابطة إلى تبني مواقف أكثر مرونة، تدعم الوحدة الإسلامية بدلًا من إحداث الانقسامات، وتعمل على التفاعل مع التغيرات الاجتماعية والسياسية بشكل إيجابي وبنّاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق