"الناتو" يحذر من هجوم روسي "غير تقليدي" محتمل على دول الحلف - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم "الناتو" يحذر من هجوم روسي "غير تقليدي" محتمل على دول الحلف - في المدرج

حذر مسؤول بارز في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من احتمال أن يؤدي هجوم غير تقليدي من روسيا على دول الحلف إلى خسائر كبيرة في الأرواح أو أضرار اقتصادية جسيمة، داعياً الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات أكثر وضوحاً للتعامل مع التهديدات المتزايدة.

وقال جيمس أباتوراي، نائب الأمين العام المساعد لـ"الناتو"، الذي يعمل على تحديث استراتيجية الحلف لمتابعة وردع الحروب الهجينة، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الحلف يواجه "وضعاً خطيراً يتفاقم تدريجياً" بسبب تزايد الهجمات الروسية الهجينة المشتبه بها، إذ تتصاعد التهديدات تدريجياً دون الرد عليها بالشكل المناسب.

وأضاف أباتوراي أن هناك "احتمالاً حقيقياً"، أن تشن روسيا هجوماً غير تقليدي على "الناتو"، مثل عملية تخريب أو إحراق، قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة أو أضرار اقتصادية هائلة. وأشار إلى أن هذا التصعيد يشمل هجمات "ديناميكية" مثل قطع الكابلات البحرية الحيوية، والتخريب ضد المباني، وزرع أجهزة حارقة داخل شحنات الطائرات.

وأكد أن هذه الهجمات تصاعدت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، مشيراً إلى أن عدد هذه العمليات قد يصل إلى 100 حادثة على الأقل، بالإضافة إلى العديد من المؤامرات التي تم إحباطها.

وأوضح أباتوراي أن تصاعد هذه الهجمات يعكس رد فعل من الكرملين على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، إلى جانب اعتقاد روسيا أن الغرب معادٍ لها ويحاول كبح جماحها عن مهاجمة جيرانها. وقال: "لا يعجبهم ما نقوم به، ولكنهم أيضاً يروننا كعدو، وهذا الوضع يزداد سوءاً".

وأشار إلى محاولة روسيا في عام 2018 لقتل سيرجي سكريبال، العميل الروسي المزدوج السابق، وابنته يوليا، باستخدام مادة كيميائية قاتلة في مدينة سالزبوري بإنجلترا، إذ كان هذا الهجوم مثالاً على مدى خطورة هذه الأعمال.

رد عسكري شامل

عندما سُئل عما إذا كان هناك احتمال بأن تؤدي هذه الهجمات إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تنص على أن الهجوم على عضو واحد يُعتبر هجوماً على الجميع، قال أباتوراي: "ما يقلقني حقاً هو أن إحدى هذه الهجمات قد تؤدي إلى نتائج كارثية، ما قد يدفع الحلف إلى اتخاذ رد عسكري شامل".

وأضاف: "هناك احتمال حقيقي أن تسبب هذه الهجمات أعداداً كبيرة من الخسائر البشرية أو أضراراً اقتصادية ضخمة للغاية. وما لا نريده هو أن نجد أنفسنا في موقف لم نستعد له مسبقاً".

وأكد أباتوراي أن "الناتو" يعمل على تدريبات تستعد لمثل هذه السيناريوهات، بما في ذلك الردود العسكرية. وقال: "نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا رؤية واضحة بشأن الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها في مثل هذه المواقف".

يأتي هذا التحذير في وقت تنفي فيه روسيا الاتهامات المتعلقة بالتخريب، والاختراقات السيبرانية، وعمليات الاغتيال. لكن التوترات بين موسكو والناتو لا تزال تتصاعد، في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا والدعم الغربي المتزايد لكييف.

مراجعة شاملة

بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" عملية مراجعة شاملة لاستراتيجيته المتعلقة بفهم وردع الحرب الهجينة، التي باتت تشكل تهديداً متزايداً في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية. وتأتي هذه المراجعة بعد آخر تحديث للاستراتيجية في عام 2015، حين كانت التهديدات مختلفة تماماً عن الآن.

وتشمل الجهود الجديدة للحلف وضع نظام لتتبع الهجمات الهجينة المشتبه بها التي تقوم بها روسيا وأطراف معادية أخرى مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية. تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق فهم أوضح لحجم ونطاق هذه التحديات، وذلك ضمن خطة واسعة سيتم عرضها للموافقة في قمة "الناتو" عام 2025.

ووفقاً لمسؤولين في الحلف، ستتضمن السياسة المحدثة توصيات لتحسين أساليب الردع، إضافة إلى وضع آليات للاستجابة الفعالة لأي تحركات عدوانية. إلا أن هذه الاستجابة تخضع لحسابات دقيقة، إذ أن أي خطوة قد يُنظر إليها على أنها تصعيدية من الجانب الآخر.

تصاعد المخاطر

وفي هذا السياق، أكد المسؤول البارز في "الناتو"، جيمس أباتوراي، أن الحلف يواجه وضعاً معقداً، مشيراً إلى أن العالم يشهد الآن أموراً لم تكن مقبولة قبل 5 سنوات لكنها أصبحت مألوفة. 

وأضاف: "هذا الأمر يشكل خطراً كبيراً. ونحن بحاجة إلى وضع معايير واضحة الآن لمنع التصعيد، وإدارته إذا حدث، والعمل على تهدئته للوصول إلى وضع أكثر استقراراً".

"خطوط حمراء" غير واضحة

منذ تأسيسه في عام 1949، ركز الناتو على ردع الاتحاد السوفيتي سابقاً وروسيا حالياً عن شن هجمات عسكرية تقليدية على أراضي الحلفاء.

ورسخ الحلف خطوطاً حمراء واضحة بشأن ما يمكن أن يؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاقه، التي تنص على حق الرد الجماعي على أي اعتداء على أي من أعضاء الحلف.

لكن التحدي الجديد يتمثل في "الهجمات الهجينة"، التي تشمل هجمات غير تقليدية، غالباً ما تكون صعبة التتبع أو تنفذ من خلال أطراف غير حكومية تعمل لصالح جهات استخباراتية.

ويعتقد مسؤولو "الناتو" أن بعض هذه الهجمات قد تصل إلى مستوى يستدعي رداً مشابهاً للهجمات العسكرية التقليدية. مع ذلك، لا يزال تعريف هذا الحد الفاصل غير واضح.

وفي ما يتعلق بتحديد خطوط الحلف الحمراء بخصوص الحرب الهجينة، أشار أباتوراي إلى أن الناتو بحاجة إلى تعزيز وضوحه داخلياً قبل أن ينقل رسائله إلى روسيا.

وقال: "علينا أن نكون أكثر وضوحاً بشأن المناطق المحظورة التي يجب ألا تُنتهك. نحن نعمل على تحديد تلك الحدود الفاصلة والاتفاق عليها بوضوح بين الحلفاء".

يُنتظر أن تسهم هذه المراجعة في تعزيز قدرة "الناتو" على التعامل مع التحديات المستقبلية في عالم يزداد تعقيداً، مع التركيز على تحقيق توازن دقيق بين الردع ومنع التصعيد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق