تعتبر الصقور من الرموز الدالة على الشجاعة والقوة في التراث العربي القديم،فلطالما ارتبطت هذه الطيور الجارحة بالشجاعة والشموخ، مما جعلها مصدر إلهام للعديد من الشعراء العرب عبر العصور،ليست الصقور مجرد طيور عادية، بل إنها تمثل الروح القتالية والمثابرة،فبفضل قدرتها الفائقة على التحمل ورؤيتها الحادة، خُصصت لها مكانة مرموقة في الأدب العربي، حيث تمجّد في قصائد عديدة تعبر عن احترام الشجاعة والكرامة،في هذا البحث، نسلط الضوء على بعض الخلفيات المصورة للصقور، بالإضافة إلى بعض الأشعار التي تناولت خصالها الفريدة.
خلفيات صقور مكتوب عليها شعر
- الصقر يُعتبر رمزًا قويًا للكرامة وعزة النفس، وقد حظي بشعبية واسعة في صفوف العرب ليس فقط لجماله بل لسماته النبيلة وقدرته الفائقة،لذلك نجد الصقر في كثير من الموروثات الشعرية والأدبية.
- بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب الصقور بعناية لتكون قوية، شجاعة، وذكية، مما يساعدها في الصيد بفعالية،العديد من الشعراء تغنوا بخصائص هذه الطيور وشجاعتها.
- أما الثقة بالنفس التي تُعتبر أحد أهم خصائص الصقور، فهي نابعة من اعتماده على نفسه في جميع مراحله،الصقر يعرف كيف يصطاد فريسته دون مساعدة، مما يعكس اعتماده الكامل على قدراته الذاتية.
- تُعتبر القدرة على التمييز والذكاء جزءًا من خصائص الصقر، فهو يعرف شكل وصوت مدربه مما يسهم في تعزيز العلاقة بينهما،الكثير من العرب يعتنون بتربية الصقور وترويضها، مما يجعل منهم أصدقاء مخلصين.
- تعيش الصقور في بيئات مرتفعة مثل الجبال، حيث تتيح لهم هذه المرتفعات التحليق والتمتع بحريتهم، مما يعكس كرامتهم وعزتهم التي تناولها الشعراء في قصائدهم.
أشعار عن الصقر
من الجميل أن نستعرض بعض الأبيات الشعرية لشعراء عظماء تناولوا الصقر في قصائدهم، مما جعلنا نستطيع صناعة خلفيات فنية تتضمن شعرًا يتغنى بالصقر.
1- “مدخل للأمير” الشاعر محمد الأحمد السديري
طير السعد من كفه الدم شلال
بالمخلب الساطي عطيب المضاريب
ولا يغرّك بالرخم كبر الأزوال
2- قصيدة الشاعر “بدر الحويفي”
لو كل رجلٍ ينقل الطير صقار
كان الصقارة ما تغير سنعها
مير الصقارة تختلف فيها الأفكار
وهذا سبب عيب الطيور ووجعها
الطير له عند الصقاقير مقدار
عند الرجال اللي حقيقة ولعها
وإلا الغشيم يخلي الطير بوار
يشري من العالم ويدمّر سلعها
ولا تأمنه لا يشوي الصقر بالنار
كلمة مثل كلٍ بسمعه سمعها
يقوله اللي ما ذكر شيء ما صار
أبيات موجز للجريدة دفعها
3- “الشاعر عبد الرحمن العطاوي العتيبي”
حرًّ قطامي نادرٍ من مواكره
غير الحباري ما يروم زريق
افجح قصير الساق غاطن صوايده
من الريش سروالٍ يخبئ رقيق
عريض النحر وجهه كما وجه منتخي
هو حضرة الغيّاب عند فريق
4- قصيدة الشاعر “بدر بن عواد الحويفي الحربي”
ألقى شعرًا كأنه يخاطب الصقر فيه، فكان من الأشعار التي تميّزت بالخيال، والألوان البلاغية الجميلة.
يا طير يوم أشريك في حر مالي * أبا الشبب منك بطوارف غنيجان
جرمك كبير وجوهر القلب خالي * جرمك كبير وغشني بك عجــيان
فرد عليه الصقر
يا بدر لي جا بالمجالس مجالي * استر علي الله يجازيك بإحسان
واوصلني الشبعان وأطلق مجالي * بأرض بها حروة جراذي وفيران
مالي بشوف ام الأذان الطوالي * اللي صغار عيونها تقل حوذان
والا الحباري ما بهن لي مدالي * يطير قلبي من عيون الكروان
فرد عليه الحويفي موافقاً على طلب الصقر
اصبر على لى ما تهب الشمالي * تقلعك عني يم صنعا ونجران
ما للردي عندي مقام وجلالي * خسران من يرجي العشا منك خسران
فيما مضى عندي عزيز وغالي * واليوم قدرك عندنا مثل حجلان
وفيما مضى وانته مشارك عيالي * أقطع لك الهبرة وهم بس عظمان
وفي موقف ومع صقر أخر يقول الحويفي
الخرب يا غنام ما هو كروان * تبرك عليه ولا يهمك صغيره
الخرب عابي لك قنابل بخزان * يبي على خشمك يفك الذخيرة
غرّك فعولك يوم تقنص لفيحان * أثرك جيّد لى قضبت الكسيرة
فرد عليه الصقر قائلاً
انته وراك تلومني يابو سلمان * والله لأعوضك كان حصّلت غيره
وأنا الحقيقة يوم هدّيت غلطان * جيته مع البومة وأثرها خطيرة
ما مقصدي خايف من الخرب جزعان * لكن ما جيته بعرف وبصيرة
خرب مغفل له أسبوعين بشمان * مليان من قطف الخزامى مصيره
هو طار متعافي وأنا طرت عميان * سدد عيوني سدد الله نظيره
5- قصيدة الشاعر “عبدالرحمن بن صالح اليحيا”
كان الشاعر معروفًا بحبه للصقور، فكانت تتميّز بالصفات النبيلة التي يُقدرها.
طيور الحرار إلها مكانه وتعبار
وقدره يعرفه كل من عاش معها
قدره يعرفه صاحب الميز والكار
ليا ذعذع الوسمي شنوده جمعها
6- قصيدة الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”
قلبي خفق بين المعاليق
خفق الذي مقبوض بسبوق
السبق المقصود به هو الخيط الذي يثبت أطرافها في رجلي الصقر وفي نهايتها هذا الخيط مصنوعًا من الجلد حتى لا يؤذي الصقر.
7- قصيدة الشاعر “غنام بن فالح المسردي”
زوع قلبي زوعة اللي على الجول أطلقوه
نادر العش مغذين على لحم القطا
في يد صقار يحبه سوات أمه وأبوه
ما يبيعه بالدراهم ولا جاب العطا
اقنصوا به عقب ما دربوّه ودهّلوه
صح ولا يهل المعرفة قولوا خطا
استمرت مكانة الصقور تزداد في الثقافة العربية، من الشعر الجاهلي وحتى الوقت الحاضر، حيث لا تزال تُعتبر رمزًا للصداقة والذكاء،لقد ارتبطت الصقور دائمًا بتراث العرب، وتمثل القوة والشجاعة التي تميز هذا الكائن الرائع،إن خصال الصقر ومعانيه في الأدب تعكس الرغبة الدائمة للإنسان في الحرية والتفوق، مما يجعلها مصدر إلهام للأجيال القادمة،وبالتالي، يحتفظ العالم العربي بتقديره الكبير وتقديسه لهذا الطائر الأصيل.
0 تعليق