واردات الصين من النفط تنتعش بشحنة نادرة من غرب أفريقيا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت واردات الصين من النفط تغييرًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، بعد اعتمادها على الخامات من إيران وروسيا، التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اشترت شركة صينية خاصة شحنة من النفط الخام من غرب أفريقيا، في عملية شراء نادرة أثارت اهتمام التجّار.

إذ تُفضل مصافي التكرير المستقلة الأصغر حجمًا خام إسبو الروسي والإيراني، نظرًا لأن هذه الشحنات تميل إلى أن تكون أرخص، ولديها طرق تسليم أقصر، ولكن فرضت الظروف الجيوسياسية والاقتصادية تغييرًا جعل التدفقات الأخرى أكثر جاذبية.

وعمومًا، انخفضت واردات الصين من النفط في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بنسبة 9% على أساس سنوي، في الوقت الذي من المتوقع أن تسجل فيه الإمدادات السعودية أدنى مستوياتها منذ شهر يوليو/تموز 2024.

شحنة نفط من غرب أفريقيا إلى الصين

اشترت شركة لانبريدج بتروكميكال (Landbridge Petrochemical) -التي استأنفت عملياتها مؤخرًا بعد إغلاق مطوّل- مليونَي برميل، بما في ذلك خام موستاردا الأنغولي، من المقرر أن تصل في يناير/كانون الثاني 2025.

ويأتي شراء شركة التكرير في الوقت الذي تستعد فيه سوق النفط العالمية لمعرفة التغييرات التي ستُجريها إدارة ترمب المقبلة في تطبيقها للعقوبات الأميركية على النفط الإيراني، مع تكهنات بأنه قد يكون هناك نهج أكثر صرامة.

وبالإضافة إلى ذلك، اضطرت مصافي النفط الصينية الخاصة -المعروفة بـ"أباريق الشاي"، والتي تمثّل نحو ربع قدرة التكرير في الصين- إلى البحث في أماكن أخرى، بسبب قلة المعروض من النفط الإيراني الفوري، في ظل المخاوف بشأن ضربة إسرائيلية محتملة للبنية الأساسية للطاقة في طهران.

ووفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، عُرض النفط الإيراني الخفيف على المصافي الصينية بخصم دولارين للبرميل مقابل خام برنت، مقارنةً بـ3.50 دولارًا قبل شهر.

وبالنسبة للخام من شرق روسيا، عُرضت عقود إسبو للتحميل في يناير/كانون الثاني بعلاوة تصل إلى 1.80 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 50 سنتًا، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

انخفاض واردات الصين من النفط في أكتوبر

عمومًا، انخفضت واردات الصين من النفط مرة أخرى في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط تراجع الطلب وتداعيات فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وترقُّب زيادة العرض المحتملة من تحالف أوبك+.

وانكمشت الواردات إلى 44.7 مليون طن (317.37 مليون برميل) في أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لبيانات الجمارك الصادرة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أي أقل بنحو 2% عن سبتمبر/أيلول، وأقل بنحو 9% عن المدّة نفسها من العام الماضي (2023).

وجاء هذا التراجع وسط انخفاض أسعار النفط الخام منذ بداية العام، على الرغم من التوترات في الشرق الأوسط، مع تشغيل الإنتاج الأميركي بمعدل قياسي، وخطط تحالف أوبك+ لتخفيف قيود العرض.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، كان استهلاك الصين نقطة ضعف للسوق، وجاء انخفاض التدفقات الشهر الماضي مع خفض المصافي المحلية الإنتاج وسط هوامش أضعف، كما أثار فوز ترمب تكهنات بأنه سلبي للأسعار.

فقد خفضت مصافي التكرير المملوكة للدولة معدلات تشغيلها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول، كما تبيَّن أن أكثر من نصف 60 مصفاة مملوكة للدولة قلّصت عملياتها خلال تلك المدّة.

وترجع جذور التباطؤ في واردات الصين من النفط إلى الأداء البطيء للاقتصاد الأوسع نطاقًا، إذ يتصارع صنّاع السياسات مع أزمة عقارية مطولة، على الرغم من عدّة جولات من التحفيز.

بالإضافة إلى ذلك، تحوَّل المزيد من أسطول الشاحنات في البلاد بعيدًا عن الديزل إلى الغاز المسال، وفق ما أفادت به وكالة بلومبرغ.

تراجع واردات الصين من النفط السعودي

في سياق متصل، من المقرر أن تنخفض واردات الصين من النفط السعودي -الذي كان يمثّل ثاني أكبر شحنات بعد روسيا- إلى نحو 36.5 مليون برميل في ديسمبر/كانون الأول، وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعدّ هذا هو الشهر الثاني على التوالي من الانخفاض، وأدنى حجم منذ يوليو/تموز، انخفاضًا من نحو 37.5 مليون برميل من المتوقع أن تستقبلها المصافي الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني، ونحو 46 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول.

ومن المتوقع أن تستقبل شركات النفط الحكومية الصينية -سينوبك وبتروتشاينا وسينوكيم- كميات أقل من الخام في ديسمبر/كانون الأول، في حين ستنتعش إمدادات السعودية لمشروعها المشترك في مصفاة فوجيان، حيث من المتوقع أن يكمل الموقع أعمال الصيانة ويستأنف العمليات.

وجاء انخفاض الطلب الصيني بعد أن خفضت شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية لشهر ديسمبر/كانون الأول لجميع درجات الخام التي تبيعها لآسيا.

ومن المقرر أن يتراجع التكرير في أنحاء الصين بشكل أكبر في الربع الأخير من عام 2024، بسبب ضعف هوامش الربح واستهلاك الوقود في النقل البري.

كما أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن صادرات النفط السعودي إلى الصين انخفضت بنسبة 10.8% إلى 59.52 مليون طن متري (1.58 مليون برميل يوميًا) في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024، مقارنةً بالمدّة نفسها من العام الماضي (2023)، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق