في ذكرى ميلاد .. "الطبلاوي" الحبة الأخيرة في عقد القراء القدامى - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم في ذكرى ميلاد .. "الطبلاوي" الحبة الأخيرة في عقد القراء القدامى - في المدرج

03:27 م الخميس 14 نوفمبر 2024

كتب-محمد قادوس:

تمر اليوم 14 نوفمبر ذكرى ميلاد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، آخر حبة في مسبحة دولة التلاوة كما وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني، وواحد من مشاهير قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي.

ويرصد مصراوي يوضح عددا من المعلومات عن الشيخ محمد محمود الطبلاوي في ذكرى ميلاده، كما يلى:

ولد القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي يوم 14/11/1934م في قرية ميت عقبة مركز إمبابة، بمحافظة الجيزة، وكانت قرية ميت عقبة تمتاز بكثرة الكتاتيب التي تحفظ القرآن الكريم بصورة كبيرة.

بدأ الشيخ الطبلاوي طريقه مع كتاب الله من عمر الخامسة عندما ذهب به والده إلى أحد الكتاتيب التي عرف فيها بالطفل الموهوب نظرًا لموهبته في تجويد كتاب الله وحفظه، وانتهى الشيخ الطبلاوي من حفظه كاملاً في عمر التاسعة، وحرص على مداومة مراجعة شيوخي حتى لا يتفلت منه القرآن.

لم يكن طريق الشيخ الطبلاوي مفروشًا بالورود في بداية حياته كقارئ للقرآن، فيقول عن ذلك: "بدأت قارئاً صغيراً غير معروف كأي قارئ شق طريقه بالنحت في الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب والذكرى السنوية وبعض المناسبات البسيطة، كل ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري وكنت راضيا بما يقسمه الله لي من أجر، والذي لم يزد على ثلاثة جنيهات في السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أنني بلغت المجد ووصلت إلى القمة.

بعد ذلك بدأ صيت الشيخ الطبلاوي يزيد، فقرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين، واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية، وأصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظراً لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقاً للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.

التحق الشيخ الطبلاوي بالإذاعة، ليكون قارئًا معتمدًا، ولكن ذلك أيضًا لم يكن بالأمر السهل، فقد تقدم تسع مرات لاختبارات الإذاعة ولم يأذن الله له، وفي المرة العاشرة اعتمد قارئاً بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء، وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية، وحصل على تقدير "الامتياز".

كانت الفترة ما بين 1975 وحتى 1980 بمثابة غزو مفاجئ من الشيخ الطبلاوي فاحتل المقدمة مع المرحوم الشيخ عبدالباسط الذي أعطاه الجمهور اللقب مدى حياته، وتمكن الشيخ الطبلاوي من تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتين .. مجوداً ومرتلاً.

لم تقف شهرة الشيخ الطبلاوي على مصر فقط، بل سافر إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية. بدعوات خاصة تارة ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى ممثلاً مصر في العديد من المؤتمرات، ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم.

يعتز الشيخ الطبلاوي كثيرًا بقراءته القرآن في جوف الكعبة لدى مشاركته في غسيلها بحضور العاهل السعودي الراحل الملك "خالد"، ويعتبره- مع قراءة القرآن في الحرم النبوي والمسجد الأقصى- من أهم المحطات في حياته، والتي يعتز بها كثيرًا ولا يمكن أنْ تُزال من ذكراته، بل إنَّه لا يمل من تذكير أحفاده بها وتلاميذه ومحبيه.

وقد تم تكريم الشيخ محمد الطبلاوي نظرا لكل ما قدم في خدمة المصحف الشريف من دولة لبنان بمنحه وسام احتفال ليلة القدر.

توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي، في 5 مايو 2020 ، الموافق 21 رمضان عام 1441 هجريًا، عن عمر يناهز 86 عامًا.


بعد وفاته أطلق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اسم الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، على معهد مدينة تلا الأزهري بمحافظة المنوفية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق