رسائل جديدة من موسكو تعزز من الترجيحات الخاصة بوجود حوار روسي- أمريكي خلال ولاية ترامب الجديدة.

وأكد أكثر من مسؤول روسي الخميس، أن موسكو منفتحة على الحوار مع الإدارة الأمريكية المنتخبة، كان أحدثها تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، التي أشار خلالها إلى أن موسكو ستحكم على فريق ترامب بأفعاله وممارساته الملموسة، حسب وكالة "نوفوستي".

وردا على طلب للتعليق على التوقعات المرتبطة بانتخاب ترامب، أضاف لافروف: "لا أريد الخوض في التوقعات والتخمينات.. سنحكم على إدارة ترامب بأفعالها الملموسة".

ووفق الوكالة جدد لافروف التأكيد على استعداد موسكو للتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مذكرا بكلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لسنا نحن من قطع هذا التواصل والكرة في ملعبهم".

وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، حال عودته مجددا إلى البيت الأبيض، وهو التعهد الذي أقلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خوفا من إنهاء الحرب على حساب مصالح بلاده.

وغداة إعلان فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية التي أجريت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، أجرى ترامب وزيلينسكي اتصالا هاتفيا بمشاركة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وعقب انتهاء المكالمة أعرب الرئيس الأوكراني عن اطمئنانه لتفهم الرئيس المنتخب لمطالب كييف.

حقائق روسية

وفي السياق، نقلت "رويترز" عن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف جينادي جاتيلوب الخميس، قوله إن موسكو منفتحة لإجراء مفاوضات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، إذا بادر الرئيس الأمريكي المنتخب بذلك، مشيرا إلى أن أي محادثات يجب أن تستند إلى الحقائق المتعلقة بالتقدم الروسي.

وأضاف جاتيلوف:"وعد ترامب بتسوية الأزمة الأوكرانية بين عشية وضحاها. حسنا، دعونا نكون واقعيين - بالطبع نفهم أن هذا لن يحدث أبدا. لكن إذا بدأ أو اقترح شيئا لبدء عملية سياسية، فذلك موضع ترحيب".

وأوضح جاتيلوف أن أي مفاوضات من هذا القبيل يجب أن تستند إلى ما أسماه "الواقع على الأرض"، موضحا أن أوكرانيا في وضع دفاعي في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، حسب "رويترز"

وأشار إلى أن انتخاب ترامب يمثل فرصة جديدة للحوار مع الولايات المتحدة لكن من غير المرجح أن يحدث إعادة شاملة للعلاقات.

وتابع "بغض النظر عن التحولات السياسية الداخلية، فإن واشنطن تواصل السعي باستمرار لاحتواء موسكو… ولا يغير تغيير الإدارة من ذلك كثيرا".

وأضاف "التحول الوحيد الذي قد يكون ممكنا هو الحوار بين بلدينا، وهو شيء كان مفقودا في السنوات الأخيرة".

إشارات قوية

وفي إشارة قوية تدعم لغة الحوار بين روسيا وأوكرانيا، أعلن ترامب في وقت سابق عزمه تعيين السيناتور ماركو روبيو، لوزارة الخارجية، حيث يدعم روبيو  وجهة نظر ترامب حول الحرب الأوكرانية، مؤكدا أنها وصلت إلى طريق مسدود.

وذكر روبيو أن الصراع بين موسكو وكييف يجب أن يتم حله من خلال المفاوضات، ولا يمكن لكييف أن تعتمد على عودة جميع الأراضي التي "احتلتها" روسيا.