الجمعة 15 نوفمبر 2024 | 07:41 صباحاً
بسبب ترامب | الأرجنتين تغادر مؤتمر المناخ في أذربيجان وسط توترات متصاعدة
في خطوة مفاجئة، غادر فريق التفاوض التابع للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلى مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين للمناخ، المنعقد في أذربيجان، بعد أقل من أربعة أيام على انطلاقه، ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبيرج" الأمريكية، أثارت مغادرة الفريق الأرجنتيني مخاوف وتكهنات بين المشاركين في المؤتمر، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن نية الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ما يشير إلى احتمالية أن تتبع الأرجنتين هذا النهج.
توترات في قمة المناخ بسبب ترامب
تتزامن مغادرة الفريق الأرجنتيني مع الأجواء المتوترة التي تخيم على مؤتمر المناخ (كوب 29) بسبب تصريحات ترامب، الذي أعلن عن خطط لإخراج الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، ويثير هذا التوجه الأمريكي قلقًا متزايدًا بين المفاوضين، حيث يُعتبر تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها المناخية تهديدًا واضحًا لجهود المجتمع الدولي في مواجهة التغيرات المناخية.
وتُعد الاتفاقية التي تم توقيعها في عام 2015 حجر الزاوية في جهود مكافحة التغير المناخي، إذ تلزم الدول الموقعة على اتخاذ تدابير فعالة للحد من الانبعاثات الكربونية واحتواء الاحترار العالمي، وتأتي هذه المخاوف نتيجة لأن غياب التزام الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، قد يحفز دولًا أخرى على التراجع عن التزاماتها أو عدم المساهمة في أهداف تمويل المناخ المطلوبة، ما يؤثر على مساعي التحول إلى اقتصاد أخضر.
تداعيات مغادرة الأرجنتين
لم تقدم الحكومة الأرجنتينية أي توضيح رسمي بشأن أسباب مغادرة فريقها التفاوضي، إلا أن هذه الخطوة غير المتوقعة زادت من تعقيد المفاوضات في القمة، حيث تعد الأرجنتين أحد البلدان المهمة في الجهود المناخية العالمية، كما أنها تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون المناخي في منطقة أمريكا اللاتينية، وتعزز مغادرة الفريق الأرجنتيني المخاوف من احتمال أن تتبع الأرجنتين نهجًا مماثلًا لـ ترامب، ما قد يؤدي إلى تقليل الزخم العالمي لدعم الاتفاقية، خاصة في قضايا مثل صفقة تمويل المناخ، التي تهدف إلى توفير تريليونات الدولارات اللازمة لتمويل مشاريع صديقة للبيئة ومكافحة آثار التغير المناخي.
تحديات أمام التوصل إلى صفقة تمويل المناخ
وتشكل مغادرة الأرجنتين والغيابات الأخرى تحديًا كبيرًا أمام المؤتمر الذي يسعى للتوصل إلى صفقة تمويل المناخ الحاسمة، حيث تتطلب الصفقة توفير دعم مالي ضخم من الدول الصناعية لمساعدة الدول النامية على الانتقال إلى اقتصادات مستدامة، وتُعد التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها بعض الدول عاملًا مؤثرًا في تخفيف التزاماتها تجاه المناخ، ما يُعقد الوصول إلى توافق دولي في هذا الشأن، وفقًا لتقرير "بلومبيرج" الذي اطلع بلدنا اليوم عليه.
وجاء انسحاب الأرجنتين ليزيد من التوترات ويثير التساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي في قضايا المناخ، وبات من الضروري أن تبذل الدول الكبرى جهودًا ملموسة لدعم اتفاقية باريس وتجاوز الانقسامات لضمان حماية الكوكب من تداعيات التغير المناخي المتسارعة.
0 تعليق