صلاة قيام الليل من أعظم العبادات في الإسلام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليها، وهي من أسباب الحصول على مغفرة الله ورحمته. وفي السطور التالية سنتعرف على كيفية أداء صلاة قيام الليل، وعدد ركعاتها، وفضلها، وأوقات أدائها، بالإضافة إلى الدعاء المستجاب خلالها.

كيفية صلاة قيام الليل

قيام الليل يكون بإحياء جزء من الليل أو كله بالعبادة، ويشمل الصلاة والذكر وقراءة القرآن. صلاة قيام الليل تُؤدى ركعتين ركعتين، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ». (رواه مسلم)

يمكن أن يصلي المسلم ما يشاء من الركعات مثنى مثنى، حيث يُسَلِّم في كل ركعتين، وإذا خشي من أن يفوته الوقت فالأفضل أن يُختتم صلاة الليل بالوتر.

عدد ركعات صلاة قيام الليل

• عدد الركعات: يمكن للمسلم أن يصلي ما يشاء من الركعات، ومن الأفضل أن يقتصر على 11 ركعة مع الوتر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
• كيفية الصلاة: تكون صلاة قيام الليل مثنى مثنى (ركعتين ركعتين) حتى يكتمل عدد الركعات التي يريدها، وعند الانتهاء يُصلي الوتر (ركعة واحدة أو ثلاث ركعات).
• صلاة الوتر: يُختتم قيام الليل بصلاة الوتر، وهي سنة مؤكدة. إذا صلى الوتر بثلاث ركعات، يمكن أن يُسَلِّم بعد كل ركعتين ويأتي بالركعة الأخيرة، أو يصلي الثلاث ركعات بتشهد واحد في الركعة الأخيرة.

وقت صلاة قيام الليل

• الوقت: يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء مباشرة ويستمر حتى طلوع الفجر.
• أفضل وقت: يعتبر الثلث الأخير من الليل هو الوقت الأفضل لصلاة قيام الليل، حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويقول:
  «هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟» (رواه مسلم).

فضل صلاة قيام الليل

صلاة قيام الليل تحمل العديد من الفضائل التي جعلتها من أعظم القربات إلى الله:

من صفات عباد الرحمن: في القرآن الكريم ذكر الله تعالى عن المؤمنين:
«وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» (الفرقان: 64). قيام الليل علامة من علامات المؤمنين الأتقياء الذين يتحققون بالخشوع والعبادة.

مغفرة الذنوب: قيام الليل سبب لمغفرة الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من قام الليل إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». (رواه البخاري)

إجابة الدعاء: في الساعة الأخيرة من الليل، وهي الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا، يُستجاب الدعاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» (رواه مسلم).

رفع الدرجات: صلاة الليل من أعظم أسباب رفع الدرجات في الجنة، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«أفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ» (رواه مسلم).

طريق إلى الجنة: قيام الليل يؤدي إلى دخول الجنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من صلى بالليل سبع ركعات لا يُسأل فيهن شيئًا إلا أعطيه». (رواه الترمذي).

دعاء صلاة قيام الليل المستجاب

من الأدعية الواردة في صلاة قيام الليل:

• عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
  «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد، قال: اللهم لك الحمد أنت قيّوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق، والجنة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك.»

الحكمة من مشروعية قيام الليل

1. التقرب إلى الله: قيام الليل يتيح للمسلم فرصة للتفرغ للعبادة في جو من الهدوء والسكينة، مما يساعده على التقرب إلى الله.
2. تثبيت الإيمان: من خلال هذه العبادة، يزداد الإيمان في قلب المسلم، ويشعر بالقرب من الله تعالى.
3. مراجعة القرآن: الليل وقت مناسب لمراجعة ما تم حفظه من القرآن الكريم، حيث يكون الذهن صافياً.

الفرق بين قيام الليل التهجد والتراويح

• قيام الليل: هو إحياء الليل بالصلاة أو بأي عبادة أخرى مثل الذكر وقراءة القرآن.
• التهجد: يُعتبر نوعًا من قيام الليل، لكن يُقيد بالصلاة بعد النوم. أي أن التهجد لا يُعتبر إلا إذا قام العبد من نومه لأداء الصلاة.
• التراويح: هي صلاة قيام الليل التي تُؤدى في رمضان بعد صلاة العشاء.

وقيام الليل من أعظم العبادات التي تقرب المسلم إلى الله تعالى، وتحمل في طياتها الأجر الكبير والثواب العظيم. إن صلاة قيام الليل يمكن أن تكون على أي عدد من الركعات، ويُفضل أن تُختتم بالوتر. هذا بالإضافة إلى الدعاء المستجاب في هذا الوقت المبارك.