02:38 م - الثلاثاء 19 نوفمبر 2024

0

قالت نور الزيني، رئيس قطاع الاتصال المؤسسي ببنك قناة السويس، إن البنك لا يقتصر على تقديم الأفكار للشركات الناشئة، بل يواصل دعمه المستمر لهذه الشركات من خلال إدماجها في شبكة مستدامة تسهم في تطوير أعمالها. وأضافت أن البنك يقدم خدمات غير مالية عبر مركز تطوير الأعمال، مثل إجراء “ماتش ميكينج” بين الشركات الناشئة والمستثمرين، بالإضافة إلى شراء منتجات الشركات الناشئة أو التعاقد مع شركات أخرى لتقديم خدمات تطوير الأعمال. وأشارت الزيني إلى أن البنك يعتبر الشركات الناشئة التي تخرج من الحاضنات “أبناءه”، ويستمر في دعمها بعد تخرجها.

وأوضحت الزيني أن البنك كان شريكًا في فعاليات مؤتمر COP 27 لهذا العام، حيث تم تقديم أفكار من الشركات الناشئة تتعلق بمبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG). قدمت هذه الشركات أفكارًا مبتكرة في مجالات مثل تطبيقات الهواتف المحمولة، المنصات الرقمية، والمواقع الإلكترونية التي تساهم في التنمية المستدامة عبر مختلف الصناعات.

وأضافت الزيني أن البنك قام بدعم 51 شركة ناشئة خلال السنوات الخمس الماضية، منها 15 شركة مملوكة للسيدات، في إطار سعي البنك لتعزيز مشاركة المرأة في ريادة الأعمال. تم تقديم أكثر من مئة فكرة عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة، حيث خضعت الأفكار لعملية تصفية دقيقة من خلال جامعة المين، التي نظمت معسكرات تدريبية (boot camps) للمشاركين. وخلال هذه المعسكرات، تعلم المشاركون كيفية بناء شبكة علاقات قوية واكتساب المهارات اللازمة، ليصلوا في النهاية إلى 20 فكرة مبتكرة.

وأكدت الزيني أن البنك لا يقدم الدعم المالي والتدريب فحسب، بل يهدف إلى إشراك الشركات الناشئة في خدمات البنك المختلفة، لتحقيق التكامل بين القطاعين المالي والريادي ودعم نمو الشركات الناشئة.

واشارت الزيني،إلى أهمية التعاون بين المؤسسات لتطوير ريادة الأعمال ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا. وأشارت إلى أن البنك يخطط لإطلاق برنامج جديد بداية من العام المقبل تحت عنوان “Innovation Hub”، وذلك من منطلق المسؤولية المجتمعية للبنك، والذي يهدف إلى دعم ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، وخاصة في القطاعات المرتبطة بالتحول الرقمي والفينتك.

وأضافت الزيني أن مبادرة “روادي النيل” التي استمرت لمدة خمس سنوات انتهت هذا العام، إلا أن البنك لا يزال ملتزمًا بتعزيز الابتكار من خلال إنشاء بيئة داعمة لأفكار الشباب في مجالات التكنولوجيا الحديثة. وأوضحت أن البنك افتتح مؤخرًا “مركز التحول الرقمي” في الجامعة الخامسة (Digital Factory)، والذي يُعتبر بمثابة مصنع ابتكار لتطوير تطبيقات جديدة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الخدمات المقدمة للعملاء.

وتحدثت الزيني عن أهمية استخدام التكنولوجيا لتسهيل الأعمال وتحسين الخدمات، موضحة أن البنك يسعى لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال من خلال توفير حلول تكنولوجية تساعد الأفراد والشركات على تحقيق أكبر استفادة من التحول الرقمي.

كما أكدت أن هناك حاجة لتدريب الأفراد وتعزيز مهاراتهم لمواكبة هذه التحولات.

وأشارت الزيني إلى أن البرنامج الجديد سيقدم دعمًا ماديًا وعينيًا، بالإضافة إلى التدريب والتوجيه (mentoring) والربط بين المبدعين من الشباب وبين الشركات الكبيرة. وأضافت أن البنك يهدف إلى توفير فرص متساوية لجميع المبتكرين في تقديم حلول تكنولوجية تساعد في تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما لفتت الزيني إلى أن العديد من رواد الأعمال يواجهون تحديات في دخول الأسواق الكبيرة، حيث قد تكون لديهم حلول تقنية متميزة ولكنهم يفتقرون إلى الدعم الكافي للوصول إلى الشركات الكبرى. ومن هنا يأتي دور بنك قناة السويس في دعمهم عبر برامج متنوعة ومن خلال مركز تطوير الأعمال التابع للبنك، الذي يعمل على تسهيل هذا التواصل ويوفر الفرص للتشبيك والتعاون مع المؤسسات الكبرى.

واكدا نور الزيني، على أهمية الدراسات السوقية (Market Study) والبحث السوقي (Market Research) في نجاح الشركات الناشئة. وقالت إن العديد من الأفكار قد تُطرح، ولكن ليس جميعها قادرة على الاستمرار والنمو، مشيرة إلى أن مركز تطوير الأعمال التابع للبنك يقدم خدمات غير مالية تساعد الشركات على تحديد احتياجات السوق منذ البداية.

وأوضحت الزيني أن من أبرز العوامل التي يجب أن تأخذها الشركات الناشئة في اعتبارها هي الهيكل التنظيمي، حيث يجب أن يكون لدى المؤسسين هيكل تنظيمي يضم متخصصين في مختلف المجالات مثل التكنولوجيا، التسويق، والتمويل. وأضافت أن الاعتماد فقط على المؤسسين في بداية المشروع قد يعيق نموه، حيث من الضروري أن يكون هناك فريق متخصص يعمل على تطوير كل جانب من جوانب المشروع.

كما تناولت الزيني مسألة “الجوبر” الذي يحاول القيام بكل الأدوار بنفسه، وأكدت أن هذه الطريقة قد لا تكون فعالة في الوصول إلى النجاح المستدام. وفي هذا السياق، ذكرت أنه رغم أن التكاليف قد تكون مرتفعة في البداية، إلا أن الشركات الناشئة بحاجة إلى هيكلة دقيقة تضمن استمراريتها.

وأشارت الزيني إلى أن بعض رواد الأعمال قد لا يمتلكون المعلومات الكافية في بداية المشروع، لكن من خلال برامج الدعم التي يقدمها البنك، مثل مركز تطوير الأعمال، يمكنهم اكتساب المهارات اللازمة لتطوير أفكارهم وتحقيق النجاح في السوق.

وأعلنت الزيني أن البنك يخطط قريباً لإطلاق برنامج متابعة لــ 51 شركة ناشئة التي تخرجت من المبادرة، بهدف دعمهم ومساعدتهم في تحديد احتياجاتهم المستقبلية. وأكدت أن البنك يؤمن بقوة التكنولوجيا وبقدرة الشباب على ابتكار حلول مبتكرة، وستستمر في تقديم الدعم لهذه الشركات لضمان تحقيق النجاح المستدام.