يمثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد مشكلة صحية شائعة تؤثر على العديد من الأفراد حول العالم،ومع ذلك، من المهم إدراك أن هناك أنواعًا أخرى من فقر الدم تشمل أسبابًا متنوعة مثل اضطرابات النخاع العظمي، ونقص فيتامين B12 وحمض الفوليك،تلقي الدكتورة إيلينا أوستروفسكايا، الخبرة الطبية في الطب الوقائي ومكافحة الشيخوخة، الضوء على أهمية الحديد ودوره الحيوي في صحة الجسم،في هذا المقال، سنستعرض أسباب نقص الحديد وآثاره على الصحة، ونناقش كيف يمكن تجنب هذه الحالة والوقاية منها.

أهمية الحديد في الجسم

تؤكد الدكتورة أوستروفسكايا أن الحديد يعتبر عنصرًا أساسيًا في جسم الإنسان، حيث أنه يدخل في تشكيل بروتينات هامة مثل الهيموجلوبين والميوجلوبين،يتمثل دور الهيموجلوبين في النقل الفعال للأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم، بينما يسهم الميوجلوبين في تخزين الأكسجين في العضلات، مما يساعد على تحسين أدائها ويقي من التعب أثناء النشاط البدني.

وظيفة الميوجلوبين وتأثيره على العضلات

يشير الخبراء إلى أن الميوجلوبين له دور حاسم في إمداد العضلات الهيكلية، بالإضافة إلى القلب، بالأكسجين الضروري،يعمل الميوجلوبين على تخزين الأكسجين وضمان توفره عند الحاجة، مما يكون له تأثير مباشر على قدرة الجسم على التحمل والأداء البدني،في حالات نقص الأكسجين، يلعب الميوجلوبين دورًا حيويًا في حماية العضلات من نقص الأكسجين الذي قد يحدث بعد المجهود البدني الشديد.

تأثير فقر الدم على الجهاز المناعي

تنبه الدكتورة أوستروفسكايا إلى أن فقر الدم المزمن يؤثر أيضًا بشكل سلبي على صحة جهاز المناعة،وبالتالي، فإن الأفراد الذين يعانون من نقص الحديد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك الأمراض المزمنة مثل السرطان،إن ضعف وظيفة المناعة نتيجة لنقص الحديد قد يجعل الجسم أقل قدرة على مكافحة الفيروسات والبكتيريا.

أسباب نقص الحديد وفقر الدم

تتنوع أسباب نقص الحديد وفقر الدم، حيث تشمل سوء التغذية، وأمراض هضمية تؤثر على امتصاص الحديد، وكذلك الظروف الفسيولوجية مثل الدورة الشهرية الغزيرة، والحمل، والرضاعة الطبيعية،بالإضافة إلى ذلك، قد تنتج بعض الحالات عن أمراض وراثية تؤثر على عملية استقلاب الحديد.

عواقب نقص الحديد على أعضاء الجسم

تؤدي حالة نقص الحديد إلى اختلال وظيفي في إنتاج البروتينات المهمة، مما ينتج عنه تطور فقر الدم،ينجم عن هذا تدهور في أداء الأنسجة والأعضاء، حيث يشعر المرضى بالتعب المستمر ويعانون من ارتفاع معدل ضربات القلب، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على ممارسة الأنشطة البدنية دون شعور بالإرهاق.

العواقب الصحية لنقص الحديد

تحذر الدكتورة أوستروفسكايا من العواقب الصحية الشديدة التي قد تنجم عن نقص الحديد، مثل انخفاض وظائف الغدة الدرقية نتيجة نقص الهرمونات المسؤولة عنها،هذا قد يؤثر على العديد من الجوانب، بما في ذلك الذاكرة والوظائف المعرفية،ويجدر بالذكر أن الهرمونات الجنسية تحتاج أيضًا إلى مستويات كافية من الحديد والهيموجلوبين لضمان الأداء الطبيعي للجسم.

في الختام، يبرز نقص الحديد كقضية صحية تتطلب الانتباه والرعاية المناسبة،فهم أسباب وعواقب نقص الحديد يسهم في تعزيز الوعي وتحفيز الأشخاص على اتخاذ خطوات فعالة للحفاظ على مستويات الحديد الصحية في الجسم،من خلال التغذية السليمة والتشخيص المبكر، يمكن أن تسهم الحماية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في تعزيز صحة الأفراد ورفع مستوى جودة حياتهم.