إيطاليا تلوّح باعتقال نتنياهو تنفيذًا لقرار الجنائية الدولية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيش الساحة الدولية حالة من التوتر والجدل إثر إعلان وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروزيتو، أن بلاده قد تضطر لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا دخل الأراضي الإيطالية. جاء هذا التصريح بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة.

قرار مثير للجدل في إيطاليا

في مقابلة مع القناة الإيطالية الأولى، أوضح كروزيتو، القيادي البارز في حزب "إخوة إيطاليا"، أن تنفيذ القرار لا علاقة له بالسياسة بل يتصل بالتزام إيطاليا بالقانون الدولي. وأكد أن بلاده لا يمكنها التغاضي عن قرارات المحكمة الجنائية الدولية، مضيفًا أن "القانون يفرض تطبيق الأحكام القضائية بغض النظر عن الدوافع السياسية".

وأشار إلى أن المذكرة وضعت نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت في نفس مرتبة القائد العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية.

تداعيات القرار على العلاقات الدولية

إعلان المحكمة الجنائية الدولية أثار ردود فعل متباينة في الساحة الدولية. المدعي العام للمحكمة، كريم خان، دعا الدول الأعضاء، البالغ عددها 124 دولة، إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب نظام روما الأساسي، مؤكدًا ضرورة احترام أوامر الاعتقال لضمان العدالة الدولية.

 

وفي المقابل، واجهت هذه الدعوة انتقادات حادة من إسرائيل، حيث وصف نتنياهو القرار بأنه "معادٍ للسامية" ومؤامرة تهدف إلى تقويض إسرائيل على الساحة الدولية. وأكد أنه لن يخضع لأي ضغوط دولية وسيمضي قدمًا في تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها حكومته.

القيود المحتملة على تنقل نتنياهو

قرار المحكمة يفرض تحديات جديدة على تحركات نتنياهو الدبلوماسية. الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية ملزمة قانونيًا باعتقال أي شخص تصدر بحقه مذكرة اعتقال دولية إذا دخل أراضيها. هذا قد يقيد زيارات نتنياهو إلى العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا.

وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني دراسة قرار المحكمة، أوضح أن الموقف الإيطالي سيعتمد على المراجعة الدقيقة للأسباب والدوافع التي دفعت المحكمة لإصدار المذكرة.

حماس ترحب.. وإسرائيل تندد

من جانبها، رحبت حركة حماس بالقرار ووصفته بأنه خطوة "تاريخية" لتحقيق العدالة، معتبرة أنه يسلط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وعلى الجانب الآخر، استنكرت إسرائيل القرار، واصفة إياه بالمنحاز وغير العادل. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هذا القرار يعكس ازدواجية المعايير التي يتبناها المجتمع الدولي في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

مستقبل العدالة الدولية في ميزان التحديات

إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة سياسيين وعسكريين يمثل اختبارًا حقيقيًا لنظام العدالة الدولية. ورغم الانتقادات، يرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس رغبة دولية متزايدة في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ومع ذلك، تظل فعالية هذه القرارات مرهونة بإرادة الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وقدرتها على تنفيذ الأحكام دون تأثير سياسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق