نجح الألماني هانز فليك في إعادة برشلونة الإسباني، إلى الواجهة كواحد من أقوى أندية أوروبا حاليًا، بفضل أسلوبه الهجومي وتنظيمه الفريد، ومع ذلك، تكشف الأرقام عن مفاجآت في مقارنة مثيرة مع سابقه تشافي هيرنانديز.

يتصدر الفريق الكتالوني الدوري الإسباني بعد أن فقد نقاطًا في مباراتين فقط، كما أنه يتربع على عرش الفرق الأكثر تسجيلًا للأهداف في القارة، مع تركه للخصوم في مصيدة التسلل 85 مرة بالدوري، وهو رقم استثنائي يعكس التنظيم الدفاعي العالي.

وأثارت البداية القوية لفليك مع "البلوغرانا" حماس الجماهير، مما فتح الباب أمام مقارنات مثيرة بينه وبين المدرب السابق تشافي هيرنانديز.. فمن الأفضل؟

بداية تشافي أفضل من فليك من حيث النتائج!

أشار تقرير لصحيفة "ماركا" إلى أن تشافي في موسمه الأول الكامل مع برشلونة خلال 2022-2023، حقق نتائج أفضل في الجولات الأولى، إذ جمع 34 نقطة بعد 13 مباراة مقارنة بـ33 نقطة تحت قيادة فليك هذا الموسم.

خلال تلك الفترة، خسر برشلونة مباراة واحدة فقط وكانت أمام ريال مدريد في سانتياغو برنابيو (الجولة 9)، إلى جانب تعادله أمام رايو فايكانو. أما مع فليك، فقد خسر النادي بالفعل في مباراتين على ملعب "إل سادار" و"أنويتا".

تشافي والأداء الدفاعي

نجح تشافي الموسم ما قبل الماضي في فرض أسلوب دفاعي مميز، حيث حافظ الفريق على نظافة شباكه في 11 مباراة من أصل أول 13 مباراة، واستقبلت شباكه 4 أهداف فقط.

في المقابل، تلقى برشلونة هذا الموسم بقيادة فليك 12 هدفًا خلال نفس الفترة. هذا الفرق يعكس أسلوب فليك الذي يعتمد على دفاع متقدم، والذي رغم فعاليته في إحباط الخصوم بقرارات التسلل، يحمل مخاطر أكبر وينتج عنه استقبال أهداف أكثر.

اختلاف الأنظمة

اعتمد فليك على نظام 4-2-3-1، الذي حقق معه نجاحات كبيرة مع بايرن ميونخ، وقدم تغييرات ملحوظة في خط الوسط مع إشراك كاسادو وبيدري في صناعة اللعب، بالإضافة إلى استخدام داني أولمو أو فيرمين كصانع لعب متقدم يدعم ثلاثي الهجوم المكون من رافينيا، ليفاندوفسكي، ولامين يامال.

أما تشافي فكان أكثر تمسكًا بالهوية الكتالونية التقليدية عبر نظام 4-3-3، حيث اعتمد على ثلاثي وسط مميز مكون من بوسكيتس، دي يونغ، وبيدري، مع دعم هجومي من ديمبيلي، رافينيا، أو غافي كجناح وهمي.

الفارق في التعاقدات

دخل تشافي موسمه الأول مدعومًا بتشكيلة مليئة بالنجوم بعد استثمارات ضخمة بلغت 158 مليون يورو، شملت أسماءً بارزة مثل ليفاندوفسكي، كريستنسن، ورافينيا.

أما فليك فقد اعتمد على تعاقدين فقط بقيمة 50 مليون يورو، هما داني أولمو وباو فيكتور. رغم ذلك، استطاع المدرب الألماني استغلال كل إمكانيات فريقه بأفضل طريقة ممكنة.

روبرت ليفاندوفسكي.. الرقم الثابت في برشلونة

يبقى ليفاندوفسكي العامل المشترك بين الموسمين، حيث واصل تألقه بتسجيل 14 هدفًا في 13 مباراة هذا الموسم، مقارنة بـ13 هدفًا خلال نفس الفترة الموسم الماضي. اللافت أن غياب أهدافه في كلا الموسمين ارتبط بعدم فوز الفريق، ما يظهر تأثيره الكبير على النتائج.

الاعتماد على لاماسيا

رغم أن تشافي كان أحد خريجي أكاديمية لاماسيا الشهيرة، إلا أن رهانه على الشباب لم يكن مبكرًا. معظم اللاعبين الشباب مثل غافي، أراوخو، بيدري، وبالدي كانوا بالفعل قد برزوا في عهد كومان.

أما فليك، فقد أعطى الفرصة للشباب في برشلونة منذ البداية، مثل جيرارد مارتين، كاسادو، هيكتور فورت، وسيرجي دومينغيز، ما يعكس إستراتيجيته في بناء فريق جديد.