تعرض مقر قيادة القطاع الغربي لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) في قرية شمع لقصف صاروخي اليوم الجمعة، مما أدى إلى إصابة أربعة جنود حفظ سلام إيطاليين بجروح. وأفادت القوات الدولية أن الجنود يتلقون العلاج في مستشفى القاعدة العسكرية، مؤكدةً أن حالتهم مستقرة ولا تشكل خطرًا على حياتهم.
الهجوم الجديد، الذي أسفر عن أضرار كبيرة في البنية التحتية للمقر، يُعد الثالث خلال أسبوع وسط تصاعد المواجهات العسكرية في المنطقة. وقد أصاب الصواريخ ملجأ ومنطقة لوجستية مخصصة للشرطة العسكرية الدولية، وتسبب في اندلاع حريق تمكن أفراد القاعدة من إخماده سريعًا.
تفاقم القصف والمواجهات: ثلاثة هجمات في أسبوع واحد
تصاعدت التوترات بشكل حاد في مناطق شمع والناقورة جنوب لبنان خلال الأيام الماضية، مع استمرار القصف المتبادل بين الأطراف المتصارعة. وأسفر القصف العنيف والمناوشات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين، فيما امتدت آثار القتال إلى منشآت تابعة لليونيفيل.
تشير تقارير أولية إلى أن الصواريخ أطلقت من قبل حزب الله أو جهات تابعة له، رغم عدم صدور تأكيد رسمي حول المسؤولية. ويأتي هذا الهجوم وسط مناخ متوتر إقليميًا بين إسرائيل وحزب الله، مما يزيد من احتمالية اندلاع نزاع أوسع.
اليونيفيل تحذر: استهداف قواتنا انتهاك خطير للقانون الدولي
في بيان رسمي، أعربت اليونيفيل عن قلقها البالغ إزاء تكرار الهجمات، محذرةً من خطورة استهداف قوات حفظ السلام سواء بشكل متعمد أو عرضي. وأكدت أن هذه الهجمات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينظم عمل البعثة.
دعت اليونيفيل جميع الأطراف المتصارعة إلى احترام حرمة منشآتها وموظفيها، مشددةً على ضرورة وقف القتال بالقرب من مواقعها. وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان سلامة جنودها واستمرار مهمتها في حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
خلفية تاريخية: اليونيفيل ودورها في جنوب لبنان
تأسست اليونيفيل عام 1978، وتضطلع بمهام حفظ السلام في جنوب لبنان ومراقبة وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله. وازداد دورها أهميةً بعد حرب عام 2006، حين أُنيطت بها مهام إضافية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
غير أن التوترات المتصاعدة في المنطقة تهدد بعرقلة مهامها. ومع تكرار الهجمات على مواقعها، تواجه اليونيفيل تحديات غير مسبوقة تؤثر على قدرتها على تنفيذ مهمتها وسط مناخ من العنف وانعدام الثقة بين الأطراف المتصارعة
0 تعليق