عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الإمارات وإندونيسيا.. تعاون إنساني وصحي وتعليمي يعم نفعه العالم - في المدرج
تعاون إماراتي إندونيسي متنامٍ على مختلف الأصعدة الثقافية والتعليمية والصحية والإنسانية وغيرها، يعم نفعه البلدين والعالم.
يتوج هذا التعاون بزيارة دولة يجريها اليوم السبت برابوو سوبيانتو، رئيس إندونيسيا إلى أبوظبي في أول زيارة له للإمارات بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا لبلاده أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويرتقب أن تسهم المباحثات التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الرئيس الإندونيسي خلال الزيارة في دفعة قوية للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
تعاون إنساني
تأتي الزيارة فيما يواصل الطاقم الطبي الإندونيسي إلى جانب نظيره الإماراتي العمل، ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، في تقديم الخدمات العلاجية المتنوعة للأشقاء الفلسطينيين من الجرحى في قطاع غزة؛ حيث يعمل الطاقم الطبي من جمهورية إندونيسيا جنبا إلى جنب مع الكوادر الطبية الإماراتية على تقديم الدعم الطبي للجرحى والمصابين من قطاع غزة وتقدم رعاية صحية متكاملة لهم وفق أرقى المعايير العالمية.
وأسهم الطاقم الطبي الإندونيسي منذ انضمامه إلى المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، والمستشفى الإماراتي العائم أغسطس/ آب الماضي، في علاج أكثر من 250 حالة بالإضافة إلى إجراء نحو 180 عملية جراحية.
وجاء انضمام الطاقم الطبي، ترجمة للعلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، وسعيا لتعزيز الدور الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.
أيضا تأتي الزيارة في وقت تمضي فيه مشاريع التعاون الثقافي والإنساني والتعليمي والصحي قدما بين البلدين.
ويعد "مستشفى الإمارات - إندونيسيا لأمراض القلب" الذي يتم بناؤه حالياً في مدينة سورا كارتا “سولو” جاوا الوسطى أحدث النماذج على التعاون المتنامي بين البلدين في القطاع الصحي والإنساني.
ويعد المستشفى أولى محطات "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية" الذي تم إطلاقه يوليو/ تموز الماضي ضمن مبادرة "إرث زايد الإنساني"، بهدف تحسين الرعاية الصحية حول العالم.
وسيقدم المستشفى خدمات حيوية إلى آلاف المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التي تعد سبباً رئيساً للوفيات في إندونيسيا، في ظل ازدياد أمراض القلب والسكتات الدماغية وأعباء هذه الأمراض بشكل كبير، كما يلبي احتياجات السكان الذين يواجهون صعوبة الوصول إلى المنشآت الصحية خاصة في المناطق الريفية والنائية في إندونيسيا.
وتبلغ سعة المستشفى 135 سريراً، ويتميز بمنشآت شاملة تشمل خدمات العيادات الخارجية والداخلية بغرف علاج متخصصة وقسم الطوارئ الحديث، ومن المتوقع أن يضع هذا الصرح الطبي معايير جديدة في رعاية القلب، مما يحسن بشكل كبير نتائج العلاج لمرضى القلب في إندونيسيا.
زيارات واتفاقيات
وتسهم الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين في تعزيز التعاون بينهم في مختلف المجالات.
وفيما تعد زيارة برابوو سوبيانتو، رئيس إندونيسيا إلى أبوظبي الأولى له للإمارات بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا لبلاده أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنه سبقها 9 زيارات متبادلة بين رئيس إندونيسيا السابق جوكو ويدودو والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تم خلالها توقيع عشرات الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارتين لإندونيسيا الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والثانية "زيارة دولة" في يوليو/تموز 2019، قوبل خلالهما بحفاوة بالغة واستقبال تاريخي على المستويين الرسمي والشعبي.
وكان رئيس إندونيسيا السابق جوكو ويدودو قد أجرى 7 زيارات لدولة الإمارات منذ توليه مقاليد الحكم في 2014، بحسب إحصاء لـ«العين الإخبارية»، حيث سبق أن زار الدولة في يوليو/تموز 2024، وديسمبر/كانون الأول 2023، ويوليو/تموز 2022، ومايو/أيار 2022، ونوفمبر/تشرين الثاني 2021، ويناير/كانون الثاني 2020، وسبتمبر/أيلول 2015.
وتم خلال تلك الزيارات المتبادلة توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الصحة والتعليم وغيرهما، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإندونيسيا في يوليو/ تموز 2019 تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في المجالات الثقافية.
- خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإندونيسيا نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تم توقيع مذكرة تفاهم بين مصدر وهيئة الاستثمار الإندونيسية وبيرتامينا باور إندونيسيا للطاقة المتجددة والتخزين وتعاون تحليلات الأداء للرعاية الصحية بين "ASAREN" الإندونيسية و"جي 42 " للذكاء الاصطناعي.. ومذكرة تعاون بشأن مبادرات الجينوم الوطنية بين و"جي 42 " Healthcare و ASAREN.
- أيضا تم خلال زيارة رئيس إندونيسيا السابق للإمارات في يناير 2020 تبادل 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم من بينها:
- مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الدولة ونظيرتها وزارة الصحة الإندونيسية بشأن التعاون في المجالات الصحية
- مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التربية والثقافة في إندونيسيا
تعزيز التسامح
أيضا خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإندونيسيا نوفمبر/تشرين الثاني 2022، افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جامع الشيخ زايد الكبير في مدينة سولو، بحضور الرئيس الإندونيسي آنذاك جوكو ويدودو.
وقال خلال الافتتاح إن هذا المسجد يعداً تجسيداً لما يجمع البلدين من تعاون في نشر رسالة الإسلام الصحيحة التي تدعو إلى السلام والبناء والتنمية.
وتشكل الإمارات وإندونيسيا نموذجيين حقيقيين في مجال تطبيق مفاهيم التسامح، حيث نجحت إندونيسيا في صهر التعدد العرقي واللغوي والديني الناتج عن طبيعية الجمهورية التي تتشكل من أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة يتحدث سكانها بأكثر من 700 لغة، إلى فرص تخدم أهدافها التنموية، وهو ذات النموذج الذي قدمته الإمارات عبر احتواء أكثر من 200 جنسية على أرضها تتوافر لهم كافة الحقوق والواجبات التي تكفل تعايشهم بسلام، قبل أن تتحول الإمارات إلى إحدى أهم منارات التسامح في المنطقة عبر استضافة العديد من المناسبات والمؤتمرات وإطلاق العديد من المبادرات المرتبطة بتعزيز ونشر مفهوم التسامح في العالم.
ويتفق البلدان على أهمية نشر مفهوم التسامح منذ وقت مبكر، حيث أصدرا في 2015 بياناً مشتركا في اختتام زيارة للرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لدولة الإمارات أكدا خلاله أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم يتطلب نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتشجيع الحوار بين الأديان لجمع الشعوب المختلفة الأعراق والثقافات والأديان.
تعاون أكاديمي
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت العلاقات في مجال التعليم بين الإمارات وإندونيسيا تطورا ملحوظا.
إحدى المحطات البارزة لهذا التعاون كانت في يوليو/تموز 2019، حينما أعلنت الإمارات إطلاق برنامج تعليمي في إندونيسيا لمدة سنتين، يركز على تدريب قادة المدارس ضمن المجتمعات المهمشة التي تعاني مدارسها من الأداء المتدني.
وبلغت قيمة البرنامج 650 ألف دولار، وحمل عنوان "تحسين جودة التعليم من خلال تدريب قادة المدارس"، وتعزيز أداء كل من المعلمين والطلاب، وتطوير حلول قابلة للتنفيذ على نطاق واسع.
واستفاد من البرنامج أكثر من 10 آلاف طالب و250 معلما، من خلال توفير التدريب على القيادة التنظيمية والإرشادية لـ75 من قادة المدارس، وجرى تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة "جلوبال سكول ليدرز".
وجاء البرنامج برعاية مؤسسة "دبي العطاء" ضمن مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في وقت كافحت فيه إندونيسيا لتحسين جودة التعليم بعدما فاقمت الكوارث الطبيعية من صعوبة هذا الوضع.
وفي خطوة أخرى لتعزيز العلاقات الإماراتية - الإندونيسية، جرى وضع حجر الأساس لكلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية في يوجياكارت بجزيرة جاوا، في فبراير/شباط الماضي.
جاء ذلك بالتعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وجامعة نهضة العلماء في إندونيسيا، وضمن جهود جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لتعزيز فرص التعليم العالي في شتى العلوم.
0 تعليق