من قيادات الصف الأول بحزب الله المتوارية بالظل ومن أهم العقول الأمنية فيه بعيد عن الإعلام والسياسة وقد يكون هذا ما منحه «تأشيرة حياة.

محمد حيدر أو "أبو علي" كما يلقب في الحزب، يدخل قائمة إسرائيل لقيادات الحزب المستهدفة، في ظل الحرب المفتوحة بين الجانبين منذ شهرين.

واليوم السبت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هجوم الفجر في بيروت استهدف رئيس قسم العمليات في حزب الله محمد حيدر.

وشنت إسرائيل سلسلة غارات ليل الجمعة/ السبت على بيروت وضاحيتها الجنوبية، من بينها ضربة بـ"خمسة صواريخ" دمرت كليا مبنى سكنيا في منطقة البسطة بقلب العاصمة.

وحتى الآن، لا يعرف ما إن كان حيدر ضمن القتلى الذين سقطوا بالغارة أم لا.

فمن هو هذا «القيادي المتخفي»؟

تصفه تقارير بأنه من القيادات الأمنية البارزة التي تلعب دورا محوريا في منظومة حزب الله بعد عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، ما يعني أنه من قيادات الصف الأول.

ويعتبر من القيادات القليلة من هذا الصف التي بقيت على قيد الحياة، في انتظار تحديد مصيره بعد غارة الفجر على الضاحية الجنوبية.

عقل أمني بامتياز، حتى أن المقربين من الحزب يعتبرونه الرجل الذي بنى أجهزته الأمنية على مدار السنين، من خلال مسؤوليات أمنية رفيعة.

وللرجل صله قرابة (عدلاء) مع القياديين بالحزب محمد عفيف ووفيق صفا.

في رصيده مسيرة سياسية غير واضحة المعالم، لكنها حملته إلى البرلمان اللبناني، حيث كان نائبا عن محافظة بعلبك في ١٩٩٢، قبل أن يبتعد بشكل كامل عن الإعلام والسياسة. 

تقول تقارير إعلامية إن إسرائيل حاولت استهدافه منذ سنوات عبر إرسال طائرتي "درون" إلى ضاحية بيروت الجنوبية، لكن جرى حينها إسقاطهما، لينجو الرجل. 

أما عن استهدافه فجر اليوم، فيقول المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية، إن حيدر كان يقيم في شقة مخفية بالمنطقة المستهدفة، دون تفاصيل أكثر.

غارة مدمرة

ارتفعت حصيلة الغارة على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 قتيلا و23 مصابا، وفق الدفاع المدني اللبناني.

فيما تواصل فرق الإنقاذ صباح السبت عمليات رفع الأنقاض بواسطة جرافات، وفق مشاهد صورتها خدمة الفيديو في وكالة فرانس برس.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن بيروت "استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمّر طيران العدوّ الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مؤلفا من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة".

وألحقت الضربة أضرارا بعدد من المباني المجاورة وهرعت سيارات إسعاف إلى موقع المبنى المستهدف الذي استحال كومة من الأنقاض في منطقة البسطة المكتظة، بحسب صور بثتها خدمة الفيديو في فرانس برس.

ويمكن رؤية حفرة ضخمة في مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، من غير أن تتمكن فرانس برس من التثبت من صحتها.