يُعد هدف خفض الانبعاثات لعام 2035 في أستراليا مسألة تُحرج حكومة البلاد التي تتهرّب من جميع الأسئلة المتعلقة بهذا الالتزام المفترض تحديده في غضون بضعة أشهر.

وأشار تقرير جديد إلى "الفرصة الاقتصادية الاستثنائية" الأسترالية لاستبدال سلع محايدة كربونيًا بصادراتها من الفحم والغاز.

ويتوقع المحللون أن تجني البلاد 6 إلى 8 أضعاف الإيرادات النموذجية التي تأتي من الوقود الأحفوري، مما يساعد الاقتصادات الكبرى الأخرى على تحقيق أهدافها المناخية، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أن أستراليا، التي وقّعت اتفاق باريس للمناخ، التزمت بتقديم إسهامات وطنية محددة محدثة بحلول نهاية فبراير/شباط 2025، بما في ذلك هدف مؤقت جديد لخفض الانبعاثات ويُفضّل أن يكون طموحًا للغاية.

هدف خفض الانبعاثات في أستراليا لعام 2035

اتُّفق على اعتماد إسهامات وطنية محددة ترمي إلى هدف خفض الانبعاثات لعام 2035 في قمة المناخ كوب 28 في دبي خلال العام الماضي.

ويتماشى هذا مع موقف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية يعني دفع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بنسبة 60% أقل من مستويات 2019 بحلول عام 2035، بدلًا من مجرد السعي إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

في هذا الإطار، انطلقت محادثات قمة المناخ كوب 29 لهذا العام، المنعقدة حاليًا بمدينة باكو، عاصمة أذربيجان، بالتزام من رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بهدف مؤقت لخفض الانبعاثات في المملكة المتحدة بنسبة 81% على الأقل عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2035.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في إطار قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بيرو، سُئل رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، بصراحة، خلال عطلة نهاية الأسبوع عما إذا كان قد يحذو حذوه، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال ألبانيز: "إن حكومته ستلتزم بتحقيق هدفها لعام 2030 فقط، وهو خفض الانبعاثات بنسبة 43% عن مستويات عام 2005 الذي أقّر في عام 2022 بعد فوز حزب العمال الفيدرالي في الانتخابات".

وسأله أحد الصحفيين: "يجب أن يتم تسليم هدف عام 2035 العام المقبل، هل ستلتزم بإعطاء الأستراليين فكرة عن الشكل الذي تريد أن يكون عليه هذا الهدف؟".

وردّ رئيس الوزراء: "نحن ملتزمون بهدفنا لعام 2030، وقد تم تشريعه؛ حيث يأتي عام 2030 قبل عام 2035، ونحن نركز بشدة على تحقيق ذلك، ونحن على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف".

موقف حزب العمال الأسترالي بشأن هدف الانبعاثات المؤقت

من غير المؤكد أن يحتفظ حزب العمال الأسترالي بموقفه الجاهز بشأن هدف الانبعاثات المؤقت ما لم يتم إعادة انتخابه في الانتخابات الوطنية المقبلة، التي من المقرر أن يتم إجراؤها في مايو/أيار المقبل، بعد صدور الموازنة الفيدرالية في مارس/آذار المقبل.

ويُعد هذا أمرًا مخيبًا للآمال من حكومة انتُخبت على أساس برنامج مناخي، ووعدت بالانسحاب من حروب المناخ، لكنها تبدو الآن خائفة من القيام بذلك بعد انتصار دونالد ترمب وهدفه المعلن بالتراجع عن السياسات التي تدعم ما يصفه بـ"خدعة المناخ" و"احتيال الطاقة المتجددة".

وقالت النائبة المستقلة عن دائرة شمال سيدني، كايليا تينك، الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن تأكيد رئيس الوزراء أن حكومته ليست لديها نية لإصدار هدف 2035 قبل الانتخابات المقبلة ليس جيدًا بما فيه الكفاية.

وأضافت تينك: "يستحق الأستراليون الأفضل من رئيس وزراء التزم بممارسة السياسة بشكل مختلف عند انتخابه".

وأوضحت أن "الالتزام بإعلان أهداف عام 2035 في وقت ما من العام المقبل يُعد جُبنًا سياسيًا من جانب حزب العمال".

وأردفت: "يستحق الناخبون الأستراليون أن يعرفوا ما إذا كانوا يصوّتون لحزب في عام 2025 يحكم على الأجيال المقبلة بمستقبل خطير وأقل ازدهارًا".

ويرى محللون أن نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة ساعدت في زيادة تراجُع الثقة بحكومة أنتوني ألبانيز.

ومن المتوقع بالنسبة إلى حزب يدعم هدف الطاقة المتجددة بنسبة 82% بحلول عام 2030، ومستقبل مدعوم بتطوير سلسلة توريد الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات محلية الصنع، أن يجد صعوبة في الجمع بين الأمرَين.

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. تقرير منصة رينيو إكونومي الأسترالية عن موقف حزب العمال
2. تقرير منصة الطاقة عن الإفصاحات المناخية في أستراليا