“شركة النصر عودة تاريخية تسهم في تعزيز الصناعة المحلية وزيادة الصادرات”

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمثل عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج بعد توقف دام 15 عامًا حدثًا تاريخيًا يعكس التزام الدولة المصرية بتعزيز صناعة السيارات الوطنية والاهتمام بقطاع الصناعات الثقيلة، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. تأسست الشركة في خمسينيات القرن الماضي وكانت من القلاع الصناعية التي ساهمت بشكل كبير في إرساء دعائم الصناعة الوطنية، وقد أسهمت هذه العودة في إحياء دورها الريادي في هذا القطاع.

خلال السنوات الماضية، تعرضت الشركة لمجموعة من التحديات التي أدت إلى توقفها عن الإنتاج، لكن في السنوات الأخيرة، قامت وزارة قطاع الأعمال العام بجهود كبيرة لإعادة هيكلة الشركة، بما في ذلك تطوير بنيتها التحتية وزيادة كفاءتها الإنتاجية. تعتبر هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين وضع الشركات الحكومية وإحياء الصناعات الوطنية، حيث تعمل الوزارة على إعادة تشغيل المصانع المتوقفة وتحقيق التنافسية المحلية والدولية.

من أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا الإطار هو الإعلان عن قرب إطلاق أول أتوبيس محلي الصنع بنسبة مكون محلي مرتفعة، وهو ما يعد إنجازًا هامًا في إطار تعزيز شعار “صنع في مصر”. هذا المشروع لا يعزز فقط القدرة الإنتاجية المحلية بل يسهم أيضًا في دعم التوجهات الحكومية لزيادة الصادرات المصرية في المستقبل. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يتماشى مع استراتيجية الدولة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الصناعية، وتخفيض فاتورة الاستيراد بشكل عام، مع التركيز على رفع نسبة المكون المحلي في الصناعات المختلفة.

وزارة قطاع الأعمال العام، من خلال إشرافها المباشر على هذه الشركات، تسعى إلى تحسين كفاءة الإنتاج وتحديث الأساليب التكنولوجية في المصانع. تهدف هذه الجهود إلى خلق منتجات تنافسية تلبّي احتياجات السوق المحلية وتوسع من قدرة مصر على تصدير منتجاتها للأسواق العالمية، مما يسهم في تحقيق أهداف القيادة السياسية برفع حجم الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار سنويًا. كما أن الوزارة تعمل على تحسين بيئة العمل في هذه الشركات، حيث يتم تدريب العمالة وتطوير مهاراتها بما يتناسب مع احتياجات الإنتاج الحديث.

ورغم التحديات التي تواجه الوزارة، مثل مديونيات الشركات وقدم المعدات، فإنها تسعى للتغلب عليها من خلال شراكات مع القطاع الخاص، والاستفادة من الاستثمارات المحلية والدولية لإعادة تأهيل المصانع وزيادة قدرتها الإنتاجية. إن تحسين بيئة العمل والتوجه نحو رفع كفاءة المصانع من خلال تحديث آليات الإنتاج هو أحد المحاور الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في هذه الصناعات.

إضافة إلى ذلك، فإن الوزارة تسعى إلى فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية، خاصة في إفريقيا وأوروبا، مما يساهم في تحسين الميزان التجاري لمصر وتقليل العجز في الحسابات الجارية. هذا الجهد المستمر يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز قدرة مصر على المنافسة في الأسواق العالمية، ويعزز من قدرة الصناعات المحلية على تلبية احتياجات السوق العالمي.

عودة شركة النصر لصناعة السيارات تمثل نقطة تحول في تاريخ الصناعة المصرية، وتؤكد قدرة مصر على بناء اقتصاد صناعي متكامل يعتمد على الإنتاج المحلي كعنصر أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي إن تعزيز شعار “صنع في مصر” ليس فقط خيارًا اقتصاديًا، بل هو استثمار في مستقبلنا الصناعي. نؤمن بأهمية توجيه الدعم المستمر للصناعات المحلية وتوفير البيئة المناسبة للنمو والتطوير، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ويعزز مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق