11:52 م الإثنين 25 نوفمبر 2024

كتب- محمود عبدالرحمن:

في الوقت الذي تتزايد فيه الأنباء حول اقتراب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، يزداد التصعيد في الميدان مع استمرار القصف المتبادل.

وشن حزب الله أمس الأحد أقوى هجوم صاروخي منذ اندلاع الحرب، مستهدفاً شمال إسرائيل حتى تل أبيب وقاعدة بحرية قرب غزة، مستخدمًا 340 صاروخًا، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث أدى هذا الهجوم إلى فرار نحو 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، بحسب الإذاعة.

تصريحات متناقضة

وفي الوقت الذي تؤكد فيه تقارير إسرائيلية أن حزب الله فقد معظم قوته الصاروخية، كما صرّح وزير الدفاع السابق يوآف جالانت في أكتوبر الماضي، شن الحزب هجومه الأخير الذي أعاد التساؤلات حول مصداقية هذه الادعاءات التي أكدها المراسل العسكري أمير بوخبوط موضحا أن الحزب ما زال يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ، مشيراً إلى تناقض واضح في التصريحات الإسرائيلية.

مفاوضات واتفاق وشيك

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، منها "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية.

وبحسب التقارير يعمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاليًا على آلية تقديم الاتفاق للرأي العام الإسرائيلي، وسط وجود أنباء تفيد بأن الموافقة النهائية لا تزال قيد النقاش.

الأهداف الإسرائيلية

ووضعت إسرائيل أهدافًا طموحة للحرب، تضمنت إضعاف حزب الله، إعادة النازحين إلى المستوطنات الشمالية، ونزع سلاح الحزب بشكل كامل، إلا أن البنود المسربة من الاتفاق تشير إلى انسحاب قوات الحزب إلى شمال نهر الليطاني مع احتفاظه بسلاحه، وهو ما يعكس تراجعًا عن الأهداف المعلنة.

خشية من تصعيد إقليمي

وتتزايد المخاوف من توسع رقعة الحرب إلى سوريا والعراق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى احتمال استهداف إسرائيل خطوط الإمداد الإيرانية إلى حزب الله في تلك المناطق، ما ينذر بتداعيات إقليمية أوسع.

خسائر متزايدة وضغوط داخلية

ومع استمرار الحرب، يعاني الجيش الإسرائيلي من خسائر ميدانية واقتصادية كبيرة، حيث سقط عشرات القتلى وآلاف الجرحى بين صفوفه. في المقابل، تزايدت الأصوات داخل إسرائيل الداعية لوقف الحرب والتركيز على غزة، لتخفيف الأعباء العسكرية والاقتصادية.

نهاية مشروطة

فيما يبدو أن حزب الله تخلّى عن شرط إنهاء الحرب في غزة كشرط لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن المفاوضات الجارية قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب تصعيد أوسع، وسط تأكيدات بأن نجاح الاتفاق سيخضع للاختبار على أرض الواقع.