يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل صفوفه أزمة كبيرة، تهدد موقف نتنياهو، الداعي لاستمرار الحرب، والذي أصبح مجبرًا على القبول بتسوية سياسية مع لبنان والقبول بوقف إطلاق النار، والتي تتمثل في نفاد القوة البشرية والسلاح.
ومن المتوقع أن توافق الحكومة الإسرائيلية الأمنية خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء، بحسب أكسيوس، على شروط وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع في الشمال، والذي سيسمح لمئات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود بالعودة تدريجيًا إلى ديارهم.
أزمة صعبة
وتأتي محاولات الاحتلال لتوقيع اتفاق مع لبنان، مدفوعة بوجود أزمة صعبة في صفوف الجيش الإسرائيلي، بحسب هآرتس العبرية، التي أكدت أن 40 بالمئة من تشكيلات الاحتياط لم يستجيبوا لدعوة الالتحاق بالخدمة العسكرية.
كما كشف المحلل العسكري اللواء في الاحتياط إسحاق بريك للصحيفة أن جنود الجيش النظامي، يتحايلون على التجنيد عبر إصدار تقارير طبية تفيد بعدم تمكنهم من القتال، بسبب عدم قدرتهم النفسية والجسدية على الاستمرار.
الخسائر البشرية
ويشهد السلاح البري أيضًا عملية تفكُك من ناحية نفاد القوة البشرية والسلاح، وهي الأزمة التي قال عنها المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، إنها تهدّد موقف نتنياهو الداعي إلى استمرار القتال أكثر من وقائع الحرب نفسها، وأكثر من تكاليفها المتزايدة.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن قسم القوى البشرية في جيش الاحتلال أكد أنهم بحاجة ماسة إلى عشرة آلاف جندي إضافي، منهم نحو 7500 مقاتل، لتعويض الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش على مدار أشهر القتال الماضية.
ضغط لن ينتهي
بجانب ذلك يوجد ضغط كبير على تشكيلات الاحتياط، وهو الضغط الذي لن ينتهي قريبًا، وبحسب البيانات المنشورة هناك 54 بالمئة من جنود الاحتياط الذين استُدعوا إلى الخدمة منذ 7 أكتوبر خدموا أكثر من 100 يوم، منهم 18% تجاوزت خدمتهم الـ 200 يوم.
وخلافًا لما يروجه نتنياهو وحكومته من أن حزب الله اللبناني أصبح ضعيفًا وأن التهديد بإطلاق الصواريخ قد تم القضاء عليه، بعد تدمير البنية التحتية التابعة للحزب، فإن الحرب في الميدان لا تدعم هذه الرواية على الإطلاق.
رئيس الأركان
ويرى الصحفي الإسرائيلي الاستقصائي إيتاي أنجل، خلال حديثه للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أن حزب الله على عكس ما يقول نتنياهو يزداد قوة، والثمن في مقابل ذلك هو حياة الناس وأخذ في الارتفاع، مشيرا إلى أن الصورة أمام الرأي العام بدأت تأخذ منحنى آخر.
وفي ضوء ذلك، بدأت تتعالى الأصوات في الداخل الإسرائيلي، بحسب مركز مدار للدراسات، تطالب بأن يتحمّل الرئيس الحاليّ لهيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي المسؤولية ويقف بحزم أمام دوائر صُنع القرار السياسي من أجل تأكيد ضرورة إنهاء الحرب.
0 تعليق