أدوار الشر الممزوجة بالكوميديا التي أبدع في تجسيدها الفنان توفيق الدقن، جعلته رمزًا للطرف الشرير في الحبكات الدرامية، الذي يفسد لحظات الأبطال، ولكنه في حياته الحقيقية كان أبًا حنونًا وزوجًا مخلصًا، يحنو على أسرته ويحب زوجته وأبنائه، وفي ذكرى وفاته اليوم، نستعرض الوجه الآخر لواحد من أشهر شريري السينما المصرية.
محطات في حياة الفنان توفيق الدقن
وُلد توفيق الدقن في 3 مايو 1923 بمحافظة المنوفية، ولم يكن يسعى للشهرة أو عالم الأضواء، بل كان شغوفًا بالرياضة والتحصيل العلمي، حتى لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في دخوله عالم الفن. كما روى في البرنامج الإذاعي «حديث الذكريات»، كان أول لقاء له مع التمثيل عام 1940، عندما شارك في حفل لجمعية الشبان المسلمين في المنيا. لفت أداؤه انتباه الفنانة روحية خالد، التي أشادت به وشجعته على الاستمرار: «لما سقفوا، قررت أكمل في المجال ده لأنه شكل تاني من التشجيع».
حصل على البكالوريوس وعمل لفترة في نيابة المنيا، وبعد وفاة والده الذي كان يعمل المفتش الإداري في النيابات، انتقل مع أسرته إلى القاهرة، وعمل في السكة الحديد ليعيل والدته وإخوته، قبل أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية بتشجيع من الفنان صلاح سرحان، وبعد ذلك، بدأ مسيرته الفنية التي شهدت نجاحات وإخفاقات، حتى أصبح نجمًا بارزًا في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون.
زواج الفنان توفيق الدقن
تزوج «الدقن» من ابنة عمته، وكان الزواج بعدما رشحها له إخواته البنات، بحسب حديث ابنه رشدي توفيق الدقن، في لقاء تليفزيوني سابق له، مشيرًا إلى إنه تزوج في سن متأخرة، بعد أن اطمأن على استقرار عائلته وزواج إخوته. كان زواجه سعيدًا وعلاقته بزوجته تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل. وصفه أبناؤه بأنه كان أبًا ديمقراطيًا وحنونًا، يشاركهم حياتهم ويمنحهم نصائحه دائمًا.
الأسرة في حياة توفيق الدقن
وصفوه بأنه «أب ديمقراطي وحنون جدًا»، إذ تحدث ابنه المسشار ماضي الدقن أيضًا خلال لقاء تلفزيوني في برنامج «معكم منى الشاذلي»، موضحًا أن والده رغم أدواره ذات الصبغة الشريرة، إلا أنه كان حنونًا للغاية: و«كان يحترم البيت جدًا، وممنوع دخول أي شخص البيت من الممثلين غير رشدي أباظة ومحمود المليجي»، وظل يعيش معهم ويحنو عليهم، إلى أن توفي في 26 نوفمبر عام 1988 بمستشفى الصفا بالمهندسين عن عمر ناهز الـ65 عقب إصابته بالفشل الكلوي.
0 تعليق