أكد المهندس خالد إبراهيم، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (CIT)، أن شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة تلعب دورًا محوريًا في دعم التنمية الاقتصادية من خلال تقديم حلول مبتكرة تعتمد على الكفاءات البشرية. وأوضح أن هذه الشركات تساهم في تعزيز التحول الرقمي وميكنة المؤسسات الصناعية والحكومية، مما يدعم تحسين الإنتاج، خفض التكلفة، والحد من الفاقد، بجانب فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية بفضل الابتكار التكنولوجي.

وأشار إبراهيم إلى أن التحول الرقمي لم يعد مجرد استخدام التكنولوجيا داخل المؤسسات، بل هو برنامج شامل يتضمن إعادة صياغة أساليب العمل وتقديم الخدمات بشكل أفضل وأسرع، بما يسهم في تحقيق التنافسية في عصر التصنيع الذكي والثورة الصناعية الرابعة. جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الثامنة لمؤتمر ومعرض "وطن رقمي"، الذي يُعقد بالتزامن مع النسخة الثالثة للملتقى والمعرض الدولي للصناعة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس افتتاح الفعاليات بحضور كبار الشخصيات من الحكومة والصناعة، حيث أكد دعم الحكومة الكامل للقطاع الخاص وشركات تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الإنتاج المحلي وتوطين الصناعة، وخلال جولته في المعرض، أشار مدبولي إلى أهمية المؤتمر كمنصة للتعاون بين الشركات المحلية والدولية واستعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية.

تضمنت فعاليات "وطن رقمي 8" إطلاق ثلاث مبادرات رئيسية، الأولى هي مبادرة "رقمنة المصانع المصرية" بالشراكة مع اتحاد الصناعات المصرية لتبني تقنيات التصنيع الذكي وتعزيز التحول الرقمي في القطاعات الصناعية، والثانية، تنظيم ملتقى التوظيف 2024 "CIT Talent Connect"، الذي يركز على توفير فرص عمل للكوادر التكنولوجية المصرية المؤهلة، أما الثالثة، فهي إطلاق منصة "الكتالوج الإلكتروني"، التي تهدف إلى الترويج للحلول التكنولوجية المصرية محليًا وعالميًا.

ويأتي مؤتمر "وطن رقمي" والمعرض الدولي للصناعة في إطار الجهود المبذولة لدعم القطاع الصناعي وتعزيز الشراكة مع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد بشكل كبير على تقنيات التصنيع الذكي والتحول الرقمي.

ويعد الحدث فرصة متميزة للشركات المصرية المتوسطة والصغيرة لاستعراض حلولها التقنية أمام جمهور واسع من الجهات الصناعية والحكومية، بمشاركة 40 شركة تكنولوجية مصرية، يُبرز المعرض الإمكانات الهائلة للموارد البشرية المحلية ودورها في قيادة عملية التحول الرقمي، سواء على مستوى تحسين كفاءة الإنتاج أو تعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين.

خلال الجولة التفقدية أمس، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المعرض يعكس رؤية الدولة في تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد أهمية الابتكار التكنولوجي في تعزيز تنافسية المؤسسات الصناعية، مشيرًا إلى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا والتصنيع.

ومن جانبه، أوضح المهندس محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، أن المبادرات التي أطلقت خلال المؤتمر تسهم في بناء اقتصاد قوي قائم على المعرفة، كما تساعد في خلق فرص عمل جديدة للشباب المؤهلين في مجال التكنولوجيا، وأضاف أن التعاون بين غرف الصناعة وغرفة تكنولوجيا المعلومات يُمثل نموذجًا رائدًا لتوحيد الجهود وتكاملها لتحقيق أهداف التنمية الوطنية.

الحدث يأتي تأكيدًا على التزام مصر بتطوير قطاعي الصناعة والتكنولوجيا كعنصرين رئيسيين لتحقيق التحول الرقمي الشامل، بما يعزز النمو الاقتصادي ويوفر فرصًا جديدة للصناعات المصرية في الأسواق العالمية.