جلال حمام
الثلاثاء 26/نوفمبر/2024 - 11:36 ص 11/26/2024 11:36:48 AM
الآن، يُعلِق أهالي الرهائن والمسئولون الإسرائيليون المهتمون بإتمام صفقة، آمالهم على نجاح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فيما فشل فيه الرئيس الحالي، جو بايدن، حتى الآن، وهو إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإنهاء الحرب في غزة مقابل تحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس، إذ يبدو من غير المرجح، قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، أن يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في أي وقت قريب، وبدلًا من ذلك، من المرجح جدًا أن يرث ترامب الأزمة والمسئولية عن الأمريكيين السبعة الذين تحتجزهم حماس، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على مازالوا على قيد الحياة.. قالت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية الجديدة للبيت الأبيض، إن ترامب سيُعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، وسيُحارب الإرهاب، وسيدعم إسرائيل، وأن (الرئيس ترامب سيعمل كمفاوض رئيسي للولايات المتحدة، وسيعمل على إعادة المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن إلى ديارهم).
كان الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، قد طلب من الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، خلال لقائهما الأخير، الذي استمر ساعتين، العمل معًا من أجل الدفع نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، إذ يريد بايدن استخدام الشهرين المُتبقيين له في منصبه، لكسر الجمود المُطوَّل في المفاوضات بشأن اتفاق غزة.. ومن المرجح أن يكون ترامب سعيدًا بالوصول إلى يوم التنصيب، بأزمة أقل على قريقه الرئاسي.. قال مستشار الأمن القومي الحالي، جيك سوليفان، (نحن مستعدون للعمل مع الفريق القادم في قضية مشتركة على أساس الحزبين، للقيام بكل ما في وسعنا الجماعي الأمريكي، لتأمين إطلاق سراح الرهائن، الأحياء والأموات)، إذ أرسل البيت الأبيض (إشارة) إلى فريق ترامب، بأنه مستعد للعمل معهم بشأن قضية الرهائن.. وقد التقى بايدن، في المكتب البيضاوي، لمدة ساعة ونصف، مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، وأكدت العائلات أن الوقت ينفد أمام الرهائن، وأعربت عن قلقها على حياتهم، إلا أن بايدن أبلغ العائلات، أنه وترامب اتفقا على أن قضية الرهائن مُلحة، وأنهم يريدون محاولة حلها قبل العشرين من يناير، وأبلغهم بأن لديهم كل الحق في الغضب عليه، لأنه لم يُحضِر أحباءهم إلى المنزل حتى الآن.. إلا أن عائلات الرهائن الأمريكيين طلبت عقد اجتماعات مع العديد من الأعضاء الجدد، المعينين في فريق ترامب، لإقناعهم بالانخراط في القضية على الفور.
وقال بايدن لعائلات الرهائن الأمريكيين في الاجتماع، (لا يهمني إن حصل ترامب على كل الفضل، طالما عادوا إلى الوطن).. وقد واجه رونالد ريجان، الرئيس الأسبق، الذي قال ترامب إنه معجب به، موقفًا مشابهًا، عندما كان يستعد لتولي منصبه عام 1981.. ووقَّع سلفه، جيمي كارتر، صفقة رهائن مع إيران في 19 يناير 1981.. وفي اليوم التالي مباشرة بعد تنصيب ريجان، تم إطلاق سراح إثنين وخمسين أمريكيًا احتجزتهم إيران لمدة أربعمائة وأربعة وأربعين يومًا.. وكتب أورنا ورونين نيوترا، والدا المواطن الأمريكي، عمر نيوترا، الذي تحتجزه حماس في غزة منذ أكثر من أربعمائة يوم، رسالة مفتوحة إلى ترامب في صحيفة (واشنطن بوست)، وقالا إنهما يعتقدان أنه يمكن أن يحظى بلحظة ريجان خاصة به.. وأشاروا إلى أن دول المنطقة التي لها تأثير على حماس، بما في ذلك قطر وإيران، التي تبدو وكأنها تعيد حساباتها منذ فوز ترامب في الانتخابات.. كتبوا (لدينا رسالة للسيد ترامب: الوقت هو جوهر المسألة.. نحن نعتمد على قيادتك لإعادة عمر إلى الوطن).
ويقول المسئولون الإسرائيليون إن مائة وواحد رهينة، لا يزالون محتجزين لدى حماس في غزة، ويعتقدون أن خمسين منهم على الأقل، ما زالوا على قيد الحياة.. وفي الوقت نفسه، وصل الوضع الإنساني في غزة إلى أدنى مستوياته منذ بدء الحرب، وفقًا لمنظمات الإغاثة.. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد استُشهِد حتى الآن، أكثر من ثلاثة وأربعين ألف فلسطيني.. وتوقفت المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، دون إجراء محادثات مهمة بين إسرائيل وحماس، بعد أن رفضت حماس مؤخرًا مبادرتين، مصرية وأمريكية للتوصل إلى اتفاق جزئي، يتضمن إطلاق سراح عدد صغير من الرهائن، لأن هاتين المبادرتين من شأنهما أن تسمحا باستمرار الحرب بعد توقفها.. وفي أعقاب ذلك، طالبت الولايات المتحدة قطر بإغلاق مكتب حماس في الدوحة وترحيل قيادات حماس.. وأعلنت قطر تعليق جهود الوساطة، ما دامت إسرائيل وحماس لا تتفاوضان بجدية.
●●●
عندما اتصل الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، بترامب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، أخبر الرئيس المنتخب، أن تأمين إطلاق سراح الرهائن، (قضية مُلحة)، وقال هيرتسوج لترامب، (عليك إنقاذ الرهائن)، ليرد ترامب قائلًا، إن أغلب الرهائن ماتوا على الأرجح.. إلا أن الرئيس الإسرائيلي قال لترامب، إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.. وهنا، فوجئ ترامب، وقال (إنه لم يكن على علم بذلك)، كما أفاد باراك رافيد من AXIOS، أن ترامب قال إنه (يعتقد أن معظم الرهائن ماتوا).. وعندما التقى هيرتسوج بايدن في البيت الأبيض في الحادي عشر من نوفمبر الحالي، طلب من بايدن العمل مع ترامب بشأن هذه القضية، بين الآن والعشرين من يناير القادم، عندما يتولى ترامب منصبه.. وبعد يومين، عندما استضاف بايدن ترامب، في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن قضية الرهائن، واقترح عليه العمل معًا، للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.
وفي اجتماع عُقِد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رؤساء قوات الجيش الإسرائيلي والموساد والشين بيت لنتنياهو، إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن تتخلى حماس عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.. وإنهم أبلغوه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.. لكن نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل صفقة إطلاق سراح الرهائن، مُدعيًا أن ذلك سيسمح لحماس بالبقاء، وأن ذلك يشير إلى أن إسرائيل قد هُزِمت.. وقال مسئول إسرائيلي كبير لوكالة AXIOS، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن ذلك سيزيد الضغوط على حماس، وسيُعيد تركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.. ويقول بعض المسئولين الإسرائيليين، إن ترامب، الذي قال إنه يريد أن تنتهي الحرب في غزة بسرعة، سيكون له نفوذ وتأثير أكبر بكثير من بايدن على نتنياهو، بعد أن ضغط بايدن مرارًا وتكرارًا على نتنياهو لتليين موقفه، لكنه فشل.
وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والقريب من العديد من أعضاء فريق الرئيس المنتخب الجديد، إن ترامب يجب أن يتحرك الآن للحصول على صفقة، (يجب على الرئيس ترامب، أن يصدر على الفور مطلبًا واضحًا بالإفراج عن جميع الرهائن، وتكليف كبار مسئوليه بالبدء في العمل على هذا الأمر، قبل العشرين من يناير،ن وتحذير جميع الأطراف من عواقب تحدي الرئيس الأمريكي القادم.. يجب أن يكون واضحًا، أن إطلاق سراح الرهائن، شرط مُسبَق غير قابل للتفاوض لوقف إطلاق النار).
●●●
لن تقف مسئوليات ترامب المُلحة، عند صفقة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار مع حماس، بل إن إيران تظل ملفًا صعبًا، يحتاج لجهود ترامب الخاصة.. لقد مر ما يقرب من الشهر، منذ أرسلت إسرائيل أكثر من مائة طائرة مُقاتلة، وطائرة بدون طيار، لضرب القواعد العسكرية الإيرانية، وما زال العالم ينتظر ليرى كيف سترد إيران.. إنه توقف مُحمَّل بالأحداث في الصراع الخطير هذا العام، بين القوتين في الشرق الأوسط.. جاء الهجوم المضاد الإسرائيلي، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إطلاق إيران لأكثر من مائة وثمانين صاروخًا باليستيًا، تم إسقاط معظمها في الأول من أكتوبر، للانتقام لمقتل اثنين من كبار قادة حزب الله وحماس.. جاءت أول موجة من الضربات في أبريل الماضي، عندما قررت إيران الانتقام من هجوم على أحد مجمعاتها الدبلوماسية في سوريا، بقصف إسرائيل مباشرة بما لا يقل عن ثلاثمائة صاروخ وطائرة بدون طيار.. وحتى ذلك الحين، انتظرت إسرائيل أيامًا، وليس ساعات، للرد.
قبل وقت ليس ببعيد، ربما توقع المحللون، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حريق فوري.. ولكن لم يحدث ذلك على هذا النحو.. ويرجع هذا جزئيًا إلى الدبلوماسية المحمومة وراء الكواليس، من قِبل الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.. ولكن الضربات المحدودة المدروسة، تعكس أيضًا حقيقة مفادها، أن البديل ـ حرب (الصدمة والرعب) بين إسرائيل وإيران ـ يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على المنطقة، ولكن أيضًا على جزء كبير من العالم.. وقال جوليان بارنز ديسي، مدير الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، (يبدو أن طبيعة الهجمات تتحدث عن اعتراف مشترك بالخطر الحاد، المتمثل في حرب إقليمية أعمق، لا يزال كلا الجانبين يرغبان في تجنبها على الأرجح).. ولاحظ أن هذا لا يعني عدم وجود مخاطر على النهج الحالي، (إنه مسار محفوف بالمخاطر وغير مُستدام على الأرجح، وقد يخرج عن السيطرة بسرعة.. وهناك أيضا احتمال أن تعمل إسرائيل بشكل متعمد، على شق طريقها إلى أعلى سُلَم التصعيد، بنية القيام بشيء أوسع وأكثر حسمًا في نهاية المطاف).
في رسالة فيديو، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكأنه يحذر من أنه قد يُزيد من حِدة الصراع، إذا ما ضربت طهران مرة أخرى.. وقال، (كل يوم تزداد إسرائيل قوة.. ولم ير العالم سوى جزء ضئيل من قوتنا).. إن الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تُشبه إلى حد كبير الحرب المعروفة باسم الصدمة والرعب ـ استخدام القوة النارية الساحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة، لتدمير قدرات العدو وإرادته للمقاومة ـ التي تم تقديمها لأول مرة كمفهوم عام 1996، من قِبل خبيرين عسكريين أمريكيين.. ولعل أبرز مظاهرها، كان وابل الغارات الجوية التي بدأت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، عام 2003، والتي أعقبتها قوات برية دفعت صدام حسين إلى الاختباء.. ولكن تكتيكاتها الأساسية استُخدمت في وقت سابق، في حرب الخليج عام 1991، وكذلك في الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.
سيكون من الصعب تنفيذ حرب الصدمة والرعب في هذا الصراع الحالي في الشرق الأوسط، حيث من المرجح أن يتطلب إطلاق القوات البرية، المزيد من الأصول البرية والجوية والبحرية، أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره، عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.. هناك أيضًا نقاش مستمر في الدوائر العسكرية، حول ما إذا كان هجوم الصدمة والرعب لا يزال قابلًا للتطبيق.. إذ أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال مارك ميلي، وإريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، في تحليل في أغسطس الماضي، لمجلة Foreign Affairs، بأن الأسلحة المستقلة والذكاء الاصطناعي يُحوِّلان الحرب، (لقد انتهى عصر حملات الصدمة والرعب.. حيث يمكن لواشنطن أن تدمر خصومها بقوة نيران ساحقة).
في الشهر الماضي، ردَّ محللان في مركز الدراسات الاستراتيجية للبحرية الملكية البريطانية، بأن حرب الصدمة والرعب تتطور، ولم تنته، وأشارا إلى الهجمات التي شنتها إسرائيل، باستخدام أجهزة النداء واللاسلكي، ضد حزب الله في لبنان. فقد قُتل العشرات وجُرح الآلاف، لكن الخوف الذي أحدثته الهجمات كان بمثابة ضربة نفسية للجماعة المسلحة.. وبعد أسبوعين، قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية حسن نصر الله، زعيم حزب الله منذ فترة طويلة.. و(بعيدًا عن كونها شيئًا من الماضي، يجب أن تكون الصدمة والرعب جزءًا لا يتجزأ من نهجنا للحرب متعددة المجالات)، كما قالا.. هذه الضربات تتعلق بالسياسة الداخلية، بقدر ما تتعلق بالردع.
●●●
لعقود من الزمان، كانت إيران وإسرائيل مُنخرطتين في حرب خفية، حيث نفَّذت إسرائيل هجمات سرية، واعتمدت إيران على الميليشيات بالوكالة، في العراق ولبنان وسوريا واليمن كقوات خط المواجهة.. تغيَّر كل ذلك في الأول من أبريل.. في حين تم اعتراض جميع الصواريخ والطائرات بدون طيار، التي وجهتها إيران إلى إسرائيل تقريبًا، كانت الضربات الجوية هي المرة الأولى التي هاجمت فيها طهران إسرائيل مباشرة من الأراضي الإيرانية.. وضع هذا المسئولين في جميع أنحاء العالم، في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع.. بعد ساعات من الضربات، قال الجنرال حسين سلامي، القائد العام لحرس الثورة الإيراني، إن إيران قررت إنشاء (معادلة جديدة)، في صراعهات المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.. ولكن حتى الآن، تم تنفيذ الصراع فقط بضربات صاروخية دقيقة للغاية، استهدفت بشكل أساسي القواعد العسكرية في بلد الطرف الآخر.. وقال فرزان ثابت، المحلل السياسي المتخصص في شئون إيران والشرق الأوسط في معهد جنيف للدراسات العليا بسويسرا، إن وابل الهجمات الصاروخية المحدود، بدا وكأنه يشير إلى نوع جديد من الحرب، (إن الضربات الدقيقة ليست جديدة، ولكن استخدامها على هذا النطاق كقطعة مركزية في الصراع، أمرٌ جديد).
ومع ذلك، قال، (ربما لم نر أسوأ ما في الأمر)، مشيرًا إلى أن طهران أشارت مؤخرًا إلى استعدادها لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل ـ بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط ـ إذا تم ضرب البنية التحتية المدنية الإيرانية، (سيكون هذا عنصرًا جديدًا).. بينما قال هو ومحللون آخرون، إن الضربات الجوية حتى الآن، جنبًا إلى جنب مع التحذيرات العامة التي سبقتها، كانت جزءًا من حملة ردع من قِبل الدولتين، لمحاولة منع الصراع من الخروج عن السيطرة، (إنها عبارة عن أنا أصفع، وبالتالي تحصل على صفعة، حتى تفهم، وبالتالي يمكنك الآن أن تقرر، ما إذا كنت تريد التنحي أو تريد أن تتقدم)، كما قال أساف أوريون، العميد الإسرائيلي المتقاعد، واستراتيجي الدفاع في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي أضاف، (الحقيقة، هي أن كلا الطرفين يأخذان وقتهما في الحساب والتعاون وتشكيل عملياتهما الخاصة).. المخاطر عالية، والوضع قد ينفجر.
في حين لم تستخدم إسرائيل الصدمة والرعب التقليديين ضد إيران، إلا أنها كانت أقل تحفظًا في هجماتها على وكلاء إيران، حزب الله وحماس، كما أظهرت هجمات أجهزة النداء.. وكان هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، الذي حرَّض على الحروب الجارية، غير مُقيد.. ومنذ ذلك الحين، قصفت إسرائيل غزة بغارات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة وأربعين ألف شخص، كثير منهم من النساء والأطفال.. وفي لبنان، تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة آلاف ومئتي شخص قُتلوا في هجمات إسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 2023، عندما انضم حزب الله إلى القتال لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.. لكن إيران نجت من حجم الموت والكوارث الإنسانية، التي فرضتها إسرائيل على وكلائها.. حتى أنها سعت إلى تصوير هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل على أنها نجاح باهر.
بدت طهران مُهتمة أكثر بإظهار عدد الضربات (المُذهلة) التي شنتها ضد إسرائيل لجمهورها، بقدر ما تهتم بعدد الضربات التي أصابت أهدافها، كما قال ثابت، (تحاول إيران أن تكون لها الكلمة الأخيرة، بمعنى ما.. إنها تريد إظهار الرد، وإظهارها لجمهورها المحلي والإقليمي أنها فعلت شيئًا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع).. لكنه أضاف، (لست متأكدًا من أن هذا سينجح).. إن الهجمات الإسرائيلية المُنهِكة على حزب الله وحماس، والتي اعتمدت عليهما إيران منذ فترة طويلة، لما تسميه الدفاع الأمامي، تشكل ضربة لطهران.. ولكن إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، الحليف القوي لنتنياهو، تُغير المعادلة مرة أخرى.. فقد التقى أحد مستشاري ترامب المقربين، وهو الملياردير إيلون ماسك، بسفير إيران لدى الأمم المتحدة، في ما وُصِف بأنه محاولة افتتاحية لنزع فتيل التوترات بين طهران والرئيس الأمريكي القادم.. ولكن من المتوقع على نطاق واسع، أن يجعل ترامب السياسة الخارجية الأمريكية أكثر ملاءمة لإسرائيل، ويحشد حكومته بصقور إيران.. وقد يؤدي هذا إلى نقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى أرض جديدة.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
0 تعليق