عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم المسرحية التونسية «رقصة سما».. حبكة صوفية تمزج الواقع بالتاريخ (خاص) - في المدرج
احتضنت قاعة الفن الرابع وسط العاصمة التونسية عرض مسرحية "رقصة سما" من تأليف وإخراج التونسي الطاهر عيسى بن العربي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ25 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية التي انطلقت السبت.
وتتنافس "رقصة سما" مع 11 عرضا مسرحيا آخر في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج المسرحية.
هذه المسرحية من إنتاج المسرح الوطني التونسي (حكومي) بالشراكة مع المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بزغوان، ومن أداء منى نورالدين وهاجر حمودة وخالد الزيدي والزهر الفرحاني وعبدالكريم البناني.
ومن القصة الصوفية" الدراويش" استمدت "رقصة سما" تفاصيلها.
وتدور قصة المسرحية حول شخصية "هالة"، وهي امرأة مسجونة في عالم العائلة تؤمن بالتضحية من أجل زوجها، ولكنها تكتشف أنّ جوهر الحب أعمق كثيرًا من العادات والأعراف الاجتماعية، فتعيش حالة من التمزّق بين الموجود والمنشود، وبين عالم المثل والواقع الذي تعيشه، وتتساءل "هالة "في الحبّ المطلق بين الإنساني والسماوي .
"القرن الحالي والقرن الثالث عشر متشابهان متلازمان، حروب وأوبئة، انهيار لرؤية قيمية أخلاقية للكون".. تبدأ هالة بقراءة رواية لكاتب مغمور يدعى "عزيز زهرة" يتحدّث فيها عن العشق الصوفي عند جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.. تنجذب "هالة" إلى أسلوب "عزيز" الساحر في الكتابة فتقع في حبّ الكاتب المصاب بداء السرطان، تعشقه ويستسلم للموت.. وحده الموت تمكّن من التفريق بين الحبيبين ومن وضع نقطة النهاية لقصة حب مجنونة.
على إيقاع الثنائيات المتواترة، تحضر السينما بأسلوب لافت أضفى المزيد من الجمالية على العمل المسرحي الذي يقوم على كتابة تحاكي رقصات الدراويش، وتظهر المشاهد المتخيلة في الشاشة.
وقال مخرج المسرحية الطاهر عيسى بالعربي لـ"العين الإخبارية" إثر العرض، إن هذا العمل مستوحى في جانب منه من عمل "الصوفي مون امور" للتركية أليف شفق.
وتابع أن "عالم التصوف كفلسفة تمسني.. وتجربة التصوف هي تجربة فنية من خلال الرقص والكتابة والشعر ونظرتهم إلى الكون.. وأنا مهتم بالمراجع الصوفية".
وزاد: "انطلقت فكرة العمل من كتاب الفتوحات المكية لابن العربي ثم اطلعت على حياة جلال الدين الرومي ومحرز ابن خلف وبلحسن الشاذلي، ثم انبهرت بشخصية شمس الدين التبريزي ثم كتاب قواعد العشق الاربعون لإليف شفق.. ومن هنا انطلقت في التفكير في هذا العمل وانطلقت في الكتابة".
وأكد أن هذا العمل مزج الحاضر بالماضي والفلسفي بالواقعي كما تميز العمل بمراوحته بين الواقعي والتاريخي، موضحا أن هذه المسرحية ضمت 20 ممثلا وتقنيا.
0 تعليق