عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم بايدن وترامب مطالبان بإنجاز أعمال غير منتهية في أفغانستان - في المدرج
كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، يشعر بالفخر لكونه وضع نهاية للحرب الأميركية الطويلة الأمد في أفغانستان، خلال إدارته، على الرغم من الفوضى الكبيرة التي رافقت انسحاب القوات الأميركية في عام 2021، وعلى الرغم من حقيقة أن الرئيس الأميركي الذي سبقه، دونالد ترامب، والذي سيخلفه في 20 يناير المقبل، هو الذي وضع اتفاقية الانسحاب أثناء إدارته الأولى.
لكن يتعين على الرئيسين بايدن وترامب الاهتمام بأعمال غير منتهية حتى الآن، لوضع النهاية لهذا الفصل الطويل من سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
انسحاب فوضوي
أولا خلال الانسحاب الأميركي «الفوضوي» من أفغانستان، تجاهلت الولايات المتحدة الآلاف من شركائها الأفغان، وهم الأشخاص الذين كانوا موالين لواشنطن، ووقفوا معها بإخلاص جنباً إلى جنب طوال وجود القوات الأميركية في أفغانستان.
ومنذ ذلك الحين تعرضوا هم وعائلاتهم للمطاردة والتعذيب والقتل بشكل منهجي من قبل حركة «طالبان»، حيث كانت جريمتهم هي الخدمة إلى جانب القوات الأميركية على أمل مستقبل أكثر أملاً وحرية لأفغانستان.
وقطعت الولايات المتحدة «وعداً مقدساً» بأنها لن تتركهم وراءها، لكنها فشلت في الوفاء به، وبالتالي كان ذلك ضربة أخلاقية كبيرة لقدامى المحاربين العسكريين الأميركيين، كما تضررت مكانة واشنطن الدولية.
وثانياً أن انسحاب واشنطن من أفغانستان حرم الولايات المتحدة من أصول لا تقدر بثمن على الأرض لجمع المعلومات الاستخباراتية حول المؤامرات الإرهابية من أفغانستان، وعلى الرغم من إشادة مسؤولي بايدن بالقدرات الاستخباراتية والعسكرية «التي تتجاوز الأفق»، إلا أنه لا يوجد ببساطة بديل للأصول والعلاقات في البلاد.
ونتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الآن أقل قدرة على التقييم والتعامل مع المؤامرات الإرهابية، التي تحدث دون عوائق تحت حكم «طالبان».
والواقع أنه منذ الانسحاب في عام 2021، أصبحت أفغانستان مرة أخرى ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية، ووفقاً لتحقيق أجراه الكونغرس الأميركي «أقام تنظيم (القاعدة) ثمانية معسكرات تدريب جديدة في أفغانستان، ودعم المدارس الدينية في جميع أنحاء البلاد، وأنشأ قاعدة جديدة لتخزين الأسلحة».
التعامل بمكيالين
وأخيراً، يظل معتقل غوانتانامو مثالاً على هيمنة الولايات المتحدة، وعلى التعامل بمكيالين، حيث لايزال هناك 30 سجيناً يعانون منذ اعتقالهم قبل نحو ربع قرن من الزمن.
وينبغي معالجة هذه النقاط السوداء في الأمن والقِيَم، والموقف الدولي الأميركي في أسرع وقت، ويمكن لكل من بايدن وترامب أن يقوما بدورهما في ذلك.
فقد يمكن أن «يصلح ترامب ما أفسده بايدن»، وهو شعار مأخوذ من حملة ترامب، وأن يحترم التزام الولايات المتحدة لشركائها في أفغانستان، الذين خدموا بشجاعة إلى جانب رجال الجيش الأميركي، وتجاهلتهم واشنطن حين انسحابها من أفغانستان.
ويجب على ترامب تجديد الجهود لإنقاذ شركاء أميركا، ودعم التشريع الحزبي الذي يوفر الإقامة الدائمة للأفغان الذين تم إنقاذهم سابقاً، والذين لايزالون في حالة من الغموض القانوني داخل الولايات المتحدة.
وكان كل من السيناتورين الجمهوريين، مايك فالتز، الذي اختاره ترامب مستشاراً للأمن القومي، وماركو روبيو، وزير الخارجية المقبل، قد انتقدا بايدن لأنه ترك شركاء الولايات المتحدة خلف ظهره، ولذلك يجب أن يكون كلاهما على استعداد للمساعدة في تصحيح ما يعتبرانه خطأً فادحاً.
تعهدات ترامب
وللوفاء بتعهدات ترامب بإعادة تأكيد القوة الأميركية على الساحة العالمية، يتعين على الرئيس الجديد أن يكلف فريقه للأمن القومي بتقييم الوضع الحالي للتهديدات التي تواجه المصالح الأميركية، التي تنبع من أفغانستان، بما في ذلك ما إذا كانت هنالك الموارد الكافية لمعالجتها.
وفي الوقت الذي سيتولى ترامب منصبه في مواجهة تحديات متعددة في السياسة الخارجية، لا ينبغي له أن يتجاهل التهديدات الإرهابية التي تتشكل من جديد من داخل أفغانستان، إذ إن الفشل في التعامل بجدية مع التهديد الإرهابي المتزايد اليوم، من شأنه أن يمهد الطريق لهجمات كارثية في المستقبل.
وفي نهاية المطاف، وباعتبارها آخر أعماله وهو في منصب الرئيس، يتعين على بايدن أن يسرّع الجهود الرامية لنقل المعتقلين في سجن غوانتانامو، ونقلهم إلى بلد آخر كي يتم توطينهم فيه أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.
إغلاق «غوانتانامو»
وكانت إدارة بايدن امتنعت عن نقل 11 سجيناً من معتقل غوانتانامو إلى دولة أخرى، لكن التكاليف الباهظة لاحتجاز هؤلاء السجناء (يكلف سجن كل شخص منهم نحو 13 مليون دولار) ربما تدفع الرئيس ترامب إلى اتخاذ الخطوات الحاسمة لإغلاق معتقل غوانتانامو إلى الأبد، ومرة أخرى يستطيع ترامب التفاخر بأنه تمكن من القيام بما فشل فيه ثلاثة رؤساء أميركيين، هم: جورج بوش الابن، وباراك أوباما، وجو بايدن.
وسيحقق إنقاذ شركائنا الأفغان وعد الولايات المتحدة «المقدس»، كما أن أخذ تهديدات الإرهابيين من أفغانستان على محمل الجد والتعامل معها، سيحافظان على سلامتنا، وسيؤدي إغلاق غوانتانامو إلى وضع حد نهائي لفصل مخزٍ من تاريخ الولايات المتحدة، كما أن من شأن هذه الخطوات أن تشكل انتصارات ملموسة في السياسة الخارجية، وتضع حداً أخيراً لقصة تورط الولايات المتحدة في أفغانستان، وباعتبارها عملية انتقال للسلطة في واشنطن، ستكون هذه الخطوات هي التي يستطيع الرئيسان أن يتخذاها، وينبغي لهما القيام بذلك.
دانييل روزينثال* *باحث بمعهد الأمن الوطني في جامعة جورج ماسون الأميركية. عن «ذي هيل»
. الولايات المتحدة تجاهلت الآلاف من شركائها الأفغان، الذين كانوا موالين لها ووقفوا معها بإخلاص.
. الفشل في التعامل بجدية مع التهديد الإرهابي المتزايد بأفغانستان، من شأنه أن يمهد لهجمات كارثية في المستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق